ليالٍ عصيبة على السكان جراء غارات العدوان.. الحي الليبي بصنعاء يكتوي بالإجرام الأمريكي السعوديّ
عمران نت – تقارير – 24 جمادى الأولى 1443 هــ
عاش سكانُ الحي الليبي بالعاصمة صنعاء خلال الأيّام الماضية أياماً عصيبةً، جراء الغارات المتوحشة لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ التي استهدفت منازلهم في الظلام الدامس.
واضطرَّت العشراتُ من الأسر إلى ترك منازلها، في ظل خوف وهلع وبكاء مرير للأطفال والنساء، غير مستوعبين ما يحدث، وغير مدركين إلى أين يذهبون، لكن اللعنات والسخط العارم تجاه آل سعود يرافق كُـلّ تحَرّكات الجميع.
يقول محمد الوصابي، صاحب سوبر ماركت في الحي: “أثناء الضرب كان عندي بعض الزبائن فدخل الجميع نحو الداخل مفزوعين بينهم طفل كان يبكي وخرج والده ووالدته بعد الغارة للبحث عنه بشكل جنوني ويثير مشاعر الحزن العميق، لم يعودوا مهتمين بما أرسلوه؛ مِن أجلِه بقدر ما كانوا مرعوبين على سلامته وهل هو حي أَو ميت؛ لأَنَّ الشظايا والغُبار والنار والدخان بعد الضربة ملأت الحي وبات الجميع في واقع جديد مرعب وغير مألوف من قبل، وكلّ واحد يبحث عن مكان يحتمي به لينجوا، وَالحمد لله على السلامة، خسرنا بعض البضائع التي تكسرت وتكدست إلى الأرض، لكن لا نزال بخير، ولن نسكت عن حقنا بل سنذهب صوب الجبهات لنواجه عدونا ونسقيه من سواعدنا السم الزعاف”.
ويتابع الوصابي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: بلغوا دول العدوان الأمريكي السعوديّ أننا لا نبيع الصواريخ البالستية والطيران المسيَّر ليتم استهداف الأحياء السكنية المتواجدين فيها، وكل ما نبيعه ونجده مُجَـرّد مواد غذائية غير متكاملة؛ بسَببِ الحصار الظالم على شعبنا اليمني، وعليهم أن يدركوا جيِّدًا أن جرائمهم هذه تؤلب اليمنيين عليهم أكثر وتوحد الصفوف في مواجهتهم وسيكون اليمن أقوى وسيكونون هم الخاسرين، مهما كانت بشاعتهم ومهما طال أمد عدوانهم وَحصارهم على شعب الإيمان والحكمة”.
ويتساءل الوصابي: ما ذنبُنا وهل وجود منازلنا بجوار معسكرات فارغة يشرعن لهم استهدافنا وقتلنا؟ في أي قوانين تباح دماءنا؟ وأين دور الأمم المتحدة؟ لماذا لا تضغط على دول العدوان وتوقفها عند حدها لتوقف عدوانها وحصارها على شعبنا اليمني المتواصل منذ 7 أعوام؟، نحن كمواطنين يمنيين تضررت بيوتنا وأفزع أطفالنا ونساءَنا، ونناشد كُـلّ الأحرار في العالم بالتعاون معنا والضغطِ على المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتحَرّك الفوري والعاجل بوقف نزيف الدم اليمني وتدمير بنيته التحتية.
من جانبه، يصف عاقل الحي الليبي، علي الحليلي، ما حدث من قصف للحي بالقول: “عشنا لياليَ مرعبةً ومفزعةً للأطفال والنساء، فعند سماع غارات طيران العدوان الأمريكي السعوديّ، خرج الكثيرون من منازلهم بشكل عشوائي، متجهين نحو الأحياء المجاورة، ومنهم مَن بقي صابراً محتسباً، ومنتظراً الشهادة في أي وقت”.
ويواصل الحليلي حديثه لصحيفة “المسيرة” بالقول: “ما خلّفته غاراتُهم من دمار لمنازل المواطنين يكشفُ للعلن أن قوى العدوان لم تعد تملِكُ أية أهداف عسكرية، وباتت دماءُ الأطفال والنساء والمدنيين وممتلكاتهم ضمن بنك أهدافه الأهم والأبرز في هذه الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا اليمني منذ سبعة أعوام، متسائلاً: “هل هذا الجدار صاروخٌ بالستي! وهل هذه النافذة المحطمة طيران مسيَّر؟! عجيبٌ أمرُ هؤلاء لا يهمهم سوى شن الغارات والإعلان عليها ومحاولة تركيع الشعب اليمني الذي لم يركع ولن يركع مهما استمر عدوانهم وحصارهم، مؤكّـداً أن أحواشَ المعسكرات هي بمثابة الفزاعة منذ بدأ العدوان، لكنها لن تستمرَّ ذريعةً لاستهداف المدنيين، وأن الجميع بات يعرف أن الجيشَ اليمني واللجان الشعبيّة معسكراتهم في جبهات وميادين المواجهة المباشرة، وأن هذه الأحواش والجدران لم تعد تحوي بداخلها أيَّ نوع من أنواع المظاهر العسكرية، وهذا واضحٌ ومعروفٌ لدى الجميع”.
ويتابع الحليلي: “نقول لقوى العدوان لن تخيفونا بغارتكم، ومعسكراتُنا لم تعد في المدن والأحياء السكنية، بل هي هناك، حَيثُ يفر جنودُكم ويولون الدُّبُرَ، فإذا كان لديكم ذرةٌ من أخلاق وقيم الحروب فالميدان بيننا وبينكم، واتركوا قتل الأطفال والنساء تحت ركام منازلهم، وكونوا رجالَ حرب في المواجهة لا جبناء كما عهدناكم، مُشيراً إلى أن قصف الأحياء المكتظة بالسكان لن تزيد الشعب اليمني إلا عزيمة وإصراراً وتضحية في مواجهة الغزاة والمحتلّين حتى النصر وتحرير كامل الأرضي اليمنية من دنسهم ودنس عملائهم الخونة، داعياً أبناء شعبنا اليمني إلى مضاعفة الاستمرار في رفد الجبهات بقوافل الرجال والمال ومن لا يزال في بيته ولم يتحَرّك خلال كُـلّ هذه الأعوام من العدوان والحصار والتوحش الأمريكي السعوديّ بحق شعبنا فمتى سيتحَرّك؟ هل ينتظر غارة تقصف بيته وتقتل أطفاله ونساءه ليتحَرّك؟ لا لا بُـدَّ من التحَرّك والمبادرة للدفاع عن كرامتنا وحريتنا واستقلالنا”، هكذا يقول الحليلي.
نزوحٌ إلى خارج الحي
المواطن نبيل منيف، أحد ساكني الحي، يقول عن الليالي المرعِبة التي عاشها: صحيحٌ استطاع العدوّ أن يقلق السكينة العامة ويزرع الخوفَ في قلوب الأطفال والنساء وشهدنا حالات نزوحٍ في هذه الفئتين لعدد من الأسر إلى خارج الحي، لكنَّ الرجالَ المخلصين لله ولوطنهم سينزحون إلى ميادين البطولة والشرف ليأخذوا بثأرهم ويذيقوا عدوَّهم الأرعن من بأس الله وبأسهم، وهذا ما يتكرّر عند كُـلّ غارة وعند كُـلّ استهداف للمدنيين والأحياء السكنية، فشعبنا اليمني العظيم برجاله وشبابه لا يرضخون للمستكبرين، بل إن هذه الغاراتِ تدفعُهم للتحَرّك بفاعلية.
ويضيف منيف: “في العالم كله ووفقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية يعد استهدافُ الأحياء السكنية والمنشآت المدنية جريمةَ حرب، ولا أحد يستهدفها غيرُ هؤلاء العاجزين العديمين لأخلاق وقيم ومبادئ الحروب، وَإذَا فيهم رجولة وشجاعة هناك جبهات وميادين يواجهون شعبنا فيها.. فما ذنب المدنيين العُزَّل؟ داعياً من لم يتحَرّكوا إلى اليوم بقوله: “البنادق ليست للمعالق، وإنما هي لحماية الشرف والعرض للبلاد بالكامل، مؤكّـداً أن التحَرّك لمواجهة أحذية أمريكا وإسرائيل هو التحَرّك المناسب والمطلوب في هذه المرحلة”.
ويردف بقوله: والله لو ما بقي منا من يخبِّر، وعلى العدوان الأمريكي السعوديّ أن يعيَ ويفهمَ بأن شعب الإيمان والحكمة لن يسكت ولن يهدأ عن أية جريمة ترتكب بحقه مهما كان حجم الثمن ومهما بلغت التضحيات.
معسكراتُنا في الجبهات
وتحت هذا العنوان، يقول أحد مالكي المنازل المتضررة، حذارِ المؤيد: “يستطيع العدوّ بغاراته تدمير بيوتنا وقتل نسائنا وأطفالنا لكنه لم ولن يستطيعَ إخضاعنا وأركعانا له ولطغيانه وجبروته، ولن نركع إلا لله، وهذا ما عهده منا ومن شعبنا اليمني منذ الحروب الأولى على محافظة صعدة، وعلى مدى سبعة أعوام من العدوان والحصار المُستمرّ علينا أيضاً”.
ويتابع المؤيد في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نقول للعدو معسكراتنا اليوم خارج المدن والأحياء السكنية وهي في مهمتها الحقيقة ودورها الجهادي الأصيل للدفاع عن دين الله والذود عن المستضعفين في هذا الشعب من بطش وجور دول العدوان والاحتلال والهيمنة العالمية ممثلة بأمريكا وإسرائيل، ولم تعد كما كانت داخل المدن تستخدم لتنفيذ الأجندة الأمريكية ضد أبناء الشعب الواحد والدين الواحد تحت أية عناوينَ طائفية أَو مناطقية أَو سياسية أَو غيرها، بل هي في مكانها الصحيح تحطم مخطّطات الغزاة والمحتلّين وتطهر الأرض اليمنية منهم ومن رجسهم وظلمهم، وسيكونُ لها النصرُ بإذن الله ويومئذ يفرح المؤمنون”.
صحيفة المسيرة