من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الثانية والعشرين”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثانية و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول اهم المبادئ الإسلامية لطبيعة الإنسانية وهو الاعتصام بحبل الله والتوحد، وهي فريضة إلزامية دينية لتحقيق التقوى، وللقيام بالمسئوليات الجماعية الايمانية، والتي منها الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقسط والتعاون على البر والتقوى، وهذا يحتاج لاخوة المؤمنين فيما بينهم، والمشروع الإلهي هو مشروع تعاون في الواقع بشري، والمشروع الإلهي هو مشروع نهوض وبناء وتحرك جماعي، وهو عامل قوة، التوحد قوة والتفرد ضعف، القوة في مواجهة الأخطار، والتوحد والتآخي والإلفه والتفاهم من أهم عوامل الاستقرار الداخلي الذي يساعد على النهوض، والتحرك بجهد كبير ، وهو عامل مهم جدا في النجاح والنهوض بالمسئوليات، وبما ان هذه المسألة فريضة ومبدأ ديني مهم، لكنها تلقى محاربة شرسه من الشيطان وقلة اهتمام من الناس، ومسأله بهذه الأهمية وموقعها في القرآن الكريم، فإن الإهمال بها يترتب عليه خسائر كبيرة جدا في الدنيا والآخرة، ويفتح ثغرات للشيطان..
إن اوامر الله في القرآن الكريم اوامر صريحة ومؤكدة، ويقول سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) هذه الوحدة الايمانية يقدم لنا اساسية المتين والصلب والقوي، ومن اكبر عوامل الفرقة هو الاختلاف الفكري والثقافي و الرؤى، والقرآن يعالج هذه المسألة بالانطلاق والدافع الايماني المقدس، لنتحرك بتوجه واحد، ولابد من الأخذ بأسباب التوحد، والأمر بالاعتصام الجماعي هو تأكيد كبير لخطورة التفرق، و الفرقة من المعاصي والذنوب، فيقول سبحانه (انما المؤمنون إخوة) وقال سبحانه (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وذنب التفرقة يصل بالإنسان إلى جهنم – والعياذ بالله-ومن يتجه بإتجاه الفرقة والشتات هو ذنب وجرم عظيم، وهناك احاديث كثيرة من الرسول صل الله عليه وعلى آله التي تحث على التوحد والتعاون وتتظافر الجهود في سبيل الله، ومعالجة الشوائب، و النصوص التي تتعلق بالوحدة والاخوة كثيرة ومؤكدة، ومن اكبر مشاكل المسلمين انهم فرطوا بهذه الفريضة المقدسة ودفعوا الثمن المكلف نتيجة التهاون بهذه الفريضة، وتجرأ أعداء الأمة عليها، والاضطهاد على مستوى الدين، والسبب انها قوة مبعثرة وتخلت عن مسئولياتها الجماعية التي هي المفتاح لانتصارها..
لقد عمل الأعداء على توسيع الفجوة بين ابناء الامة وبعثرتهم على كل المستويات، والأعداء يجتمعون ويتكتلون في مواقف موحدة، ان تحرك الاحرار لتوحيد الأمة في المواقف لكان بداية موفقة، وعلى الناس الحريصون من ابناء الامة والتحرك في المواقف الجامعه والقضايا الجامعه، ومؤشرات ومبشرات التحرك في قضية فلسطين له مبشرات كثيرة، وعل مستوى اليمن، ومع هويتنا الايمانية الجامعه وهذا تحرك على أساس القرآن الكريم ، نحمد الله ونشكرة عليه، على الرغم من تحرك اهل النفاق والتكفيريين، والتحرك الجماعي لتحقيق الإستقلال لبلدنا والخلاص من التبعية للأعداء، وعندما نأتي إلى واقعنا في اطار التحرك الايماني، وعلينا دائما أن نعود للقرآن الكريم الذي هو الأساس الصلب للتحرك بهذه الفريضة المهمه، وهناك ما تبنى عليه هذه الوحدة وهناك ما يساعد عليها، والقرآن الكريم في هذا المجال يخلص النفس الإنسانية من الطمع والحق ويجعلها سليمه من العقد والحقد، وعلى مستوى حسن التعاون وصلاح ذات البين و التراحم واصلاح السلوك الجماعي ، وبالتالي انعدام الجرأة في الإعتداء والبغض والحقد فيما بينهم..
إن ردود الأفعال المبالغ فيها، فيها وزر كبير وذنب عظيم ، وهذا لا يليق اخلاقيا ولا إنسانيا، وردود الأفعال المشحونه بالاساءات والجروح و الاتهامات الباطله، واليمين الفاجرة، والمؤمنين أمام هذه التصرفات بعقدة الانتقام والحنق، الغفران منهم يأتي في سياق مسئولياتهم ووعيهم من خطر الأعداء، لأن البعض يأتي انفعاله أكثر من القضية الفلسطينية وأكثر من العدوان على البلد..