أبجدياتُ الصمود
نضال علي الوديدي
يا لها من خيبات كبيرة تتوالى وتتلاحق في حق هذا العدوان الغاشم على اليمن حَيثُ من الملاحَظِ أن أطرافَ ذلك العدوان كلما أضافوا نوعًا جديدًا من المعاناة على الشعب اليمني، كانت النتيجةُ جَـرَّ ذيول الخيبة والفشل وراءهم كلما استجد منهم جديدٌ، ليتضحَ لكل الناس وللعالم أجمع أن اليمنَ حضارة وإنساناً يمتلكُ من أبجديات الصمود ما لم يمتلكه شعبٌ آخر.
– أطبقوا علينا الحصارَ براً وبحراً وجواً؛ بغية الإملاق، فعدنا إلى مزارعنا وحقولنا للزراعة والإنتاج.
– قتلوا الشيخَ والمرأة والطفل الرضيع، فخلقوا في شبابنا روحَ المواجهة والجِهاد الحقيقي.
– استهدفوا مخيماتِ الأفراح وقاعات العزاء، فبثوا في نفوس رجالِنا ونسائنا روحَ الحمية والحماس، والسخط والعداء العارمَين، ليدفعوا ويدفعن بخيرةِ أبنائهم إلى ميادين وجبهات الدفاع عن الأرض والعرض.
– تفنّن العدوان في خنقنا اللاإنساني واللاأخلاقي، في حجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية، فعمدنا إلى وسيلةِ الآباء والأجداد لاستخدام الحَطَب في طهي وتجهيز وجباتنا الغذائية اليومية، مع استثناءات نادرة، وفرناها بطرقنا الخَاصَّة كشعب يجيد الحيلة وحُسن التصرف في حال الضرورة.
– نقلوا بنكَنا وعائداتِ صادراتنا المالية إلى عدنَ ليقطعوا بذلك رواتبَنا؛ بغية أن نتخلى عن وظائفنا ومهامّنا في المؤسّسات والدوائر الحكومية، فازددنا بذلك تماسكاً وشعوراً بعِظَمِ مسؤوليتنا تجاه أرضنا وأنفسنا.
وهكذا دواليك، كلما أضافوا شيئاً لمعاناتنا، كلما كنا لهم بالمرصاد.
عاش اليمن حـــراً أبـيــاً ولا نامت أعينُ الجبناء.