الذكرى السنوية للشهيد.. أسبوعُ الحياة مع الخالدين
عمران نت – تقارير – 17 جمادى الأولى 1443 هــ
يُحْيِى اليمنيون الذِّكْرَى السنويةَ للشهيد، وهم لا يزالون يرزَحُون تحتَ وطأة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ المُستمرِّ للعام السابع على التوالي، في حين يقدم الجيشُ واللجان الشعبيّة دروساً أُسطورية في الشجاعة والبطولة أذهلت العالم.
وابتدأ أسبوعُ الشهيد كعادته بإقامة فعاليات وأنشطة متعددة، وزيارات لروضات الشهداء، وإقامة المعارض، والندوات والأمسيات الخَاصَّة بهذه المناسبة، وخَصَّ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي هذه المناسبة بخطاب تحدث فيها عن الشهداء وعظمتهم وتضحياتهم الجسيمة التي كان لها دورٌ كبيرٌ في إفشال خطط ومؤامرات الأعداء على مدى سبع سنوات مضت.
وخصّص قائدُ الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذكرى السنوية للشهيد من الفترة (13- 20) من شهر جُمادى الأولى من كُـلّ عام، كمناسبة وذكرى السنوية للشهيد؛ وفاءً لدماء قائمة طويلة من قرابين العشق الإلهي، والتعظيم للشهداء والاعتراف بفضلهم والتذكير بسيرهم وقراءة وصاياهم والسِّيَر على نهجهم لاستكمال ما بدأوه، ومواساة أسرهم والشكر لهم والاهتمام بهم، إضافة إلى التأكيد على إيصال رسالة للعدو خلال هذه المناسبة بأننا لن نقبلَ أي تنازل حتى تحرير كُـلّ اليمن وكل الأرض من دنس الغاصب والمحتلّ.
ويقول مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء سعادة السفير عبد الإله حجر: إن شعبنا اليمني يحتفل بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد في ظل معركتنا في الدفاع عن وطننا وقيمنا ودينِنا أمام عدوان تحالف الشر الأمريكي السعوديّ الإماراتي الذي شارف على الثماني سنوات من القتل والتدمير والتجويع والحصار لكسر إرادَة الشعب اليمني واستعادة الهيمنة السعوديّة الأمريكية على جميع شؤون اليمن وتفكيكه وتقسيمه ونهب ثرواته وتمكين قوى الإرهاب التكفيري من محو الهُــوِيَّة الايمانية اليمانية، خدمةً للعدو الصهيوني الغاصب.
ويؤكّـد حجر في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه بفضل مجاهدينا الأبطال من الجيش واللجان الشعبيّة الذين بذلوا أرواحَهم في سبيل الله والموقف الحق فشلت كُـلّ تلك المخطّطات، وينَعَمُ الشعب اليمني بالأمن والأمان والعزة والكرامة، وأحيا شهداؤنا -سلام الله عليهم- القيم الإسلامية والإنسانية التي تأبى الضيم والذل والهوان فاستحقوا بذلك رضا الله ومعيته، واستحقوا تكريمَ الشعب لهم ولأسرهم، فكان هذا الاحتفال السنوي البهيج المقرون بالبذل والعطاء بالمال والنفس احياءً لثقافة الجهاد في سبيل الله وتحفيزًا لشباب الأُمَّــة بأن ينهجوا نهج أُولئك الأبطال الشهداء.
من جانبه، يقول الباحث والمحلل السياسي الدكتور أنيس الأصبحي: إن الشهداء هم ثروة روحية ومعنوية وعاطفية وثقافية وفكرية هائلة؛ لأَنَّ هذه الذكرى ليست كباقي الأيّام والأسابيع، وهي لا تشبه بقية الأعياد، فالشهداء قد خطوا صفحاتهم بحروف من نور، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، لا يهابون الموت، فكانت الشهادة مطلبَهم، رفعوا راية الوطن خفاقة عالية، وقارعوا العدوّ فصمدوا واستبسلوا وانتصروا.
ويضيف الدكتور الأصبحي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن تاريخ الشهداء في وطني سلسلة طويلة من التضحيات التي سُطرت بدماء أشرف الناس، وأحيت بها التراث العربي الأصيل والتقاليد العسكرية العربية المجيدة، فكان اليمنيون عبر مراحل تاريخهم نموذجاً يُحتذى به في الشجاعة والرجولة والإقدام والتضحية.
ويزيد بالقول: نحن كشعب يمني ننحني بكل احترام أمام رجال القوات المسلحة من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، حماة الديار بفخر وإجلال، فهم الذين صنعوا الحريةَ والاستقلال بالنضال والتضحيات، ورووها بدمائهم الزكية العطرة، وَلقد أظهروا الروحَ الإيمانية والوطنية التي تجلت في كُـلّ شبر من أرض الوطن ودافع رجالُها بكبرياء وشرف عن استقلال ووحدة بلادهم، فكان الثمن قافلةً من الشهداء الذين ارتقوا في مواجهة قوى تحالف الحرب العدوانية الأمريكيــة الصهيونيةُ وحلفاء الغدر وكل من تربص شراً باليمن.
ويؤكّـد الأصبحي أن في اليمن الأبية كُـلّ مواطن منا مشروع شهادة، وصرخة شجاعة تقول فداكَ يا وطني، فلولاك ما استبسلوا، ولولاك ما قاتلوا، ولولاك ما انتصروا، ولولاك ما استشهدوا، ماذا أعدد من لولاك وقد مجد اسمك الواحد الأحد،.
ويرفع الأصبحي في الذكري السنوية للشهيد أسمى آيات الشكر للجيش واللجان الشعبيّة لحماة الديار أسياد الزمان الصامدين في كُـلّ الجبهات والمتصديين لكل المؤامرات والفتن الذين لولا تضحياتهم لطبقت أمريكا والصهاينة مشاريعَهم على اليمن، كما ينتهزها فرصة لرفع أسمى آيات التبريك لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أثبت للعالم أجمع بأنه قائد مقاوم وإلى شعبنا اليمني نتوجّـه بالقول: إن النصر قريب بصمودكم ورفد الجبهات ولاهتمام بأسر الشهداء، وهي إلى أرواح شهداء جيشنا ولجانه الشعبيّة الأبرار وأرواحهم الطاهرة التي تنحني الهامات خشوعاً وتكريماً وإجلالا لأرواحهم الطاهرة.
ويقول الأصبحي إنه وفي هذه الذكرى العظيمة ننحني أمام عائلاتهم التي يحق لها أن تفخر كُـلّ الفخر وأن تعتز كُـلّ الاعتزاز بأنها قدمت الأبطال، لتظل اليمن صامدة منتصرة، فتحية لجيشنا ولجانه الشعبيّة، تحية حب ووفاء لرجال جيشنا أُولئك الذين استعذبوا الموت ليحيا الوطن، وواجهوا الموت بتحدي الرجال وشجاعة الأبطال فكانوا وبكل فخر حماة الديار.
ثمار الشهادة
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد القادر عثمان: إننا عندما نحتفل بالذكرى السنوية للشهيد فنحن نستذكر عظمتَهم وفضلَهم الذي ينعكس اليوم على واقعنا في كافة المجالات، فالأمن الذي ننعم به اليوم والعزة التي تتملك كُـلّ الرجال الصادقين والصمود الذي كسر شوكة العدوّ إنما هي ثمار الشهادة، فكل قطرة تسقط من دم شهيد تروي أرضاً وتصنع مجداً وتنتج طهراً.
ويؤكّـد عثمان في تصريح لـ “المسيرة” أن الشهداء هم عظماء الأمم وهم خيارها، ولهذا نحن حين نحيي ذكرى الشهيد إنما نعيد سيرة من بذلوا دماءَهم في سبيل الله رخيصة في نفوسهم وعظيمة عند الله الذي اصطفاهم، وهذا يعزز لدى الأجيال أهميّة هذه المرحلة الحياتية التي تأتي نتيجة إخلاصٍ يصل حَــدَّ الطُّهر لهؤلاء الرجال، وهي مرحلة الحياة الأبدية التي ينعم فيها كُـلّ شهيد بنعيم لا ينقطع.
ويضيف: نحيي ذكرى الشهيد لنؤكّـدَ من منطلق كلام الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه عن الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يُرزقون، أي أنهم يرون ثمارَ الشهادة التي نلمسها في واقعنا ويعيشون كما نعيش مع اختلاف الظروف، مُشيراً إلى أننا عندما نحيي ذكرى الشهيد لنحُثَّ على الاهتمام بأسر الشهداء وأطفالهم وتكريمهم ولنزرع فيهم الشعور بالفخر لما قدمه شهيدهم، ولنجدد العهد لهم بعدم التفريط في دمائهم أَو العبور عليها إلى المصالح الدنيوية، بل نجعل منها دستوراً يرسُمُ لنا خارطة طريق تقودنا دائماً إلى رضا الله.
وفي ظل الأوضاع القاسية التي يمر بها الوطن، وهو يواجُه بكل شموخ العدوان الأمريكي السعوديّ تأتي هذه المناسبة (الذكرى السنوية للشهيد) لتذكرنا بعظمة ما صنعوه، وتنحت في الذاكرة أمجادهم وبطولاتهم التي لا تنسى.
ويؤكّـد الكاتب والباحث وجدي الصراري أنه لا يمكن أن ننسى تضحياتِ الشهداء، فهم طليعةُ المجتمع والحجارة التي يبنى عليها المستقبل.
ويشير الصراري في تصريح خاص لصحيفة المسيرة” إلى أن إحياء ذكرى الشهيد ليست مناسبةً سياسية لكنها مناسبة إنسانية تنطلقُ من عمق مشاعرنا، وأرواحنا، فالشهداء هم إخوتنا وأصدقاؤنا وجيراننا وأهلنا، وهم منا ونحن منهم، وهم من قدموا حياتهم لنحيا نحن.
ويؤكّـد الصراري أن من المهم إحياء هذه المناسبة وتكريم تلك الأرواح الطاهرة التي قدمت عظيمَ التضحيات في سبيل الله والدفاع عن هذا الوطن وحريته واستقلاله، موضحًا أن هذه الذكرى المعطاءة مليئة بالدروس العظيمة والمهمة، والتي نتزود منها: قوة العزم والإرادَة الفولاذية، وقوة التحمل والاستعداد العالي للتضحية في مواجهة هذه التحديات مهما كان مستوى التضحيات.
صحيفة المسيرة