الجمهورُ اليمني يوصلُ رسالتَه للعدوان: احتفلنا وفرحنا بمنتخبنا البطل
عمران نت – تقارير – 7 جمادى الآخرة 1443 هــ
أغاظ اليمنيون مرةً أُخرى العدوَّ السعوديَّ، وأقاموا حفلاً أُسطورياً نادراً لاستقبال المنتخب الوطني للناشئين الذي قهر المنتخب السعوديّ مؤخّراً في بطولة غرب آسيا.
وعلى الرغم من محاولات العرقلة المتعمدة للنظام السعوديّ، وتأخير منتخبنا لعدة أسابيع؛ بهَدفِ نسيان الهزيمة، وعدم الاحتفال بالمنتخب في صنعاء بالشكل المطلوب، إلا أن قيادتَنا والجماهير اليمنية، كانوا عند حسن الظن، وحسن الاستقبال.
وبكل لهفة وشوق وحب وفرحة وطول انتظار استقبلت الجماهير اليمنية المنتخب استقبال الأبطال، فكانت الهتافات والأهازيج وألوان الزينة والبسمات مرتسمة على وجوه المشاركين أبلغ وأعظم من مفردات اللغة ومفرداتها العاجزة عن التعبير عن عظيم الفرحة والسرور، قيادات الدولة وجماهير الشعب جميعهم كانوا يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية مع اللاعبين والمدربين وفريق المنتخب.
العَلَمُ اليمني في تشكيلاته المتعددة كان له حضورُه اللافتُ بجانب عقود الفل والورود المعلقة على صدور الأبطال المندمج لونها بلون راية ورمزية اليمن التاريخية، ومجسداً الروح الوطنية المعطاءة في زمن يكسر فيه قرن الشيطان ويحقّق أبطاله انتصاراتهم عليه في مختلف الأصعدة الرياضية والعسكرية والسياسية والثقافية، مردّدين شعار “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، ورافعين علَمَ الوحدة والانتصار.
وفي هذا اليوم الفرائحي العظيم الذي حضرته قيادات حكومة الإنقاذ الوطني، وأبناء الشعب بكل أطيافهم ومكوناتهم السياسية والاجتماعية، ومن مختلف فئاتهم العمرية كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً رياضيين وسياسيين ومزارعين ومثقفين وأدباء وعمال، تجسدت اللوحة الفنية المعبرة عن وحدة الشعب وعمق ترابطه وتآزره في السراء والضراء والسر والعلن، وكيف يتسامى على جراحاته ومعاناته، واضعاً قدميه وأقدام أبطاله على مخطّطات الغزاة والمحلتين المتآمرين عليه.
فرحةٌ استثنائية
ويؤكّـد عضو مجلس الشورى اليمني، نايف حيدان، أن العاصمةَ صنعاءَ تقول اليوم إن الشعبَ اليمني شعبٌ صاحبُ كلمة واحدة وشعب موحَّدٌ وأن الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه، ومن شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه يعادي السعوديّة.
ويقول حيدان في تصريحه لصحيفة “المسيرة”: “إن الفوز الرياضي ناتج عن إرادَة وعزيمة يمانية عالية، عزز مناعتها الوعي اليمني خلال مواجهته للعدوان، وإن جيل الشباب جيل واعد بتحقيق الانتصارات على مختلف المسارات وفي كُـلّ الميادين وجبهات المواجهة مع الأعداء”.
بدوره، يقول نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي: “هذا الكرنفال لاستقبال الفريق الرياضي جزء من الانتصار ومواجهة العدوان، وهذا الانتصار يقاس من خلال الرسالة التي قدمها الفريق الرياضي لمواجهة القوى الاستكبار وقوى الامبريالية العربية بقيادة السعوديّة ومن خلفها ناتو الغرب بقيادة أمريكا”.
وَأَضَـافَ النائب اليوسفي في تصريحه لصحيفة “المسيرة” وهو وسط الجماهير وأصواتها وأهازيجها المرتفعة للتعبير عن فرحتها، أن هذا الانتصار انتصارٌ رياضي يوازي الانتصارَ العسكري والسياسي والتفاوضي، مُشيراً إلى أن قوةَ القضية التي لدى اليمنيين هي التي ولدت الإرادَة الفولاذية التي لا تعرف الانهزام ولا تعرف الانكسار ولا تعرف الاستسلام، وهي ثابتة من منطلق قوة الحق المستندة إليه”.
من جانبه، قال الرياضي كمال الكوكباني: إن هذا الفوز يمهد لمستقبل رياضي واعد وزاهر وإلى الأمام، وإن شاء الله، تتطور الرياضة في بلدنا بموجب اهتمام القيادة السياسية وتعزيزها لوزارة الشباب والرياضة في المرحلة القادمة، آملاً أن يكون الدعم مُستمرًّا، من منطلق “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”.
بدوره، يقول الإعلامي عبد الواحد سلمان: “حقّق منتخبنا العزيز إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، وطال انتظاره، مُضيفاً شخصيًّا كنت أحضر في الثمانينيات أَيَّـام جمال حمدي وأمين السنيني ونتمنى فوز ما بالك بلقب بطولة”.
ويعتبر سلمان في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن تسجيل اليمن في الاتّحاد الدولي لكرة القدم فخر ما بعده فخر وغير الانتصار لسيادة اليمن ووحدتها وحريتها واستقلالها، وتحريرها من الغزاة والمحتلّين.
قهرنا العدوَّ المتغطرِسَ والقادمُ أعظم
شعبيًّا، يبارك المواطن محمد الغزي، وهو مع أطفاله الذين أحضرهم للمشاركة في هذا التكريم للشعب اليمني بهذا الفوز المتألق الذي أحرز أول بطولة يمنية في عمر 15 عاماً، وهذا يعتبر إنجازاً تاريخياً للمنتخب اليمني ولشعبه العظيم، مُضيفاً أن هذا الإنجاز وحد الشعب اليمني شمالاً وجنوباً على كلمة واحدة.
من جهته، يؤكّـد الشاب أسامة المعرشي من مديرية دمت محافظة الضالع أن “المنتخب بيّض وجوهنا ورفع رؤوسَ كُـلّ اليمنيين أمام العالم، وشعوري في هذا اليوم لا يوصَف”.
ويضيف المعرشي لصحيفة “المسيرة”: “قدمنا إلى العاصمة صنعاء ونحن في قمة الفرحة التي لا توصف أبداً أبداً.. لنشارك شعبنا تكريمه لهذا المنتخب ولكل من ساهم في نجاحه وعلو همته وروعة أدائه، ورسالتي للمنتخب أن يستمرّ على هذا الأداء وعلى الجهات ذات العلاقة الاهتمام بالجانب الرياضي الذي أهدانا نصراً وفرحة في مرحلة حساسة وخطيرة من تاريخ شعبنا اليمني، وأمام ما يتعرض له من عدوان وحصار ومؤامرات”.
استقبال يليق بهم
من جانبه، يقول محمد صالح الحداد: “شعور جميل ورائع حينما نستقبل منتخب وحد اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وأدمل كُـلّ الجروح السابقة وجعلنا ننتصر في ظل مرحلة صعبة”.
ويضيف الحداد لصحيفة “المسيرة”: “الحمد لله استقبلناهم استقبالاً يليق بهم أكثر من كُـلّ المحافظات الأُخرى وأفضل من كُـلّ الاستقبالات التي حظوا بها؛ لأَنَّ صنعاء هي عاصمة الصمود وعاصمة كُـلّ اليمنيين، وتمثل الرمز الأكبر والحضن الدافئ لأبنائها من هم في الداخل أَو الخارج، وإنْ شَاءَ اللهُ، يعود الجميع ليمنهم ولهُــوِيَّتهم ونصبح أقوى وأقدر وأنجح بقوة الله وقوة رجال الله”.
محمود الزبير، وهو بين حشود المتدافعين والمزدحمين على مدرج ملعب الثورة يقول: “هذا يوم عيد وطني وعيد رياضي وسياسي وعسكري بالدرجة الأولى لماذا؟؛ لأَنَّه غير المسار وحرف الأنظار وجر معه كُـلّ أبناء الشعب الفرحين بفوزنا على العدوّ السعوديّ الذي يقتل أطفالنا ونساءنا وكبارنا وصغارنا ليل نهار على مدى سبعة أعوام”، مردفاً بقوله: “فرحتنا اليوم ليست فرحة رياضية خالصة وهذا ما يجب أن يدركه ويعرفه العالم، بل هي فرحة عسكرية وسياسية بامتيَاز ومنطلق يمهد للفرحة الكبرى التي سيفرح فيها شعبنا اليمني بتحقيق الانتصار على قوى العدوان وتحرير كُـلّ ترابه الوطني من دنس الغزاة والمحتلّين”.
أفرحونا في كُـلّ بيت
يومٌ عالمي وفرحتُنا عالمية بهذا الفوز العظيم على العدوّ السعوديّ، هذا ما قاله الحاج رازح حسين محمد طواف وهو بجُعبته وبندقه شامخ الرأس، مُضيفاً بقوله: “جئنا من مديرية بني حشيش لنفرح بهذا الانتصار ونكرم هؤلاء الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا وهزموا العدوّ داخل أرضه، لقنوّه دروساً لم ولن ينساها، كما لقنه مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة دروساً عسكرية لن ينساها بل ستكون سبب في زواله، إنْ شَاءَ اللهُ”.
ويزيد الحاج قائلاً: “نفتخر ونعتز بهؤلاء الأبطال، ونأمل من القيادة أن تواصل الاهتمام بهم؛ لأَنَّهم أفرحونا، وأثلجوا صدورنا في كُـلّ محافظة يمنية وفي كُـلّ بيت، وكل يمني فرح بهذا الانتصار”.
صحيفة المسيرة