شعبٌ عظيم وقائدٌ حكيم وقضيةٌ عادلة
|مطهر يحيى شرف الدين
يحقّق الشعب اليمني أرقى مستوىً من مستويات الشموخ والعزة وقد أبى الانبطاح والتبعية والاستسلام للغازي والمحتلّ وهو يسجل أروع الصفحات التي تتحدث عن البطولات والتضحيات في سبيل الله والتي أثمرت نصراً وتأييداً على كُـلّ هجمات واستراتيجيات العدوّ الطامعة الذي خسر رهاناته على تركيع شعبٍ قوي ليس له من سبيلٍ في هذه الحياة إلا أن يكون صورةً مثلى للشعوب الإسلامية والعربية في قيمها ومبادئها وهُــوِيَّتها الإيمَـانية وأن يكون أنموذجاً في تمثيل الحق ومقارعته للباطل وقوى الطاغوت، وكلّ ذلك إنما يعود إلى ارتباط هذا الشعب بدينه وَتماسكه واعتصامه بحبل الله وحُججه الدامغة على أنظمة دول العالم المنافقة وعلى أعداء الله، وهنا يتحقّق دُعاء النبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله، لما بلغه إسلام أهل اليمن حين قال: “اللهم اجمع شملهم وانصرهم على من عاداهم ولا تكسر شوكتهم”.
اليوم وبعد سبع سنوات من العدوان الصهيوأمريكي الأعرابي على اليمن يخرج الشعب اليمني العظيم من بين الركام والدمار ينفض غبار الحرب الشعواء الهمجية الظالمة وهو شامخ عزيز كريم مؤيد بنصر الله وقد سطر الملاحم البطولية الشجاعة بأسمى وأرقى الأعمال الصالحات وتحقيقه للتكافل الاجتماعي وُصُـولاً إلى مبدأ الدين المعاملة وتجسيداً للإحسان وفي رفد الجبهات بالمال والرجال وقد وضحى بأغلى وأثمن ما يملك وهم الشهداء العظماء الأحرار الذين دافعوا عن دين الله من خلال الجهاد في سبيل الله موقفاً وتوجّـهاً وَصبراً وقتالاً ونفيراً ورباطاً وَمواجهةً للباطل في مرحلةٍ أضحت فيها الكثير من الشعوب المسلمة برعاية أنظمتها العميلة تنحرف عن دين الله انحرافاً بيِّناً وتنساق إلى الضلال والفساد الاجتماعي والقيمي والأخلاقي والخروج عن الدين الإسلامي وقد وقعت في مستنقع الثقافات الغربية الدخيلة تطبيعاً وعمالةً وخيانةً لله ولرسوله وللدين الإسلامي.
ونتيجة لذلك نرى انعدام الوازع الديني والوطني لدى من التحقوا واتبعوا أئمة الكفر والطاغوت في ممارساتهم وسياساتهم المدمّـرة لمبادئ الإسلام واتساع الفجوة فيما بينهم وبين أوامر الله وبُعدهم عن الانتماء للهُــوِيَّة الإيمَـانية بما فيها من قيم سامية وحميّة على الدين والأرض وبما تحمله من ثوابت ومسؤوليات تجاه أخطار وتهديدات ومؤامرات أعداء الإسلام والمسلمين، وفي هذا المقام وأمام هذه المفارقات أتذكر قوله سبحانه:
“أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ، سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ”.
وها نحن اليوم بفضل الله سبحانه، ثم بفضل تضحيات الشهداء والمرابطين والجرحى وَصمود وثبات شعبنا اليمني العظيم بقيادة وليٍ من أولياء الله القائد العلم السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- ننتزع الحق بأساً وقوةً وعزيمة ونجترح الانتصارات رغم المعاناة والأزمات ونفتح آفاقاً جديدة ومشرقة نحو تطلعات وطموحات تحقيق وحدة الأُمَّــة الإسلامية.
اليوم وبعد سبع سنواتٍ من المقاومة والمواجهة تظهر للعيان مشاهد عظيمة تفاصيلها شعب عظيم وقائد استثنائي فريد وَمجاهدون أحرار وشهداء أبرار.
إنها صورةٌ حية وقَّادة أثبتت للعالم أن الباطل زاهق وأن الظالمين والمستكبرين إلى زوال وأن الطاغوت مكسور منهزم مهما قُدم له من إمْكَانيات هائلة وآلة عسكرية مهولة وأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه مهما كان أهله مستضعفين ومهما كانت قدراتهم وإمْكَانياتهم محدودة جِـدًّا لكنها عدالة القضية وصدق المبدأ، وقبل ذلك الثقة المطلقة بالله والتوكل عليه، قال تعالى: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”.