من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة الثالثة
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثالثة لعام 1443هـ ، واصل حديث السيد القائد المحاضرة حول عنوان التقوى متطرقا إلى موضوع حب الشهوات التي هي غرائز إنسانية، وخاصة عندما يكون التركيز عليها ويؤثرونها في حياتهم، مما يؤدي إلى الانحراف و إنتهاك حرمات الله، وما أكثر من يدفعهم ذلك لارتكاب الآثام والمعاصي، وفي نهاية المطاف لا يصلون إلى نتيجة منها ، لإنها منافع مؤقته، ويشوبها الكثير من المنغصات، والانسان يستطيع أن يجعل من حياته الأسرية حياة ساميه في اطار ومعيار التقوى، و بأهداف عليا وساميه، اما اصحاب الحسابات المادية لا يصلون إلى غايتهم، ومن الخطأ والخسران و الحماقة اتجاه الانسان بإتجاه الاهتمام والتركيز بطمع مفرط نحو حب الشهوات، ولا حظنا كيف وصل طمع البعض في تقديم احداثيات للعدو نتج عنها جرائم ومجازر كبيرة، مقابل بعض المكاسب المادية، لهذا إن منشأ اغلب المفاسد و الجرائم هو التوجه والطمع المادي في الحياة الدنيا ، التربية الايمانية تجعل الانسان يعمل بتوازن، ويحسب حسابات اهم من الاهتمام بالجانب المادي..
عندما نستجيب لله تعالى نحن لا نخسر ما عنده من حسن المآب في الدار الاخرة، وهذا ما يجب أن نتطلع اليه، في اطار التقوى، لأن الله يعرض علينا ما هو ابقى وادوم وما هو أرقى واسمى، وطالما هذا العرض موجود من الله وهو خير من كل ما في هذه الدنيا من ثروات، فإن الأجدر بالإنسان هو تلقي هذا العرض في اطار التقوى، والطريق للوصول لهذا الخير العظيم الذي يعرضه علينا ربنا هو طريق التقوى، وهو شئ عظيم ، ملك وتمليك جنات فيها الخلد الدائم، حياة مستقرة ودائمة وهنيئة ، وليس إمكانيات ماديه لمدة محدوده ومؤقته كما حال هذه الدنيا، لهذا إن للذين اتقوا تكريم إلهي مع النعيم المادي ، فهناك نعيم معنوي ، في الدار الآخرة، كل أصناف النعيم على أرقى واسمى مستوى وبتكريم إلهي دائم، تعزيز وتكريم وتقدير، ورضوان الله عنهم يرعاهم رعاية عجيبة واهتمام غير عادي، والله بصير بالعباد الذين اتقوا، وهو سبحانه يعلم ما يفرحهم ويسعدهم، فيكرمهم بذلك، إن العرض المغري من الله لحياة أبدية في الآخرة. هو العرض الصادق ، ومقابل هذا العرض هو التقوى فقط ، البعض عاجز عن شراء حتى نعجه في الحياة الدنيا، فما بالك بما يعوضه ويعرضه الله..
إن التقوى في متناول يد كل واحد منا، ومن صفات ومواصفات المتقين طلب المغفرة، لأنهم استشعروا حق نعيم الله عليهم، مؤمنين بالجزاء في الآخرة، وادركوا الخطورة في الإهمال والتقصير ما أمرهم الله به، يدركون المسئولية فيما عليهم من التزامات عمليه تجاه الله، يخافون من تقصيرهم، ليسوا متهاونين ولا مقصرين، ويعرفون ان ما يوصل لنار جهنم هي الذنوب التي أهمل الانسان فيها ما أمر الله به، والتي تنتج عنها النكبات في الدنيا والآخرة، لديهم اهتمام عملي ويحاسبون أنفسهم، وهم صابرين في أداء مسئولياتهم، المتبقي يوطن نفسه على الصبر، مثل صيام شهر رمضان الذي يصبر فيه الانسان على الإلتزام بأوامر الله، وهم الصادقين في إيمانهم وفهمهم لدينهم، مصداقية في الانتماء والمواقف، والصدق من أهم عناوين الايمان وفي تحقيق التقوى، وهم القانتين خاضعين لله وانقياد تام لله ، والمنفقين في سبيل الله، وهم المستغفرين بالأسحار، المبادرون للاستغفار دائما، لا يشعرون بالغرور، وأول وأهم طلب لهم هو طلب المغفرة، هذه صفات ومواصفات في متناول الجميع بشكل مستمر..