ملامحُ الوجه اليمني الجديد
سند الصيادي
أظهرت عمليةُ الضبط لسفينة الشحن العسكرية الإماراتية في السواحل اليمنية المزيدَ من ملامح الوجه اليمني الجديد والصارم تجاه مفهوم السيادة؛ باعتبَاره خطاً أحمرَ غيرَ قابلٍ للتجاوز والتعدي من أيَّةِ قوة معادية.
ومن الكفاءة في المراقبة والرصد والتعقب لهذه القطعة العدائية إلى جرأة القرار والتحَرّك للتنفيذ انتهاءً بنجاح العملية، برزت ملامحُ القدرة اليمنية المتعاظمة عمليًّا في ميدان الدفاع عن السيادة، وتجلت عمليًّا مصاديقُ القول الذي بات يردِّدُه اليمنُ بأن سواحلَنا ومياهَنا لم تعد للنُّزهة، كما أنها لم تعد مسرحاً مفتوحاً للأجنبي يمارسُ هوايتَه فيها بلا حارس ولا رقيب.
لم تكن هذه العمليةُ إلَّا محطةً جديدةً في طريق الإنفاذ الميداني لخطابات القائد ومنهجية الثورة وتأكيداً على الجدية في ترجمة الأقوال إلى أفعال، والأَهَمُّ من ذلك أنها درسٌ سلوكٌ ينبغي على الأعداء أن يعتادوا عليه ويتعاملوا مع اليمنِ الجديد من خلاله، بعد أن يمسحوا من ذواكرهم تلك الصورةَ الهزيلةَ والمرتهنةَ التي اعتادوا على أن يرَوا اليمنَ من خلالها.
وفي الوجه الذي يبرِزُه اليمنيون اليومَ يلاحظُ عدم التفاتهم إلى الضغوط وعدم الخشية من التهديدات التي يطلقها المعتدون؛ بغيةَ إحداث إرباك في القرار أَو تحسُّباً من عواقبه، حَيثُ لم يعد يجدي هذا التحشيد في الحالة اليمنية، وبعد سبع سنوات من المواجهة الملحمية الشجاعة لعدوان وظفت فيه كُـلُّ أشكال القوة وأساليب الإخضاع والتركيع.
وبعد كُـلّ إنجاز يتفاجأُ به الإقليمُ والعالم، تحرِصُ اليمنُ على تكرار التلقين للأعداء عن فلسفتها الجديدة، وبأن اليمنَ معنيٌّ بممارسة كامل الحق في الدفاع عن أمنه وأمن برِّه وجوِّه وَمياهِه الإقليمية، وبأن ما قامت وتقومُ به غيرُ خاضع لأيِّ ابتزاز أَو مزايدة، فالمعركةُ هي معركةُ كرامة وسيادة، مضى عليها هذا الشعبُ وَمُستمرٌّ فيها حتى النهاية.
وبعيدًا عن تقديرِ حجمِ الغنائم في هذه العملية وسابقاتها، فَـإنَّ هذه الصورةَ المهيبةَ التي تُقَدِّمُ بها اليمنُ نفسَها للمنطقة والعالم تمثل من وجهة نظر الكاتب أهمَّ الغنائم وأثمنَها.