” إعصار اليمن ” ضربة ارتعدت لها فرائص العدو الصهيوني
عمران نت – تقارير – 17 جمادى الآخرة 1443هــ
منذ بداية العدوان على اليمن، كانت استراتيجية دويلة الإمارات في اليمن مختلفة شيئاً ما، فقد حاولت دويلة الإمارات توسيع نفوذها في المناطق الساحلية وجنوب اليمن لتستخدمه في تعزيز وجود كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخصوصاً في خليج عدن ومضيق باب المندب.
الامارات أداة طوعية للعدو الإسرائيلي:
من اليقين ان دويلة الامارات هي أداة طوعية للعدو الإسرائيلي تتولى تنفيذ المخططات الصهيونية في المنطقة لعلَّ أبرزها مشاركتها الفعلية في العدوان على اليمن وشعبه؛ وذلك انطلاقاً من حالة الطاعة العمياء والخنوع لأسيادهم الأميركي الإسرائيلي، وطمعاً في ثروات اليمن ونهبها، وكذلك تحقيقاً للنزوات الشيطانية وجنون العظمة لأمراء تلك الدويلة الكرتونية، الذين يشعرون بالدونية والنقص، ويحيكون حكايات وقصص وخرافات بدماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني؛ لعلهم يتمكنون من تحقيق إنجازات وهمية في اليمن منذ سبعة أعوام مضت وما يزالون يبحثون خلالها عن أي مكاسب بين ركام القصف وهدم المنازل فوق ساكنيها وأشلاء القتلى وانين الجرحى وصرخات الجوعى.
وبعنون وشعار عريض مضلل زائف “تحرير اليمن”، توصل الإمارات الإسرائيليين وبكل وقاحة إلى أعلى قمم أرخبيل سقطرى لالتقاط الصور وهم يرفعون العلم الإسرائيلي، وكل ذلك الانتهاك لسيادة اليمن وحريتها واستقلالها، وهي في نفس الوقت تطلق العنان لطائراتها الحربية لتشن آلاف الغارات على الأحياء السكنية والمنشآت الخدمية الحيوية، وتوصل فرض المجاعة بحصار اقتصادي مطبق؛ وتسمي كل ذلك الصلف “تحرير اليمن”.
مطامع صهيونية تنفذ بأيادٍ إماراتية:
أصبح لا يخفى على أحد أن الهدف الأساسي للإمارات في احتلال الجزر اليمنية ومنها جزيرة سقطرى وميون هو موقعها الاستراتيجي الذي يتلاءم تماماً مع المخططات والمطامع الصهيونية بغية السيطرة على خطوط إمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي، وبناء قواعد عسكرية برية وبحرية في جزر سقطرى وميون ، إذ تسعى دويلة الإمارات جاهدة وعلى الدوام إلى خدمة أسيادها من الصهاينة والامريكان، وتمهيد الطريق لهم بما يهدد الأمن القومي العربي وهو ما دأبت دويلة الإمارات على الاشتغال عليه بكل عزمٍ يقيم الحجة والدليل الواضح على خيانتها العظمى الواضحة
وتشير العديد من التقارير الحقوقية إلى أن دويلة الامارات بلغت حداً غير معقول من الصفاقة في عدوانها على اليمن، واحتلالها للجزر والممرات والموانئ المائية وممارسته كل أشكال انتهاك السيادة اليمنية وجلب قوات صهيونية إلى جزيرة سقطرى، من خبراء عسكريين واستخباراتيين الذين يشرفون على إنشاء مواقع عسكرية للولايات المتحدة والعدو الاسرائيلي، ومدارج لطائراتهم الحربية ومراكز مراقبة.
قد أعذر من أنذر
بمطلق الأحوال، ومهما كان سبب عدم توقعهم للعملية العسكرية الناجحة داخل العمق الاماراتي، وبالتالي العمل على تلافيها وكان هذا ممكناً، وبذلك فإن تصبح دويلة الإمارات هدفاً للمسيّرات اليمنية، فذلك أمر يضرب بقوة أمن تلك الدويلة المترهلة والكرتونية، فقد كانت في غنىً عن ذلك لولا إصرارها على استمرار التدخل في العدوان على اليمن، على الرغم من نصيحة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وتحذيره لها، عندما حذّر الإمارات في كلمته التي القاها بمناسبة العيد الرابع لثورة 21 سبتمبر من أنها ستُستهدف بالصواريخ والمسيّرات، وكشف أيضاً امتلاك اليمن طائرات مسيّرة.
ذلك التحذير هو الأول من نوعه الذي يخصصه قائد الثورة لدويلة الامارات، وتحذّيره الشركات الأجنبية العاملة في الإمارات من البقاء فيها، إذ اقترن الخطاب التحذيري بالتعاظم الملحوظ للدور الإماراتي في معارك عدة ومنها معارك الساحل الغربي، ومعارك شبوة، وما رافق ذلك من محاولات السيطرة على الجزر اليمنية وارسال تعزيزات عسكرية وخبراء صهاينة.
ولم تأخذ دويلة الامارات العبرة من ذلك التحذير الجدّي فانجرّت إلى معاودة انخراطها في العدوان على اليمن بعد إن كانت قد زعمت برفع يدها ظاهرياً عن ذلك العدوان الغاشم، عندما أعلنت مسبقاً سحب قواتها من اليمن، وحينها نشرت وسائل الإعلام الإماراتي مزاعم وعناوين متعددة لما أطلق عليه “الانسحاب الإماراتي من اليمن”، وبمكر يهودي سرّبت الإمارات إلى صحف ووكالات دولية معلومات عن الانسحاب المزعوم.
وبذلك، انكشف خديعة دويلة الإمارات في محطات تصعيدية عدة، واستمرت في العدوان على اليمن، وارتكاب الجرائم الوحشية بمراحل متفاوتة، وذلك نتيجة الضغوط الأميركية والإسرائيلية عليها، وهو ما أثبته الواقع العسكري من الظهور الجديد وبوحشية أكبر واستماتة بهدف تحقيق أي مكاسب في الميدان وهو ما لن يحصل أبداً بفضل الله وقوته وقد أعذر من أنذر .
#اليمن_يؤدب_الإمارات:
تَمَثَلَ رد القوات المسلحة اليمنية على استمرار مشاركة دويلة الإمارات في العدوان على اليمن بقصف مواقع حساسة في أبو ظبي ودبي، في عملية “إعصار اليمن”، حيث قصفت القوات المسلَّحة العمق الإماراتي، بطائرات مسيّرة، وصواريخ بالستية مجنّحة، استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي، ومواقع حساسة في الإمارات، محذرة من أن “الإمارات دويلة غير آمنة، وستتلقى مزيداً من الضربات الموجعة والمؤلمة”.
أعلنت القـوات المسـلحة اليمنية مساء اليوم الإثنين 17 يناير 2022م عن عملية اعصار اليمن باستهداف أهداف حساسة في إمارات دبي وأبوظبي في الإمارات، وقال المتحدث الرسمي لـلقـوات المسـلحة العميد يحيى سريع أن عملية إعصار اليمن استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي ومصفاة النفط في المصفح في أبو ظبي وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة.
وجددت القـوات المسـلحة تحذيرها لدول العدوان بأنها ستتلقى المزيد من الضربات الموجعة والمؤلمة، وحذرت الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في دولة العدو الإماراتي بالابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم، وتوعدت القوات المسلحة بأنها لن نتردد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة، معلنة “الإمارات دويلة غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدواني ضد اليمن”.
وأظهرت عملية “إعصار اليمن” فشل وهشاشة منظومة الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية والإماراتية، على الرغم من كل صفقات الأسلحة، وأنظمة الدفاع الجوي، والتي وقعتها الإمارات مع العدو الإسرائيلي، وكذلك التفاهمات الأمنية التي أبرمت الامارات مع العدو الإسرائيلي بعد اتفاقية التطبيع، وبالتالي فإنه لا يمكن الرهان على كيان العدو الإسرائيلي.
الهجوم في العمق الإماراتي والصياح في تل أبيب :
قد يظن البعض ان عملية إعصار اليمن محدودة التأثير على دويلة الامارات فقط، وأنها مجرد نيران سيتم اخمادها، وهنا فإن من المهم التأكيد أن الامر أبعد من ذلك بكثير، وأن آثار الضربة امتدت ووصلت إلى عقر دار كيان العدو الاسرائيلي بالمقام الأول، حيث اثبتت القوات المسلحة بطائراتها المسيرة وصواريخها الباليستية وما حققت عملية “إعصار اليمن” من اضرار انها قادرة بعونٍ من الله بتحقيق ضربات لأهداف على بعد قرابة 2000 كيلومتر من اليمن وهو ما يشير الى أن كيان العدو الاسرائيلي فيما إذا ارتكب أي حماقة بحق الشعب اليمني سيدخل ضمن بنك الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية لاسيما في ظل الجهوزية العالية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير لضرب أهداف بعيده المدى وبدقه عالية ، حيث يتابع العدو الإسرائيلي بقلق بالغ ما جري في الإمارات ويخشى من هجومٍ مشابه.
وفي هذا الصدد، تحدثت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن قلقٍ من تعرض العدو الإسرائيلي لهجماتٍ بطائرات مُسيرة مماثلة لهجوم الجيش اليمني على مواقع حساسة في الإمارات، وتكشف عن إجراء خبراء عسكريين إسرائيليين اتصالاً مع القيادات العسكرية في الإمارات لعرض المساعدة في التحقيق، وإن “إسرائيل” اقترحت على الإماراتيين المساعدة في التحقيق بالحادثة، وهي تحاول الاستفادة من الحادثة لاستخلاص العبر لإحباط هجمات مشابهة ضدها في المستقبل، حيث أعرب مسؤولون أمنيون في “إسرائيل” عن قلقهم إزاء الردود اليمنية بالطائرات المسيرة والتي استهدفت عمق الإمارات، رداً على مشاركتها في التحالف ضد اليمن.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن مصدرٍ إسرائيلي قوله إن “مصدر القلق يرجع إلى إمكانية القيام بهجومٍ مماثل على مواقع إسرائيلية بواسطة مسيّرات موجهة ومتفجرة”، وأفادت الصحيفة بأن: “خبراء عسكريين إسرائيليين أجروا اتصالاً مع القيادات العسكرية في الإمارات وعرضوا المساعدة في التحقيق بالحادث، إضافة إلى الخوض في مراجعة حيثيات الحالة للاستفادة من الدروس على نحوٍ يكفل إحباط هجمات مماثلة في المستقبل”.
بدورها، قالت مراسلة الشؤون السياسية في قناة “كان” الإسرائيلية، غيلي كوهين، إن: “المسؤولين في “إسرائيل” يتابعون ما يجري في الإمارات ويخشون من هجومٍ مشابه”، وأوضحت كوهين أن “أحد السيناريوات يتحدث حقاً عن هجوم مسيّرات انتحارية وصواريخ من ناحية اليمن، على الأقل بحسب المعلومات المتراكمة لدى إسرائيل هذا ما جرى في أبو ظبي، وهو هجوم يذكر بالهجوم على السعودية في أرامكو”.
كما أشارت إلى أن المسافة بين اليمن وأبو ظبي هي حوالي 1500 إلى 1600 كلم وهي تقريباً نفس المسافة بين اليمن و”إسرائيل”، ولذلك إذا كان لدى القوات اليمنية القدرة على الوصول إلى حد تنفيذ هجوم صاروخي فعلى ما يبدو هم قادرون على القيام بهذا أيضاً ضدنا”.
وبذلك خلّفت العملية صدمة في الإمارات، ورعب في تل ابيب، فلطالما بنى الصهاينة أحلامهم ومشاريعهم الاستعمارية على أكتاف الحمقى الإماراتيون، منذ سبع سنوات خلت، عبر تورطهم في العدوان على اليمن. فهل هو إنذار يمني أولي لكيان العدو الإسرائيلي، مربط فرسه مشاركتهم في العدوان على اليمن.
ختاماً… إن دويلة الامارات مدعوة اليوم إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الاستعمارية والاجرامية بشكلٍ كامل، وليس فقط في مساهمتها المباشرة في العدوان على اليمن، وإعلان انسحابها الفعلي من العدوان الذي يعد مهم وأساسي، ولكن هي مدعوة أيضًا لإعادة النظر في دورها “المنفوخ” في كل ما يتم تكليفها به من قبِل العدو الإسرائيلي، والتي توهمت بالأمس القريب بأنها جاهزة وقادرة لأن تلعبه، ليأتيها اليقين اليوم أنها أضحت “مخدوعة”، وبات عليها أن تدرك جيداً وتعلم بكل واقعية بأن من يدفعها لأن تكون في واجهة تنفيذ المخططات الصهيونية في اليمن هو بلا شك عاجز عن حماية نفسه أولاً، وأنه سوف يرميها ويتخلى عنها في أي وقت يشعر بالتهديد، لاسيما وأن مواجهة هذه الطرف المعتدى عليه “اليمن” لديه قيادة حكيمة أقوالها وتهديداتها تترجم سريعاً إلى أفعال في الميدان.