صنعاء الدولة والنظام ولو كره المنافقون
جبران سهيل
وأنا أتابع وصولَ المنتخب الوطني للناشئين الذي حقّق لأول مرة بطولة غرب آسيا للناشئين تحت مظلة الاتّحاد الآسيوي لكورة القدم كغيري من اليمنيين المتعطشين لصناعة الانتصار وإسعاد الشعب، خَاصَّةً حين يكون الفوزُ على الخصم التقليدي لليمن السعوديّة.
البداية من مدينة عدن الراضخة تحتَ المحتلّ الإماراتي والسعوديّ وأدواتهم المختلفة ومجاميعهم اللفيفة التي سرقت ابتسامةَ وهدوءَ هذه المدينة وحوّلتها إلى عاصمة للانفلات الأمني والقلق واللاسكينة.
وصل فتيةُ الوطن الصغارُ وقيسُهم البطلُ ولم نتمنَّ حينَها إلا استقبالَ مَن أسعدوا الشعب بشكل يليقُ بهم ووجه بشوش وابتساماتٍ ولو مصطنعةً، لا نريد سجاداتٍ حمراءَ ولا وروداً ملونة ورائحة العود والبخور العدني التي مزجها المحتلُّ برائحة البارود والدم.
لكن المفاجأة أننا وجدنا من المستقبلين لُغةً كريهةً وطائفيةً نتنةً ومناطقية بائسة رافعين إعلامَ ما قبل الوحدة لم يحترموا مشاعرَ أبطال الوطن، وشاهدنا وجوهاً تحملُ في ملامحها مشاريعَ ضيقة، وجوهاً تلخِّصُ مرحلةً من التعبئة السلبية بين أبناء الوطن الواحد وقلوب مليئة بالأحقاد والشر غذّاها أعداءُ اليمن جيِّدًا؛ مِن أجلِ هذا.
لذا كانت النتيجة للأسف غياب ابتسامة أبطال اليمن الصغار في العُمر الكبار في الإنجاز وحب الوطن وكان عليهم لزاماً الاتّجاه صوبَ عاصمة الوطن والوطنيين صنعاء الصمود والاستبسال والحرية والإباء.
وما أن اقترب الأبطالُ من عاصمتهم حتى شعروا أن الوطنَ لا زال بخير ولم يمُتْ بعدُ في ظل وجود ملايين الأحرار من أبنائه، هذا وجدناه في حركة وردود فعل نجومنا. فاصطف الشعبُ خلفَهم وهم ينافسون على البطولة، وهَـا هو ينتظر مقدمهم نحو صنعاء ليمنحَهم الوفاءَ جزاءً بما عملوا وأنجزوا.
فهتف الجميعُ في صنعاءَ باسمهم وباسم وطن واحد، لا مجالَ فيه للتجزئة، رافعين راية اليمن بألوانها الثلاثة بصدق وبأفعال لا مُجَـرّد أقوال وزيف وخداع.
هنا كان الأبطالُ على موعد مع ابتسامة وسعادة غابت عنهم ولم تحضر بهذا الصدق حتى وهم يرفعون كأسَ البطولة ويُقْصُون السعوديّة في أرضها وبين جماهيرها.
نعم قالها الأبطال بأن ما وجدوه في صنعاء من حفاوة وحسن استقبال إن لم يكن خيالاً -حسب المدرب قيس محمد- فهو أبعد من الخيال.