المرأةُ اليمنية تفاخِرُ بانتصارها لدينها ووطنها وقيمها

د. تقية فضائل

 

تُعرَضُ هذه الأيّامَ في القنوات الفضائية برامجُ عدةٌ للعديد من النساء من مختلف الفئات والأجناس والثقافات يفخرن بإنجازات مميزة حقّقن فيها نجاحاتٍ باهرةً تنافس فيها الرجل في جميع المجالات علمية وطبية وَحقوقية وبيئية وغيرها، وتثبت للمجتمع والعالم إمْكَاناتها وقدراتها.

 

تملكني الفخر وأنا أتأمل إنجازات المرأة اليمنية المؤمنة الصابرة الصامدة في هذه المرحلة البالغة الصعوبة والخطورة في آن معاً في تاريخ وطنها وشعبها، فهي من أهم عوامل الصمود والثبات في وجه المعتدين وصناعة النصر العظيم بإذن الله.

 

ولا شك أن الواقع يشهد انطلاقة واعية وَقوية للمرأة اليمنية فاقت العهود السابقة ببون شاسع، فهي حاضرة في كُـلّ المجالات وأهمها على الإطلاق في هذه المرحلة وقوفها جنباً إلى جنب مع الرجل في وجه العدوان الظالم تنشر العلم وَالوعي في أوساط المجتمع وتشارك في جميع الفعاليات والأنشطة المناهضة للعدوان والداعمة لحقوق الشعب اليمني وقضاياه العادلة، كما أنها تمثل صوته إعلامياً كاتبة حرة وشاعرة مفوهة تكشف ما يتعرض له من اعتداءات وَظلم وحصار وقهر وإبادة جماعية وانتهاكات لحقوق الإنسان اليمني، وليس ذلك وحسب، بل هي عنصر رئيس في النهضة بالتعليم والطب وَالزراعة والصناعة وَالابتكار والإبداع والإدارة والإشراف وَهي من يقوم على تربية أبنائها وَإعالة أسرتها في حال انطلاق أبيهم في الجبهات أَو استشهاده، تاركاً لها مسؤوليةً جَدَّ مهمة ينوء بحملها الكثيرون في ظل ظروف اقتصادية متردية وأزمات متكرّرة ومخاطر أمنية خلقها العدوان ومرتزِقته.

 

ومما يبعَثُ على الفخر أن تكونَ المرأةُ اليمنية تتحَرّك في كُـلّ اتّجاه تخدم فيه مجتمعها وهي تعي تربُّصَ العدوّ بها بحربه الناعمة القذرة، فتحرص على حشمتها وعفتها ووقارها وتتعامل مع الآخرين في حدود ما أمرها به هدى الله، متسلحة بهُــوِيَّتها اليمانية الإيمَانية وعادتها وأعرافها الأصيلة وهذا ما يجعلها تتميز من كثير من نساء العالم.

 

سيسجل التاريخُ أن المرأةَ اليمنية أذهلت العالم بتماسكها ووقوفها شامخة لم تنحن ولم تذرف دموعها أمام القنوات الفضائية مستجدية عطفَ العالم المنافق مبدية ضعفها وخوفها وانكسارها مثل غيرها ممن يعشن ظروفا مماثلة، ولم تسمح لمن تجردوا من القيم والأخلاق باستغلال معاناتها واغتيال كرامتها وعزتها نكاية بصمود وطنها الجريح وأبطاله العظماء، بل وقفت رافعة الرأس رابطة الجأش جعلتها الظروف القاسية أكثر قوة ووعيًا وثقافةً وَإصرارًا على أن تكون شريكًا رئيسًا في نصرة وطنها وشعبها وبناء مستقبله رغم كُـلّ التحديات.

 

حقيقة ﻻ ريبَ فيها لو حَقَّ لأحد أن يتباهى في هذه الحياة بما أنجز وقدم في ميادين السمو الإنساني ودواعي العزة والكرامة، فستكون المرأة اليمنية أولى الناس بذلك.

مقالات ذات صلة