ما وراء إعلان أمريكا وقف العدوان على اليمن ؟
زيد أحمد الغرسي
تثار كثير من الأسئلة حول اهتمام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وحضوره إلى مسقط ودخوله في المفاوضات بشكل مباشر بعد إن كان الأمريكيون يديرونها من وراء الستار والأهم من ذلك لماذا إعلان وقف العدوان على اليمن في هذا التوقيت ؟
هذا ما سنحاول في السطور التالية الإجابة عليها
أولاً : الاتفاق يؤكد أن العدوان أمريكي بالدرجة الأولى وأن قرار شن العدوان وإيقافه بيد الأمريكي فكما أعلن العدوان من واشنطن أيضا تم الإعلان عن اتفاق لوقفه من قبل وزير خارجية واشنطن جون كيري الذي حضر إلى عمان بعيداً عن الرياض ومرتزقتها من هادي وحكومته ويثبت مجدداً أن السعودية والإمارات مجرد أدوات منفذة وممولة فقط للعدوان على اليمن ونشر الحروب في المنطقة خدمة لأجندة أمريكا وإسرائيل
ثانياً : من ناحية التوقيت جاء اتفاق مسقط لوقف العدوان على اليمن بعد الانتخابات الأمريكية التي نجح فيها المرشح ترامب المعروف بعدائه الكبير للإسلام وتشدده في ملفات المنطقة لصالح كيان العدو الصهيوني وبالتالي فالتوقيت له مسارين الأول أن الإدارة الأمريكية تريد تهدئة الملف اليمني حتى يناير القادم موعد استلام ترامب السلطة وهو ما يعني انتهاء أحد مراحل العدوان على اليمن لا سيما بعد فشلها الذريع في تحقيق أياً من أهدافها ومن المرجح إعادة تقييم العدوان على اليمن من قبل الإدارة الجديدة وتلافي أخطاء إدارة أوباما خلال المرحلة المقبلة وهو ما يشير أيضا إلى الانتقال إلى مرحلة متقدمة من مهامها تقسيم اليمن وتفكيكه عبر خطوات يمهد لها النظام السعودي والإماراتي حالياً في الميدان كبناء جيوش مناطقية للمحافظات المحتلة وإعلان بعض الأقاليم وخروجها عن السيطرة وحكمها بنفسها كما حدث في مارب وحضرموت ومن ضمن خطوات المرحلة القادمة السيطرة الكاملة على باب المندب والساحل الغربي لليمن لكن هذا الملف سيكون حسمه بانتظار العلاقة القادمة بين روسيا وأمريكا وتعاملهما مع ملفات المنطقة بعد تولي ترامب السلطة.
أما المسار الثاني فقد تريد إدارة أوباما تسجيل إنجاز لها في نهاية فترتها بإيقاف العدوان على اليمن ( شكلياً ) لتوحي للرأي العام العالمي أنها حققت انجازاً لصالحها لتحسن من صورتها البشعة التي أظهرها وكشفها العدوان على اليمن وبنفس سيناريو احتلال العراق عندما تنامى الغضب الشعبي العالمي ضد أمريكا لاحتلال العراق عام 2003م ثم صورت للعالم بأنها انسحبت مع فوز أوباما في الدورة الرئاسية الأولى عام 2009 م لتمتص الغضب العالمي وهي سياسة تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية في أي انتخابات أو قدوم مرشح رئاسي جديد بأن تعمل على الإيحاء على تهدئة ملفات المنطقة لكن ما إن تلبث حتى تعود إلى بشاعتها وحروبها القذرة على أبناء المنطقة
بعد الإعلان عن اتفاق مسقط طلبت بريطانيا من أمريكا التمهل في تنفيذ الاتفاق حتى تحقيق انتصار ميداني بموجبه شن مرتزقة العدوان أكبر زحوفات منذ بداية العدوان على ساحل وصحراء ميدي خلال اليومين الماضيين كمحاولة منهم للسيطرة على الساحل الغربي لليمن وتحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي ليتم بموجبه تغيير المفاوضات السياسية لصالح دول العدوان لكنهم فشلوا امام صمود رجال الرجال من المجاهدين الابطال • ما تم الاعلان عنه في مسقط تخالفه تحركات دول العدوان الميدانية فعلاوة عن الزحوفات المتكررة في بعض جبهات المواجهات وتحليق الطيران وغاراته الجوية المستمرة فالتحركات للسعودية والإمارات في الجنوب تجري على قدم وساق لتقسيمه كما تقوم بتحويل بعض الجزر اليمنية الغربية إلى قواعد عسكرية بموازاة توطين القاعدة وداعش في الحدود اليمنية السعودية الشمالية كما تستمر في إغراق اليمن بداعش والقاعدة من مختلف دول العالم وهو ما يشير إلى استمرار العدوان ومؤامراته على اليمن ولو بأشكال مختلفة بعيدة المدى وفق سيناريوهات مختلفة تتغير بتغير الإدارات الأمريكية لكنها تتحد في الأهداف والمضمون.