من وعي محاضرات السيدالقائد الرمضانية المحاضرة “الثانية عشرة”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثانية عشرة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – متابعا عن لوازم التقوى والايمان وصولا إلى موضوع الزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام ومن اهم فرائض الله سبحانه وتعالى، و الجحود والترك لها يعني الإصابة بالآثار السلبيه على الإنسان وبقربه من الله، فلقد قرن الله سبحانة وتعالى الصلاة بالزكاة، والسعي دائما المبادرة باخراجها برضا نفس، يعني الحث على الانفاق في سبيل الله، على الإنسان أن يتيقن ان ما يقدمه هو محسوب على نفسه، من ما سيحصل عليه من اتفاقه في الدنيا والآخرة، الانفاق ضمان للسعادة و الأبدية والفوائد العاجل في الدنيا، انا الشح والبخل فإنه يؤثر على الإنسان، الزكاة من لوازم التقوى والايمان، وهذا يعني الاستمرارية، ولا نجاة للإنسان الا بأداء الزكاة، وهي مقرونه بالتقوى والصلاة، والأغلبية ممن يحاول ان يخرج زكاته ويبخل بالبعض الآخر، وهذا غير مقبول عند الله سبحانه، والقليل ممن يبادر باخراجها كامله، وخاصة فيما يتعلق بحصاد الأرض، والتجارة، وغير مبرر أخفاء الزكاة، فهذا تأثر بوساوس الشيطان..
لقد قرن الله الزكاة بالصلاة لأهمية المسألة وتفردها بالذكر، لإنها قربه عظيمة للقرب من الله، وهي ذات قيمة وقربه عظيمة لله، ومن أثرها التربوي نجد تزكية النفس، والانسان بحاجة لإصلاح نفسه وتنمية مشاعر الخير، وهذا يساعدنا على تطهير أنفسنا وتزكية المشاعر الايجابيه، والقيام بالأعمال الصالحة، وتنقية الفطرة من الشوائب، لذلك قال الله تعالى (خذ من أموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم بها )، من فوائد الزكاة تطهير وتزكية النفوس وهذا هو الأثر الكبير الزكاة ، وفيما يتعلق بالوعيد على ترك الزكاة، فإن إلاخلال بها من كبائر الذنوب، وهي كفيلة بإدخال الانسان جهنم – والعياذ بالله – والانسان الذي لا يخرج الزكاة او جزء منها يصبح عاصيا، والله يتوعد بالويل لمن لا يأتون الزكاة، وعليهم ان يخافوا من عذاب الله، وفيما يتعلق بالاسباب الرئيسة لدخول النار، وذلك عندما يبخل الناس بايتاء الزكاة، فإن الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم يقول (لا تقبل الصلاة الا بالزكاة)، ومن اهم الأسباب التي تسبب الجدب وعدم نزول الأمطار هو البخل في إخراج الزكاة، وإذا اراد الانسان الخيرات عليه إخراج الزكاة..
الانفاق دائرة أوسع من الزكاة، ويأتي في سبيل الله، وهناك أمر مباشر من الله، يدخل من ضمن الجهاد بالمال و المسئولية والالتزام الايماني والديني، وهو لا يرتبط بنسبة معينه، وهو من الالتزامات والمسئوليات الدينية والايمانية ، وشعبنا العزيز في مرحلة تحديات من الجهاد في سبيل الله، فالامة اذا بخلت تتوقف حركة الجهاد في سبيل الله، وهذا يسبب لها الهلاك في دنياها ودينها وآخرتها، الانفاق يرفع الانسان إلى مستوى الايمان، وله الاجر الكبير في الدنيا ولمستقبله الأبدي في الآخرة، الله يعلم بشح الكثير من الناس وطمعهم ويقدم لهم ضمانه ان يضاعف لهم ويعطيهم أكثر وبتكريم، حتى سمى الانفاق (قرضا حسنا) الذي يقدم لله برغبة إيمانية ومن المال الحلال، وبطريقة سليمة من المفسدات والمن والاذى، هذا يبين لنا اهمية الانفاق واقترانه بالصلاة والايمان، والانفاق هو محك إيماني يبين مدى ثقة الانسان بالله ، وعلاقة الانفاق بالإيمان علاقة عمل رئيسي في صف الأبرار و المتقين، ويعتبر شاهدا على التأثر بشكر الله على نعمته على الانسان، ويرفع أخلاق ونفسية الانسان ويخلصه من الشح وخبث النفس، والانفاق من أعظم الأعمال في الأجر عند الله، والانفاق في سبيل الله يضاعفه الله إلى حد عجيب وهائلة في حدها الادنى، الأجر العظيم الذي وعد الله به ينبغي للمؤمن ان يرغب فيه..
الانفاق تصل آثارة على المجتمع وتتسع هذه الدائرة بين ابناء المجتمع، مما يعني انه ظاهرة إيمانية وانسانية، والرحمة من لوازم الايمان، يعني أنه مجتمع لديه الضمير الحي والدافع الايماني الذي يشكل حالة من المواساة، وهناك يتم خلق مجتمع ضميره حي دائما، والحالة الايمانية هي حالة تراحم تجتمع فيها كل الدوافع للتراحم والمواساة، وهذا الأثر التربوي له اثرة كظاهرة إنسانية و إيمانية في دفع الكثير من المفاسد والاضرار، والبعض قد يتجه لارتكاب جرائم وفي أدنى الاحول هو الكراهية بين أفراد المجتمع، ومن اسواء الأمور هو ان تأتي المنظمات الأجنبية لتقدم نفسها بصور الخير و لتقول للناس ان المسلمين ليس فيهم خير، وهذه صورة خطيرة، والكثير من المنظمات تأتي بأهداف شيطانية، ولا يليق بالمجتمع ولا يجوز للمجتمع المسلم ان يكون بخيل، والبخل من أبشع ما يتصف به الانسان، وقد يدخل في اطار الفحشاء، ويدخل ضمن الوعيد الإلهي بالعذاب المهين، وإضافة لما يخسرة الناس في الخيرات، والبخل في الزكاة خيانة للامانة، وعدم الانفاق في سبيل الله يؤدي للتهلكة..