جبر الخواطر.. من (وعي) محاضرة السيد القائد لاستقبال شهر رمضان ..
عبدالفتاح حيدرة
نحن أمام حصار عدو سفيه، اختار شدة خناق حصارة مع قدوم شهر رمضان المبارك ، ومما فهمته من محاضرة السيد القائد لتهيئة الشعب اليمني نفسيا لاستقبال شهر رمضان في ظل هذا الحصار ان هناك معادلة قرآنية توضح ان الناس والأشياء عند الله مثل كفتي الميزان ، فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله “بالإيمان والأعمال الصالحة ” قلت قيمة الأشياء ، وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب الذنوب والمعاصى، ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعم الغلاء ، فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة، حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار، ولا تخوفوا الناس من الفقر فهذا شغل الشيطان، فلا تكونوا من جنوده وأنتم لاتشعرون، والله لو أن هناك فى قاع البحر صخرة صماء ملساء فيها رزق لعبد لانفلقت حتى تؤدى إليه رزقه، فالغلاء لايمنع عنك رزقا ساقه الله إليك..
قال تعالى في سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) اي بالإيمان والتقوى تسعد المجتمعات وتعم عليها النعم والرخاء، لاتشغلوا أنفسكم بأسعار صرف العملات ولا بالغلا، الرزق عندالله مضمون ولكن أشغلوا أنفسكم بأسباب الرزق وهي ” التوبة و الاستغفار وجبر خواطر الناس” التوبة والاستغفار نعرف عنها الكثير، لأننا عندما يطرق آذننا مصطلح (عبادة) فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات ، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات أصبحت خفية ربما لغفلة الناس عنها وأجر هذه العبادات في وقتها المناسب، يفوق كثيرا من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة “جبر الخواطر”..
مما يؤسس لجبر الخواطر في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة يوسف (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف –عليه السلام- ولجبر خاطره، لأنه ظلم وأوذي من أخوته والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر، لذلك شرع الله لنا في كتابة العظيم جبر الخواطر المنكسرة..
جبر الخواطر إخلاق قرآنية و إسلامية عظيمة تدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل ، يجبر المسلم فيه نفوسا كسرت وقلوبا فطرت وأجساما أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت ، فما أجمل هذه العبادة ووما أعظم أثرها ومما يعط هذا المصطلح جمالا أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو (الجبار) وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس، انه سبحانه الذي يجبر الفقر بالغنى، والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأَمل ، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان ، إنه الله الجبار المتصف بِكثرة جبره حوائج الخلائق ، وجبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روي عنه صل الله عليه وعلى آله وسلم انه كان يقول بين السجدتين (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني)..