الإعلام ودور المرأة اليمنية بين فضح جرائم العدوان وإظهار صور الانتصار وتعزيز عوامل الصمود
عمران نت – تقارير – 4 رجب 1443 هــ
عُقدت بصنعاء الثلاثاء، الفائت ندوة حول دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان، نظمها ملتقى إعلاميات اليمن.
وفي الندوة استعرضت المشاركات أربع أوراق عمل، باركت عمليات إعصار اليمن في العمقين السعوديّ الإماراتي، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على تحالف العدوان بوقف جرائمه بحق المدنيين وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية إزاء ما يتعرض له اليمن من حصار واحتجاز لسفن المشتقات النفطية وسفن الغذاء والدواء.
وفي الورقة الأولى ركزت المسئولة الإعلامية بوزارة الخارجية أُمَّـة الملك الخاشب، على الدور المناط بالإعلام في فضح جرائم العدوان وإبراز الانتصارات التي يحقّقها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
وطرقت الخاشب إلى دور المرأة اليمنية في تعزيز عوامل الصمود في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن.
وسلطت الضوء على جملة من المستجدات على الساحة الوطنية وما قابلها من ردود فعل دولية، تعيد صحيفة المسيرة استعراض الورقة في حلقتين على النحور التالي:
لا يختلف اثنان على دور الإعلام في فضح جرائم العدوان ولا خلاف على مدى انزعَـاج دول العدوان من قنواتنا الإعلامية رغم قلتها وبساطتها وقلة إمْكَاناتها لدرجة أنهم ينزعجون من كتابة أيّ رأي يخالف توجّـهاتهم في وسائل التواصل حتى تم تحويل منصة فيسبوك إلى منصة عنصرية مقرفة يتم فيها تكميم الأفواه بشكل علني مقيت ويتم فيها مصادرة الصفحات وإغلاقها لمُجَـرّد كتابة كلمات معينة قد تؤذي مشاعر اليهود المتطرفين مثل كلمة المسيرة أَو الشهداء أَو الحوثي أَو أنصار الله أَو حتى حزب الله أَو حتى صورة الشعار، هذا بالنسبة لمنصة فيسبوك.
أما القنوات الإعلامية فمعروف أنه تم إسقاط قناة المنار من القمر الصناعي عربسات من أول شهر بعد عدوانهم على اليمن وذلك لمواقف حزب الله من العدوان على اليمن وقد صرح بهذا الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
كما وقد تم استهداف قنوات وطنية عديدة وقد تم حجب بث قناة المسيرة عدة مرات وكذلك حذف موقعها من يوتيوب ومن جوجل وكذلك تم استهداف إذاعات محلية وتم استهداف أجهزة البث الإذاعي في جبل عيبان وفي محافظة صعدة وإذاعة حجّـة وغيرها من الإذاعات لا مجال لذكرها هنا ولكن أكتفي بقول إن إعلام المرتزِقة قد هاجموا حتى إذاعاتنا المحلية في حساباتهم واتهموها بأنها إذاعات تغير من أفكار الناس وتزيد من الحاضنة الشعبيّة لصمود الجبهات وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على حجم وتأثير وقوة هذه الإذاعات التي أزعجت مرتزِقة العدوان؛ لأَنَّ لها تأثيراً شعبياً كبيراً واستجابة مجتمعية أكبر ومتابعة من مختلف الانتماءات السياسية والحزبية.
وما بدأت بهذه المقدمة إلا لتوضيح أهميّة الدور الإعلامي في نقل جرائمهم وما شاهدناه من تغطية مباشرة على قنواتنا الوطنية بعد قطع خدمة النت على اليمن والنقل المباشر والحي لجريمة التحالف الأخيرة في السجن الاحتياطي في محافظة صعدة والتي راح ضحيتها المئات من الجرحى وحوالي 100 شهيد مغدور به بريء إلا دليل ومؤشر على أهميّة وسائل الإعلام في نقل الحقيقة للداخل والخارج، حَيثُ كانت هناك ردات فعل وحملات تضامن مع اليمنيين تحت عنوان انصروا اليمن وتابعنا حملات شعبيّة في مسيرات مناصرة في فلسطين والعراق وإيران ومواقف كتاب وناشطين عرب سواء على مواقع التواصل أَو على القنوات العربية.
وما هذه الثمرة سوى نتيجة لدور وسائل الإعلام الوطنية في كشف الجرائم ونقل الصور الحيّة والمباشرة من أماكن ارتكاب الجرائم.
دورُ الإعلام في نقل صور الانتصار
للدور الإعلامي أهميّة كبيرة في نقل الصورة الحقيقية للمشهد المبارك من قبل الري العام المجتمعي المحلي والخارجي المبتهج بالضربات التي توجّـه للإمارات وإن دل ذلك على شيء فَـإنَّما يدل على الوجع والمظلومية التي يعاني منها الشعب اليمني جراء العدوان السعوديّ الإماراتي من جهة وعن سخط الجمهور اليمني والعربي من الممارسات المستفزة التي يمارسها النظام الإماراتي بمشاركته في العدوان على اليمن وَأَيْـضاً في انقياده نحو التطبيع مع العدوّ الصهيوني دون أيّ خجل أَو احترام لمشاعر الجمهور العربي الرافض لهذا النوع من الخيانة السافرة.
من هذا المنطلق لا بُـدَّ من دور إعلامي متفاعل وناقل لفرحة الشعوب بالانتصارات ومباركة ردة الفعل المتمثلة بالرد على العدوان على اليمن واليمنيين.
أيضا يأتي أهميّة دور الإعلام في توضيح مدى الفرحة والمباركة في ظل التعتيم والتضليل الذي تقوم به الماكينة الإعلامية لتحالف دول العدوان والتي تتعمد تزيف الحقائق وقلب الصورة الحقيقية للأهداف المقنعة التي يرمي العدوّ لتحقيقها من خلال عدوانه الوحشي على اليمن من ذلك استعباد اليمن ونزع السيادة وترويضه ليكون تابعاً وخادماً للعدوان الصهيوني وهيهات يتحقّق هذا الهدف؛ كون الشعب اليمني هو شعب الإيمان والقومية العربية والعزة والكرامة.
ومن جانب آخر يهدف العدوّ بتحالفه أن يستنزف ويسرق خيرات الأرض اليمنية الطيبة من موارد طبيعية ونفط وغاز وغيرها بالإضافة إلى الاستفادة من موقعها الاستراتيجي للسيطرة على الممرات البحرية وغيرها من الأهداف المخبأة وراء عدد من المزاعم والأكاذيب الملفقة وبالتالي للإعلام دور كبير في توضيح الحقائق ومباركة الانتصارات ومباركة ردة الفعل الدفاعية تجاه السعوديّة والإمارات المعتدية ظلماً وعدواناً على الشعب اليمني العزيز والمقاوم.
دور المرأة اليمنية في دعم أبطال التصنيع العسكري
كان للمرأة اليمنية دور لن ينساه التاريخ وسيخلد في ذاكرة الأجيال وهي تدعم الجيش واللجان الشعبيّة معنوياً ومادياً بكل جهدها، فلو كانت المرأة غير واعية لما وصل اليمنيون لهذا العز والفخر وهو أن تنقل المعركة إلى عقر دار العدوّ وقد اختصرنا بعض إسهامات المرأة عبر نقاط مختصرة فلو نريد أن نفتح باباً عن عظيم دور المرأة لما كفتنا مجلدات ولكن هذه النقاط توضح دور المرأة الإعلامية في فضح جرائم العدوان وإظهار صور الانتصار.
1- تحولت المرأة إلى منبر إعلامي في الإذاعات المحلية وفي وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية وفي القنوات الوطنية فكان لها بصمات لا تنسى في إظهار وكشف جرائم العدوان على الشعب اليمني وفي نقل صور الصمود.
2- وصل صوت المرأة الإعلامية إلى صحف ومواقع دولية وعربية كثيرة خَاصَّة بعد عمليات الردع الأولى والثانية والثالثة والرابعة في عمق الأراضي السعوديّة.
3- كان لعمليات البنيان المرصوص وعمليات فأمكن منهم وعمليات نصر من الله أثر منعكس لواقع المرأة التي ضاعفت الجهود في العمل الثقافي التوعوي ما كان له أثر في زيادة الإنفاق الشعبي فانعكس ذلك على القوافل الشعبيّة المساندة والداعمة للجيش واللجان.
4- حتى الوقفات القبلية التي تخرج بشكل متواصل في مختلف المديريات كان للمرأة فيها دور؛ لأَنَّ أدوارها المشرفة والعظيمة جعلت الرجل الذي هو الزوج والأخ والابن ينطلق لينافسها في العمل والعطاء من باب التنافس حتى لا يشعر أن المرأة قدمت أفضل منه.
الخاتمة
هذا هو الإعصار اليماني الذي يلقف ما يأفكون وهذه هي المرأة اليمنية الشامخة والصامدة التي استمدت قوتها من فاطمة الزهراء ومن زينب الحوراء، هي الإعصار، هي الرياح العاصفة، هي الأم المكلومة وهي البنت الموجوعة وهي الأخت الحزينة وهي الزوجة التي فقدت زوجها ولم تكمل معه العام، هي العظيمة، هي المربية، هي بانية الأجيال وصانعة الرجال، هي من حملت في أحشائها القائد والمجاهد والشهيد والجريح والبطل والمصنع والعبقري والشجاع.
وهي من خرجت في المسيرات الثورية وهي من قدمت قوافل العطاء وهي من نافست في بذل فلذات الأكباد حتى تبيض وجهها أمام الله وتواسي سيدتها الزهراء.
هي من شعرت بأحزان أهل البيت -عليهم السلام- فشعرت بالسكينة في قلبها عند فقدها لقطعة من فؤادها وهو ابنها الذي هو روحها، هي الشهيدة التي قدمت جزءاً من روحها وهو فلذة كبدها، هي العظيمة، هي المؤمنة.
هي من حملت هم الأُمَّــة، هي الطبيبة والمعلمة والإعلامية والثقافية والأمنية والجندي المجهول الذي يعمل بصمت وبأقل القليل، وهي من تحولت من مكانها الاجتماعي لمنبر إعلامي يُعلّم ويثقف ويوعّي وهي من صمدت في وجه الحروب الناعمة التي استهدفتها بالدرجة الأولى فكسرتها وانتصرت بكل شموخ.
هي من حضرت اليوم وهي من ستكون حاضرة غداً وبعد غد في كُـلّ الميادين، هي العفيفة والطاهرة والقوية والشامخة والتي لا تسكت عن ظلم وتقوم بدورها كما علمتها سيدتها وقدوتها فاطمة فتتفقد الجار وتسأل عن المحروم وتوصل القربى.
التوصيات
خرجت من هذه الورقة بعدة توصيات عامة وخَاصَّة منها، توصيات خَاصَّة في جانب المرأة، وتتمثل في ضرورة اهتمام كُـلّ امرأة بتطوير ذاتها واكتسابها للمعلومات التي تساعدها في بناء نفسها وقدراتها حتى تكون خير ممثلة للمرأة المجاهدة.
وكذلك مضاعفة الاهتمام بتربية الأبناء وزرع قيم الرجولة والشجاعة والصدق فيهم منذ نعومة أظافرهم فهذا ينعكس على الجيل القادم، بالإضافة إلى الامتثال والتمسك بهدى الله المتمثل في محاضرات أعلام الهدى.
أما التوصيات للجانب الرسمي فتتمثل في الاهتمام بتعزيز دور المرأة في الجانب الإعلامي والسياسي ومنحها الثقة في نفسها والفرصة الكافية وسترون النتيجة واسألوا التاريخ عن المرأة، تكثيف البرامج التي تنقل صمود المرأة وإبراز دورها في كُـلّ الانتصارات، والاهتمام بالتواصل الخارجي والتشبيك مع أحرار العالم من كُـلّ الجنسيات ذكوراً كانوا أَو إناثاً طالما وهم يقفون مع مظلوميتنا.
وكذلك الاهتمام بإقامة مثل هذه الندوات التي تبرز دور المرأة واهتمامها بالجانب السياسي والإعلامي، وتشجيع كُـلّ ما من شأنه أن يسهم في تعزيز ثقة المرأة بنفسها ليكون عطاءها أكثر، فديننا الإسلامي أعطى للرجل والمرأة أدواراً متكاملة ولم ينقص من شأن المرأة، علاوة على محاربة وفضح الثقافات الوهَّـابية المغلوطة التي حقرت المرأة وقللت من شأنها ونسب هذه الثقافة للإسلام الذي هو بريءٌ منها.
صحيفة المسيرة