كَبُرَ قرداحي وتقزّمت السعوديّة
محمد صالح حاتم
تقديم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالتَه من منصبه، وتغليب مصلحة لبنان يضعُ السعوديّة في مأزق ويفضح مخطّطاتها التآمرية على لبنان..
فطبيعة الحرب على اليمن لن تتغيّر بعد تقديم قرادحي استقالته، بل ستؤكّـدها، وتثبت صوابية موقف قرداحي، الذي عبر عن رأيه أنها حرب عبثية.
فبعد تقديم قرداحي استقالته، لن تتغير السياسة السعوديّة تجاه لبنان، ولن يتغيّر موقفها، حتى وإن تمت إعادةُ السفراء إلى الرياض وبيروت؛ لأَنَّ المقصود هو حزبُ الله، وليس قرداحي أَو موقفه من الحرب على اليمن، وليس إلا شماعة إرادَة السعوديّة الضغط على الحكومة اللبنانية، لعزل حزب الله عن الساحة السياسية في لبنان، وأن يكون في نظر اللبنانيين جماعة متطرفة إرهابية، وليس حزبا ًسياسيًّا، وسحب السلاح الذي يمتلكه والذي بفضله تم تحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة من قبل إسرائيل.
قرداحي كَبُرَ كَثيراً بموقفه من الحرب على اليمن، وكذلك تغليب المصلحة اللبنانية، ويسقط الذرائع التي بها تتحجج السعوديّة ودول الخليج.
السعوديّة تريد أن يبقى لبنان تحت إدارتها، وهي من تدير السياسة اللبنانية من داخل السفارة السعوديّة، وتستغل الظروف السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.
ولا ننسى أن الاستقالةَ جاءت لتكشفَ كذلك اليدَ الطولى لفرنسا في لبنان؛ باعتبَارها هي الراعية لها، وهي من تدير الملف اللبناني، وقد رأينا هذا عندما تم احتجازُ سعد الحريري في الرياض، ولم يتم الإفراجُ عنه إلا بتدخل فرنسي، واليوم يكرّر نفس المشهد.
لبنان البلد الصغير الذي تعصف به المشاكل السياسية والاقتصادية؛ بسَببِ الولاءات الخارجية للتيارات والأحزاب والطوائف اللبنانية، تتجاذبه اليوم الأطماعُ الخارجية الأمريكية، والفرنسية، والسعوديّة، والهدفُ هو ضربُ حزب الله؛ بهَدفِ حماية “إسرائيل” من سوريا وإيران؛ كون الحزب يتلقى الدعمَ من الدولتين، وكذلك كان له دورٌ كبيرٌ في القتال إلى جانب الجيش السوري في حربه ضد قوات التحالف الأمريكي وأدواته القاعدة وداعش.
الأيّام ستكشف عدمَ تغيير الموقف السعوديّ من لبنان حتى بعد تقديم استقالة قرداحي، وكذلك لن تتحسن الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها لبنان ولن يستقر سياسيًّا.