ليلة القدر فضلها وأهميتها
عمران نت – تقارير – 27 رمضان 1443هــ
ليلة القدر سميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله يقدر لك في تلك الليلة مالك وما عليك في هذا العام القادم على مستواك الفردي ثم على المستوى العام أنت وأمتك أنت ومن يجمعك بهم نهج واحد ومسيرة واحدة، ثم هكذا البشرية بشكل عام، ولم تحدد ليلة بعينها ولكنها تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وقيل بأنها في الليالي الفردية منها وقيل أن من علاماتها أنها تكون هادئة وساكنة لا حارة ولا باردة يحبس فيها العذاب وتتنزل فيها الملائة وتغل فيها الشياطين فلا ترى فيها حتى الرجوم التي يعذبهم الله بها وقد جعلها الله سبحانه وتعالى في العشر الأواخر من شهر رمضان حتى يهيئ الإنسان نفسه بالتوبة والاقبال إلى الله من بداية شهر رمضان المبارك لأن ما يكتبه لك في تلك الليلة المباركة متوقف على ما تحمله نفسيتك من معاني الخير والمصداقية مع الله وعلى مستوى أعمالك وتوجهاتك ويهم جداً أن يحرص الإنسان أن تأتي تلك الليلة وهو مقبول عند الله، وهو راجع إلى الله، عائد إلى الله، متضرع إلى الله، ليكون ما يكتبه الله لك في واقعك الفردي ثم ما يكتبه الله لنا كأمة مؤمنة مجاهدة الخير كل الخير، والعزة والنصر والفلاح العظيم.
أهميتها
ليلة القدر لها أهميتها، من حيث أنها ليلة لتقدير الأمور وتدبير شؤون العباد الشخصية والجماعية على مدى عامٍ قادمٍ، وفقا لطبيعة توجهاتهم، وسلوكياتهم، وعلاقتهم بالله ولها أهميتها في عظيم فضلها بالنسبة للعمل، والتقرب إلى الله، وتجديد العزم والنية على الالتزام بكتاب الله، والذي سيتحدد مصير البشر ومصير الإنسان على ضوء علاقته بهذا الكتاب في مستوى: الاهتداء به، والتمسك به، والالتزام ومن حيث أنها خير من ألف شهر بمعني يزيد أجر العمل فيها على عمل ثمانون سنة وهي مدة عمر كامل يقضيه الإنسان في طاعة الله بشرط أن يقبل هذا العمل وهذا له علاقة بتوجهاتك وأعمالك على مدار العام ثم هي ليلة أنزل الله فيها القرآن الكريم قال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ(4)أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الدخان:6].
ما الذي ينبغي التركيز عليه في ليالي القدر؟
تجدد العزم والنية، والتوجه الصادق إلى العمل بطاعة الله، مع الاستعانة به للتوفيق في ذلك.
النهوض بمسؤولياتنا في هذه الحياة التي حمَّلنا الله إياها على ضوء توجيهاته وتعليماته، ملتمسين منه سبحانه المعونة والتوفيق لكي يكتب لنا الخير الكبير في شتى شؤون حياتنا، وعنده كل الخير، وهو يريد لنا الخير، هو -جل شأنه- أرحم الراحمين؛ إنما مشكلتنا دائماً هي ذنوبنا وتقصيرنا الكبير في مسؤولياتنا وواجباتنا هذا ما يسبب لنا الكثير من الشقاء، والعناء، والمتاعب وما يترتب عليه الكثير من النتائج السيئة في هذه الحياة.
كما ينبغي أن نحرص على اهتمام فعلي، وتحركٍ جاد، في مسارنا العملي من أهم الأمور التي ينبغي التركيز عليها أيضاً: القربة إلى الله بالعمل الصالح، فالأجر في ليلة القدر مضاعفٌ جدًّا جدًّا جدًّا، أضعافاً كبيرة جدًّا. ثم من أهم ما يجب التركيز عليه في لليلة القدر هو الدعاء.
أولا بطلب المغفرة، أسوة بأنبياء الله : {رَبِّ اغْفِرْ لِي}، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا}، {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}… ثم بطلب العفو، وطلب النجاة والعتق من النار، هذا من أهمِّ ما يركِّز الإنسان عليه في دعائه، والدعاء أيضاً بالنصر، بالفلاح، بخير الدنيا والآخرة، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: من الآية 201]، وكذلك الدعاء إلى الله فيما يتعلق بقضايا معينة يعاني منها الإنسان في حياته، أو مشاكل معينة، أو أمور معينة، أو قضايا ذات تأثير معين على الإنسان، طلب العافية، طلب الرزق، طلب البركة الدعاء للوالدين ..إلخ. من المهم أيضاً ملاحظة صلة الأرحام، ونحو ذلك من القرب إلى الله.