عملية كسر الحصار الأولى
عبدالفتاح البنوس
في أول عملية يمانية مخصصة للرد على استمرار الحصار ومنع وصول السفن المحملة بالمشتقات النفطية والمتاجرة بالثروة النفطية لحساب مافيا الفيد والاستغلال والعمالة والارتزاق والهادفة إلى تضييق الخناق على أبناء شعبنا اليمني من قبل تحالف قرن الشيطان بقيادة مملكة الشر والمنشار، نفذت القوات المسلحة اليمنية ممثلة بسلاح الجو المسيَّر عملية هجومية واسعة استهدفت عمق الكيان السعودي، أطلقت عليها اسم (عملية كسر الحصار الأولى ) والتي تدشن بها سلسلة العمليات النوعية التأديبية للكيان السعودي والتي تأتي ردا على احتجاز السفن النفطية والإمعان في حصار الشعب اليمني ومضاعفة معاناته وخصوصا قبيل حلول شهر رمضان المبارك .
عملية كسر الحصار الأولى استهدفت مصفاة أرامكو النفطية بعاصمة العدوان الرياض بـ3 طائرات مسيَّرة نوع صماد3 أصابت أهدافها بدقة ، كما تم استهداف منشآت أرامكو النفطية في منطقتي جيزان وأبها ومواقع حساسة أخرى بـ6 طائرات مسيَّرة نوع صماد1، مخلفة أضرارا بالغة في المواقع المستهدفة ، كيان العدو السعودي سارع للإعلان عن تصدي منظوماته الدفاعية لطائرة مسيَّرة (حوثية) حسب وصفه ، في محاولة منه للتغطية على العملية والأهداف التي ضربتها والتي ركزت في مجملها على المنشآت النفطية، في رسالة يمانية واضحة مفادها أننا لن نتفرج على الحصار الخانق ولن يطول صبرنا على احتجاز السفن النفطية ونهب واستغلال النفط اليمني من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم ، وما دام الحصار والتضييق السعودي الأمريكي قائما، فإن المنشآت النفطية السعودية لن تكون في مأمن ، وستتواصل عمليات كسر الحصار ولن تتوقف إلا بانكسار الحصار وإنهاء معاناة أبناء شعبنا ورفع كافة أشكال التضييق والحصار المفروض على شعبنا والالتزام الحرفي بمضامين اتفاق ستوكهولم ذات الصلة .
هذه هي اللغة التي يفهمها الكيان السعودي وهذا هو المنطق الذي يجب أن يسود مع الكيان السعودي المتعجرف المتغطرس الذي يغرق في غيِّه وحصاره ووحشيته وصلفه وإجرامه ، وخصوصا بعد أن وصلت أزمة المشتقات النفطية إلى ذروتها وباتت غالبية القطاعات الخدمية وفي مقدمتها القطاع الصحي مهددة بتوقف خدماتها بسبب انعدام المشتقات النفطية ، ومن الطبيعي أن تكون هنالك تحركات جادة ومسؤولة تسهم في ردع قوى العدوان وتأديبها وإجبارها على السماح للسفن المحملة بالمشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة ووضع حد لعمليات القرصنة السعودية عليها واحتجازها في ميناء جيزان ومن ثم تحويلها إلى ميناء عدن وبيعها لهوامير الفساد من تجار الأزمات لتوزيعها على السوق السوداء بأسعار باهظة.
لا تعويل على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي ، فالأخير ذهب لعقد مشاورات هزلية مع ممثلين لأحزاب العمالة والارتزاق في العاصمة الأردنية عمان تحت يافطة البحث عن منطلقات للحوار والتفاوض ، بعد سلسلة مفاوضات ومشاورات قادتها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثيها السابقين إلى اليمن ، وهو ما يعكس رعونة هذا المبعوث ومحاولته إطالة أمد العدوان والحصار وإلهاء المجتمع الدولي بمشاورات هزلية غير منطقية مع شخصيات تقيم خارج الوطن تمثل قوى العدوان وحكومة الفنادق ولا تمت بصلة أو تعبر عن معاناة أبناء الشعب اليمني المعتدى عليهم والذين يقبعون تحت حصار خانق ، في حين كان من المفترض أن ينطلق في مهمته من حيث انتهى سلفه مع التركيز على الملف الاقتصادي والإنساني ذات الأهمية في هذه المرحلة في ظل تشديد الحصار والتسبب في أزمة مشتقات نفطية هي الأكثر خطورة منذ بداية العدوان وحتى اليوم .
توالي عمليات كسر الحصار ، كفيل بالسماح لبعض السفن المحملة بالمشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة والتخفيف من معاناة المواطنين وخصوصا مع دخول فصل الصيف وقرب حلول شهر رمضان المبارك ، المفاوضات والمشاورات والمواقف الأممية المشبعة بالنفاق والانحياز لن تجدي نفعا ، وعلى سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية اليمنية تكثيف عملياتها ضد الأهداف الاقتصادية السعودية وفي مقدمتها المنشآت النفطية ، فلن يكسر الحصار إلا الضرب بقوة داخل العمق الاقتصادي الاستراتيجي السعودي والإماراتي ، وعلى الباغي تدور الدوائر .