عندما تتكشف الحقائق تتضح المقاصد
د. شعفل علي عمير
الحقائقُ هي تلك المسلَّمات التي لا يختلفُ عليها اثنان، وتبقى الحقيقة مسلَّماً بها إلى أن تتضح مقاصدُها، فإن كان القصد منها هو الغاية التي انطلقت منها ولأجلها هذه الحقيقة وإلا فَـإنَّ الحقائقَ تناقض المقاصد منها، وحريٌّ بنا أن نعرف المدى الذي تكشفت فيه الحقائقُ وتعرّت مقاصدها في واقعنا حتى لا نكونَ ضحايا تلك الشعارات التي ينجرُّ خلفَها الكثيرُ من شباب الأُمَّــة.
وصدق قائد المسيرة رضوان الله عليه عندما قال (إننا في زمنِ كشف الحقائق)، فقد تكشفت الكثيرُ من الحقائق، وتجلت مقاصدُها بشكل سافر خلالَ العدوان والحصار على اليمن وعرف الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية الكثير من الحقائق التي لم تكن لتظهر لولا هذا العدوان، تبينت مقاصد الحرب على اليمن لدى الكثير من اليمنيين عندما يسألُ اليمني نفسه عن المبرّر من تواجد قوات أجنبية في جزيرة سقطرى أَو محافظة المهرة أَو في كثير من المناطق البعيدة أصلاً عن الصراع.
تتجلى المقاصد أَيْـضاً عندما يسأل الإنسان نفسَه عن مبرّر تواجد القوات الإماراتية وكذلك السعوديّة في مطارات وموانئ اليمن، يتعجب أكثر أي يمني من تواجد وسيطرة الإمارات على ميناء بلحاف والتحكم بالنفط والغاز والثروات اليمنية، الحقيقة تقول إن هذا التحالف جاء ليستعيدَ ما يسمونها “الشرعيةَ”، فقد كشفت دولُ العدوان عن نواياها فاتضحت مقاصدُها الحقيقية التي انطلقت على أَسَاسها مبرّرات العدوان والحصار على اليمن، ولم يتبقَّ ما يبرّر للمرتزِقة وقوفهم مع العدوان على بلدهم غير مصالح من زجوا بهم كمرتزِقة؛ مِن أجلِ تضخم أرصدتهم في الخارج، وخدمة من يتواجدون في فنادق دول العدوان، فمتى يعي شبابُنا حجمَ المؤامرة عليهم وعلى وطنهم، متى يصحون من سباتهم ليعرفوا مدى الاستهانة بهم ومدى الاستهتار بدمائهم من قبل مرتزِقة الفنادق البعيدين عن المواجهة كما بعدهم عن الوطنية.
فضحَ أَيْـضاً العدوان على اليمن كثيراً من المقاصد ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب، إنما على المستوى الأممي، فأصبحت منظماتُ الأمم المتحدة أحدَ الأذرع في شرعنة العدوان على اليمن وسكوت منظماتها الإنسانية والحقوقية عن كُـلّ جرائم الحرب والحصار التي تُرتكَب بحق الشعب اليمني.
لم يعد للجانب الحقوقي الحق أن يتكلم عن الحقوق، لم يعد للجانب الإنساني الحق أن يتكلم عن الإنسانية، أصبحت الحرب والحصار على اليمن المحكَّ الحقيقي لكل المنظمات التي تتشدق بالإنسانية، أصبح العدوان والحصار على اليمن الاختبارَ الحقيقي الذي رسب فيه العالمُ برمته بالرغم من سهولة الحل لهذا الاختبار.