مسكناتُ مجلس الأمن
أمل المطهر
قرار مجلس الأمن الأخير كان ضد اليمن كالعادة وبالرغم من التطورات الخطيرة التي حدثت بين روسيا وأوكرانيا إلا أن ملف اليمن كان على قائمة ملفات مجلس الأمن.
كُـلّ ما يحدث يؤكّـد أن اليمن وما يجري في اليمن يقلق مجلس الأمن ودول الاتّحاد الأُورُوبي والأمم المتحدة أكثر من قيام حرب عالمية ثالثة في المنطقة.
فما يجري في اليمن كما يقرأونه هم وليس كما نراه ويراه العالم بأسره مختلف جِـدًّا عما يصرحون به في تقاريرهم وقراراتهم
فهم يرون الوضع في اليمن بأنه تزايُدٌ في الصمود والثبات وتنامٍ في القدرات العسكرية والتوعوية واستمرار في المواجهة والردع لهم ولكل مشاريعهم ومخطّطاتهم وضرب لأدواتهم في المنطقة، فالولايات المتحدة الأمريكية ترى إلى ما بعد هذا الصمود وهذه المواجهة وتعرف جيِّدًا ماذا يعني أن يكون اليمن الذي يشكل أهميّة كبيرة في موقعه وثرواته وخطورة بالغة في ما أصبح يمتلكه من قوة فكرية وعسكرية، مهما حاولوا إظهار الجانب الإنساني لتدخلاتهم لتزييف الحقائق.
لذلك كان قرار منع بيع الأسلحة لمن أسماهم مجلس الأمن بالحوثيين هو أقصى ما لديهم في محاولة منهم لتهدئة أدواتهم في المنطقة بهذا القرار والتي أصبحت تتعرض لهجمات صاروخية يمنية في عمقها بشكل مُستمرّ.
وبالرغم من أن هذا القرار لن يؤثر على قوة الردع الاستراتيجية اليمنية بأي شكل من الأشكال؛ كون الأسلحة والمسيَّرات والصواريخ التي يواجه بها اليمن دول تحالف العدوان لا تستقدم من أية دول خارجية، فهي إما غنائمُ يغتنمها الجيش اليمني بكميات كبيرة بعد فرار مرتزِقة وجيوش السعوديّة والإمارات أَو تصنيع حربي خالص يمني، بمعنى أن هذا القرار مَـا هو إلا لذر الرماد في عيون بقرتهم الحلوب كي لا يقل إدرارها للحليب.
هم يعلمون جيِّدًا أن اليمن حكومة وجيشاً وشعباً لا يمكن أن يهزه مثل هذه القرارات، فمن ثبت وواجه وردع لسبعة أعوام عدوانهم الكوني لا يمكن أن يتراجع أَو ينكسر بأي شكل من الأشكال.
فليستمروا في القلق من اليمن وليستمروا في إصدار القرارات ونحن سنواصل طريقنا حتى نحقّق النصر والتحرّر المطلق من أية سيطرة أَو ارتهان لدول الاستكبار وأدواتها في العالم.