عندما يكون التحَرُّكُ جهاداً في سبيل الله
د. شعفل علي عمير
ما تشهدُه مديرياتُ شبوة وخَاصَّة تلك المناطق من مديرية عسيلان التي تسلل إليها المرتزِقة بفعل كثافة الغارات تعرضت هذه المناطق لعمليات قتل وسلب للمنازل وحرق للبيوت التي يدخلونها؛ بذريعة أنها أصبحت مناطقَ مواجهات، أخرجوا سكانَ المناطق من منازلهم وقتلوا كُـلَّ من حاول أن يمنعَهم من النهب لكل شيء من مقتنيات المواطنين، أية جرائم يرتكبُها هؤلاءِ المرتزِقةُ في حق شعبهم؟! وأية أخلاق تخلقوا بها؟!، لم يكن لهم هدف من حربهم هذه غيرُ إرضاء لأسيادهم في إلحاق أكبر الضرر بالإنسان.
اتضحت أهدافُهم المنحطَّة في تقديسهم للعَلَم الإماراتي وإحراقِ العَلَم اليمني أنهم جزءٌ لا يتجزأ من جيش المحتلّ الإماراتي والسعوديّ، أراد اللهُ أن يكشفَ لليمنيين أهدافَ قوى العدوان ومرتزِقتهم، تجاوزوا بجرائمِهم كُـلَّ ما اقترفه مرتزِقةُ العالم بحق أوطانهم، وفي مثل هذا الحال لا تجد قيادتنا بدّ من تطهيرِ كُـلِّ شبر من رجس هؤلاء العربان ومرتزِقتهم، لن تبقى أية منطقة مستباحة لقوى العدوان ومرتزِقتهم كواجبٍ ديني وإنساني قبل أن يكون واجباً وطنياً، فهم بكل تصرفاتهم الشنعاء زادوا المجاهدين إيماناً بأن الجهادَ هو الطريقُ الوحيدُ لتطهير بلدنا وخَلاصِ مجتمعنا من إرهابهم، وهذا عكس ما يعتقده العدوّ، ولعل ما أوقعهم في مستنقع اليمن عدمُ وعيهم بأهميّة قراءة التاريخ وما تخلّفه الحضاراتُ من قوة وعزم في مجتمعاتها.
زَادت قوى الشر من تصعيدها وترافق مع هذا التصعيد زيادة في الجرائم المرتكبة بحق تلك المناطق التي دخلها العدوانُ ومرتزِقتهم، اتضح من نهجهم أنهم يتبعون سياسةَ الترهيب في هذه المجتمعات، إضافةً إلى نهج انتقامي يعتمدُ على فرز المجتمع طبقاً لانتمائه الأسري، تعمدوا هدم بُنية المجتمع ونشر الطائفية والمذهبية لتفكيك المجتمع من الداخل، لم يراعوا في تلك المناطق أية قيم أَو عادات فحاولوا طمسَ هُــوِيَّة المجتمع.
كُـلُّ تلك المخطّطات في أهدافها تحمِلُ البصمةَ الإسرائيلية، والأُسلُـوبُ ذاتُه هو ما يعتمدُه الكيان الصهيوني في حق مجتمعنا الفلسطيني، وهذا أكبرُ دليل على أنهم يتلقون توجيهاتِهم من غرف عمليات إسرائيلية بامتيَاز، وهو ما يؤيِّدُ أننا عندما نقاتلُ إنما نجاهدُ أعداءَ الله، سواء بشكل مباشر أَو غير مباشر، أي أننا نقاتل أذرُعَ تلك القوى التي تغذّي المرتزِقة بالمال وتزوِّدُها بالتوجيهات.
إذَن فنحن نقاتلُ كجهادٍ في سبيل الله أمريكا و”إسرائيل” وإن كانت أدواتُهم مرتزِقةً فهم جزءٌ من جيوش المحتلّين الحقيقيين.