شهر الصوم والصبر والجهاد
عبدالفتاح البنوس
رمضان هلَّ هلاله، وتعطرت الأرجاء بنفحاته، وتزينت السماء بإطلالته، واطمأنت القلوب بمقدمه، فأهلا وسهلا يا شهر الله، مرحبا شهر القرآن، مرحبا شهر الطاعات والعبادات والقربات، مرحبا شهر الصبر والجهاد، مرحبا شهر التكافل والتراحم والتعاضد، مرحبا بك يا شهر الجود والإحسان، فيك بيوت الله عامرة بالمصلين، وكتاب الله متعهد بتلاوة الحفاظ والدارسين، فأهلا وسهلا بك يا خير الشهور، ونسأل الله أن يعيننا ويوفقنا فيه على صيام نهاره وقيام ليله، وأن يؤهلنا للفوز بالجوائز الرمضانية الربانية الكبرى التي أعدها للصائمين إيمانا بالله واحتسابا لما عنده من الأجر والثواب وأن يكتب لنا في أوله رحمة وفي أوسطه مغفرة وفي أواخره عتق من النار .
يحل علينا شهر رمضان وبلادنا يمن الحكمة والإيمان تحت نيران وقصف طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية قرن الشيطان وصهاينة العرب آل سعود وآل نهيان ومن خلفهم الصهاينة والأمريكان ومن تحالف معهم من البعران .. للعام الثامن على التوالي، وأبناء شعبنا تحت الحصار الخانق برا وبحرا وجوا، مطارات وموانئ تحت الحظر، وثروات ومقدروات منهوبة، ومرتبات مقطوعة، وأوضاع مريرة جدا، في الوقت الذي يواصل فيه العدوان تدليسه وزيفه وخداعة في حديثه عن الحوار اليمني – اليمني هناك في عاصمة العدوان الرياض.
يقصفوننا ليلا ونهارا، ويحاصروننا برا وبحرا وجوا على مدى سبع سنوات دونما مراعاة أو اعتبار لأي حرمة، ولا بواكي علينا ولا تعاطف معنا ولا إدانات تشجب وتستنكر ما نحن عليه من عدوان وحصار، وها هو رمضان الثامن الذي يحل علينا في ظل العدوان والحصار، ويأتي القاتل السفاح لتقديم نفسه على أنه وسيط وراع للحوار بين اليمنيين، ويقدم نفسه في صورة الحريص على أمن واستقرار اليمن واليمنيين، وهو الخطر الحقيقي على اليمن واليمنيين، وهو سبب الوباء والبلاء الذي حل بهم، وهو من أوصل البلاد والعباد إلى ما هي عليه اليوم من خراب ودمار وإهلاك للحرث والنسل، وتضييق في الحياة المعيشية وتدهور في مستوى الخدمات .
يريد بن سلمان أن يقنعنا كيمنيين بأن المهرج الأضرعي والحاوري والربع وبقية الشلة التي جمعها الريال السعودي في الرياض تحت يافطة ما يسمى بالحوار اليمني – اليمني يعبِّرون عن تطلعات وآمال الشعب اليمني، وأن بأيديهم صناعة القرار اليمني، والخروج باليمن واليمنيين من الواقع الراهن بكل منغصاته ومآسيه وأزماته، لفيف من الخونة العملاء والشخصيات المقيمة خارج الوطن البعيدة كل البعد عن هموم ومعاناة أبناء الشعب، تم تجميعهم بـ 200 ألف ريال سعودي لكل شخص للضحك على أنفسهم والعالم بالحديث عن الحوار اليمني – اليمني، رغم معرفة السعودية والإمارات وأمريكا والمجتمع الدولي أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم ولا تأثير لهم في الشارع اليمني وأنهم جزء من المشكلة ومن السخف والغباء والعبط تقديمهم كمرجعيات من شأنها أن تسهم في حل الأزمة اليمنية .
بالمختصر المفيد: لا حوار في ظل العدوان والحصار، مبادرة الرئيس المشاط واضحة، ولا خيار أمام العدوان سوى القبول بها لضمان سلامتها من الأعاصير وكسر الحصار اليمانية، نحن مع السلام العادل والمشرِّف، ونحن مع الحوار مع من بيده سلطة القرار وهو السعودي والإماراتي، ومن يريد السلام والأمن والاستقرار لليمن واليمنيين عليهم أن يتركوهم في حالهم ويكفوا أذاهم عنهم، لا تخيفنا تخرصات العدوان، ولن تؤثر فينا تهديداتهم، يبحثون عن توحيد جبهة المرتزقة لمواجهة الجيش واللجان الشعبية تحت يافطة الحوار اليمني، ولكن ذلك لن يفت في عضدنا، ونحن جاهزون في شهر الجهاد لمواصلة مواجهتهم والتصدي لكافة مؤامراتهم، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام همجيتهم وصلفهم وإجرامهم ومراوغاتهم، حاضرون للسلام، حاضرون للحوار، ولكن قبل ذلك يجب أن يتوقف العدوان ويرتفع الحصار .
شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .