من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “العشرين”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول أبرز أحداث المآسي في تاريخ الأمة الإسلامية هو استهداف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السام – في مسجد الكوفة، استهدفه اشقياء اشقياء الأمة (ابن ملجم) وكان استهداف أثر على الأمة الإسلامية جيلا بعد جيل، قائلا كلمته الشهيرة (فزت ورب الكعبة)، والذي اصيب في ذلك الاستهداف الغادر كان صاحب المرتبة الثانية بعد رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين في مقامه وفي إيمانه وفي جهاده وفي كل ما يتعلق كل مصير أمة الاسلام، و امتداد المسيرة الإسلامية، ويتبين لنا من هذا الاعتبار وهذا المقام لشناعة هذه الجريمة، الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) هذا الوعيد لمن يقتل مؤمنا، فما بالنا بمن يقتل أمام المتقين ، والعداء لأمير المؤمنين كان عداء لمن كان يرسي دعائم الرساله للأمة، والذي قال عنه عليه السلام رسول الله صل الله عليه وعلى آله (علي مع القرآن والقرآن مع علي) وقال ايضا (على مع الحق والحق مع على) وهو الذي جسد القرآن في كل حركته..
مقام الامام علي – عليه السلام – من يعاديه يعادي الله والاسلام والرسول، ومن يريد أن يكون مؤمنا يجب أن يحب على – عليه السلام – ومن يبغضه لن يكون الا منافق، ونرى كما الامام علي في سورة الإنسان وتجسدت فيه المواصفات الايمانية بكل روعتها في القرآن، والفطرة البشرية تحب اصحاب الكمال الإنساني، وعلي عليه السلام ودورة الكبير في الرساله، انه ولي المؤمنين والوصي على الرسالة وفي مقام هارون من موسى، ويمثل امتداد الرسالة الإلهية بصفائها ونقاوتها، وبدون الشوائب التي ادخلتها حركة النفاق، واستهدافة يمثل جريمة بشعه جدا، وهذا يمثل حقيقة الانحراف في طبيعة الأمة وحقيقة الدور الذي كان يقوم به – عليه السلام – في مواجهة ذلك الانحراف، وعمله في التصدي للأعداء وصمود دورة العظيم في مرحلة التنزيل، وكأن هو الرجل الاستثنائي في كل محطات الأحداث الإسلامية التي بني عليها أساسات الرساله، ومن ذلك أهميته في غزوة بدر، وفي غزوة احد كان له الأثر الثابت في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وفي مقام مرحلة غزوة الخندق الذي كان دورة عظيما الذي قال عنه رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين (برز الايمان كله إلى الشرك كله)..
وفي واقعة خيبر كان هو فاتح خيبر، بقول رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه) يحبه الله ورسوله، وهذه هي المنطلقات التي ميزت الامام علي عليه السلام، وفي فتح مكه، كان كماله عليه السلام هو الذي جعله حامل الراية التي جسدت الشخصية الايمانية المتكاملة، هو الأذن الواعية التي استقبلت هدى الله وباب مدينة العلم والحكمه، ومستنيرا بنور الله، وهو الشاهد الذي يمثل النموذج المتكامل للاسلام وعلى إثر تربية رسول الله، وأثر الاسلام والقرآن، فقدم الشهادة على عظمة الرسالة والرسول والاسلام، وكان دورة المهم في امتداد الاسلام باصالته بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وتصديه لحركة النفاق، التي حاربها الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، والذين مردوا على النفاق، وامتد بتلك الحرب على المنافقين كان على يد الامام علي – عليه السلام – وفق آيات القرآن القائل (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) ، حيث كان أثر حركة النفاق التخريبية بعد وفاة الرسول من جوانب كثيرة، ومن أخطر الأدوار التي ينشط فيها المنافقون هي حركة تزييف الرسالة وزيغ الأمة عن الإسلام..
وعندما تعاظمت حركة النفاق على يد بني أمية، والانحراف بالرسالة من موقع القرار وموقع السلطة، وكان الامام علي عليه السلام هو الحصن المنيع الذي تصدى للطغيان الاموي في كل الاتجاهات، لإعادة الرسالة وتجسيدها كما جأت بالقرآن الكريم، وواجه صراعا مريرا لإصلاح ما فعلته حركة النفاق، ومواجهة حركة الخوارج (التكفيريون) وهي ظاهرة عمياء تتدين بغير بصيرة ولا على بينه، وليس مستنيرا بنور الله، بل هو ضغينه وحقد استطاعت ان توظفها حركة النفاق الأموية، حتى وصلت إلى استهداف واغتيال الامام علي – عليه السلام – واستفادت حركة النفاق الأموية من السيطرة على الأمة، وحولوا الأمة إلى مشروع استغلالي للاهواء و الرغبات، واتجهوا لاستنساخ البدائل الشرعية لتخدمهم ومحسوبه على الإسلام، وقدموا صورة مزيفة والتحريف للاسلام، وازاحوا الاسلام كمشروع للامه يربي الأمه وينهض بها، وظلموا الأمة واستهدفوا اخيارها ودمروا كعبتها واسائوا للرسول، لعبوا دورا شنيعنا وصل لليوم بتأثيراته السيئة والقبحية والظالمة، وها نحن نرى واقع الأمة واقعا هابطا، حتى نرى اليهود وهم الذي ضرب الله بهم الذله والمسكنه يسيطروا على الأمة..
لكن يبقى للحق صوته وامتداده وحضوره وهداه بجهود أمير المؤمنين الامام علي – عليه السلام – بجهاده وتضحيته، وبقي أمير المؤمنين عليه السلام مدرسة متكاملة يجسد بالفعل ما ورد في القرآن الكريم، وعلينا أن نلحظ اهم دروس أمير المؤمنين عليه السلام في حمل روحية الايمان المتكامل، الذي كان واعي لسلامة الدين، هكذا علمنا، على كيفية الحرص على سلامة الدين مهما كانت التضحيات، وعندما نحب علي علينا أن نستفيد به وماجسدة من أخلاق القرآن..