من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الحادية والعشرون” 

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية الحادية و العشرون لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول كسب الأجر والثواب في شهر رمضان بشكل عام والتزود بالإيمان والاخلاق وفرصة كبيرة لربط الانسان بالقرآن الكريم في هذا الشهر، وكان الرسول ينبه أكثر على فرصة اغتنام العشر الأواخر و ليلة القدر ، والقرآن تحدث عن ليلة القدر وحديث عظيم جدا، وعندما نتأمل في واقعنا نجد اننا بحاجة الله، والله هو الغني الحميد، ما يواجهنا من المخاطر والتحديات و الصعوبات والهموم، وما نحن أمام مسئولياتنا في هذه الحياة وما يترتب على ذلك في الآخرة والمستقبل الأبدي ، ومن تجليات الله هي أن يهيئ لنا الفرص الكبيرة والعظيم كما هو حال شهر رمضان والعشر الأواخر وليلة القدر، ان احتياجات الانسان كثيرة ومتنوعة وواسعه، وهناك تهيئة للفرص، وخاصة مع ليلة القدر التي نزل فيها القرآن، وهو من أعظم تجليات الله سبحانة وتعالى، ولقدسية وبركة القرآن لانه رحمة ونور وهدى، اختار الله ينزله في ليلة مباركة، وبركات هذه الليلة واسعه، لما جعل فيها من مضاعفة الأجر فيها إلى عشرات آلالاف الاضعاف، فيما قد يساوي عمرا بأكمله..

وعلى مستوى ما في ليلة القدر من البركات الأخرى، والتي فيها من أهم مافيها انها ليلة تقدير وتدبير لامور الناس في مختلف شئوون حياتهم وفي كل الجوانب التفصيلية، خلال عامه القادم، ومن يذكر الله، الله يذكره، وهذا على المستوى الشخصي، اما على المستوى الجماعي فالمجتمع والأمة التي تجتمع لإرضاء الله سبحانه في هذه الليلة، فيكتب على المستوى العام، وما يكتب لنا او علينا يتعلق بنياتنا ومواقفنا وتصرفاتنا واعمالنا، وعلينا أن نتوجه بالعزم والإرادة وفق توجيهات وتعليمات و اوامر الله، وان نتوب اليه من تقصيرنا واخطائنا، وإلى جانب اهتمامنا بالدعاء لنحرص على التوجه برضا الله، ليكتب لنا الخير والرحمة من واسع فضله في الدنيا والآخرة، وهناك سورة القدر، التي يبين فيها الله قدسية هذه الليلة الذي يفوق عظمة هذه الليلة في بركاتها وخيرها تفوق الف شهر من الزمان، وفيها نزول ملائكة الله إلى الأرض لتدبير أمور البشر بأمر الله، وهذا يدل على اهمية هذه الليلة وقدسيتها، ومن مميزات هذه الليلة ان فيها سلام حتى مطلع الفجر، وهذه الفضائل والمزايا تدل على أهميتها الكبيرة، ويبقى ان يغتنم الانسان الفرصة لهذه الليلة..

على الإنسان أن لا يضيع هذه الفرصة، وقد يكون البعض منا هذا اخر شهر له، وقد يكون مستقبله مرتبط بهذه العشر الليال، فعليه ان يغتنمها في العبادة والدعاء لله وطلب المغفرة، لأن مشكلتنا دائما هي في اخطائنا ومعاصينا، وان نطلب من الله ان يغفر لنا ويعتق رقابنا من النار، وعلى الانسان ان يعتمد على الأدعية القرآنيه، والتي منها الدعاء الجامع (ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ) و دعاء المجاهدين (ﺭﺑﻨﺎ ﺃﻓﺮﻍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺻﺒﺮﺍ ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳن) ودعاء (ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺗﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ) ويجب الحذر من مفسدات الأعمال، ومن اهم مواطن الدعاء هي أحوال المرابطين في سبيل الله سبحانه وتعالى، والاهتمام باعمال الخير والبر وايتاء الزكاة و الصدقات  والاهتمام بقرأة القرآن وتلاوته..

مقالات ذات صلة