من وعي محاضرات السيدالقائد الرمضانية المحاضرة “التاسعة”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية التاسعة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – عن الصبر كعامل مساعد على التقوى ، والصبر عنوان مهم وهو من لوازم الفلاح والصلاح للأمة، ولابد منه في ظروفنا المعيشية، حتى أن البعض يعتبر الصبر مسألة مُرة، فالانسان يصبر و يتفاعل بقدر إيمانة بالقضية التي يصبر من أجلها، والصبر من لوازم الايمان، وهو وسيلة مساعدة على العمل الصالح، والصبر هو صفة اساسية للمتقين، الصبر وسيلة على أداء الأعمال والنهوض بالمسئوليات، وهو عملية نفسية مبنية على مدى ايمان الانسان بقضيته على مستوى الطموحات والامال، والصبر في ميدان العمل وطاعة الله ومواجهة هوى النفس، أمر مهم في الاتجاه الايماني، لأن الحافز والنتيجة المرجوة من الصبر الايماني كبير أكثر من غيرة من العوامل المساعدة للتقوى، وفي مجال الصبر فتح الله لنا المجال بالعودة لله، في جميع ميادين الواقع الايماني المرتبط بالثقة والايمان بالله تعالى، من منطلق اليقين بالوصول إلى النتائج المرجوة التي وعد الله بالوصول إليها..
الله يقول لعبادة المؤمنين (و اصبروا ان الله مع الصابرين) وهذا أساس لكل الغايات المرجوة، فالله هو المعين لهم والمثبت لهم، وهو من سيحقق لهم النتائج المرجوة، الصبر حالة معنوية، ووما وعد الله الصابرين في كتابة الكريم هي الحضوة بمحبته، وهذا شأن عظيم وكبير، والاجر العظيم في الدنيا في الآخرة، ولا تضيع مع الله الجهود التي صبر الانسان عليها ، بل عليها الأجر العظيم والواسع من الله ، (إنما يوفى الصابرين أجرهم بغير حساب) ، وعلى المستوى العملي في ميدان الجهاد وفي اطار تحرك المؤمنين لمواجهة الطغاة والمجرمين فإن الوعد بالصبر من الله يأتي بالنصر والغلبة، و التصدي لكل مؤامرات الأعداء لابد من الصبر، الصبر مع العمل والتقوى لفعل ما يلزم يسقط كل المؤامرات، وفي الحصول على المدد الإلهي لابد من الصبر، وفي الغاية العامة للصبر فإن الفلاح والنتائج المرجوة وعلى المستوى المعنوي وفي الآخرة، وتتجلى القيمة العظيمة للصبر في يوم القيامة هي الفوز العظيم بالجنة، تستقبلهم الملائكة بقولهم (سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) ..
الصبر كحالة قائمة في الحالة الايمانية للأنبياء، والتي منها صبر نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم، الذي واجه كل أشكال المحاربات الدعائية والعسكرية والاساءات والاستفزازات اليومية والمتنوعه، فكان توجيه الله له بالصبر وسوف تأتي النتيجة حتى يحكم الله ، وكان وعد الله حق له بالصبر ، ومن لا يوقنون لا تتوفر لديهم إرادة الصبر، لابد من الصبر حتى لا يحصل ان يتخذ الانسان قرارت خاطئة مبنية على اليأس والقنوط، والأنبياء والرسل هم القدوة في الصبر، وكان صبرهم كبير لان مسئولياتهم كبيرة، وعلى المستوى التفصيلي في القرآن تأتي نماذج الأنبياء اسماعيل ويوسف ويعقوب وايوب وموسى – عليهم السلام – لنستفيد منها نحن البشر في حياتنا ، و نلاحظ كيف فرج الله عن انبيائة بعد صبر ومحن كبيرة، والرعاية الإلهية التي تحظى بها الأمم، هي الأمم الصابرة والمؤمنون فيها ، ولا يستمر الصبر إلا من اهل اليقين، والمؤمنين يوطنون أنفسهم علي الصبر كصفة إيمانية وواقع إيماني، على الواقع الشخصي والأسري..
لا يتمكن اعداء الله من الأمة السيطرة عليها الا اذا فقدوا الصبر ولم يصبروا، والعواقب التي تنتج عن عدم الصبر كبيرة وكلفتها كبيرة جدا في الدنيا، مع ضل وهوان وضيم وقهر ومعاناة شديدة، وصولا إلى الوصول إلى نار جهنم، والصبر في اطار العمل لطاعة الله هو مجد ومثمر ويق الانسان من العواقب الرهيبة في الدنيا َوالاخرة..