عظمةُ القيادة وصوابيةُ القرار
د. مهيوب الحسام
إن شعباً عظيماً بهذه القيادة المؤمنة المجاهدة الواعية المدركة العظيمة الاستثنائية في هذا الزمن الاستثنائي الذي تكالبت فيه كُـلّ قوى الشر والإجرام في العالم على الشعب اليمني لهي قيادةٌ جديرةٌ بالثقة لقيادة هذا الشعب وشعوب الأُمَّــة كلها، كيف لا? وهي مَن حملت لواءَ المسيرة القرآنية بعد الشهيد القائد سلام الله عليه، وبكل جدارة حملت على عاتقها قضيةَ الشعب ومسؤولية قيادته نحو الحرية والاستقلال والعزة والكرامة والنصر بعد دهر من ضلال وذل وهوان عاشه الشعب تحت نظام وصائي عميل، مستهدِفاً إياه في قيمه وأخلاقه وهُــوِيَّته الدينية والوطنية لمصلحة أعدائه.
قيادةٌ عظيمةٌ لشعبٍ عظيمٍ مضت باعثةً فيه وعيَه وَروحَه الوطنية وهُــوِيَّته الإيمانية وبها يمضي لنيل حريته واستقلاله، وحقّق الله له على يديها من العزة والكرامة ما لم يتحقّق له في أي وقت مضى عبر تاريخه ولولا توفيق الله له بهذه القيادة لكان يرزح ليس تحت النظام الوَصائي العفَّاشي بل تحت أسوأ ما فيه والذي حكم بعد ثورة شبابه في 11 يناير 2011م وعمل على تثبيت الوَصاية التي كانت من تحت الطاولة لشرعنتها وبعقد رسمي وبشروط جزائية والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وفرض الأقلمة التقسيمية التمزيقية.
قد يقال بأن هذا الشعبَ هو نفسُه أَيَّـامَ العهد الوَصائي وقبله حين قام عدوان اليوم باغتيال رئيسه الشهيد إبراهيم الحمدي ولم يستطع فعلَ شيء بل حكمه القاتلُ وزَجَّ به بفتن وحروب داخلية لا تنتهي وبعد وحدته أدخله في حرب ظالمة لمصلحة أعدائه وشخصه، ولم يستطع الشعبُ تجنُّبَها ولا معالجة آثارها، ثم زج به عدوَّه الحاكِمَ في ست حروب على صعدة.
أقول: نعم وأضيف بأنه وبعد ثورة هذا الشعب في 2011م على نظام الوَصاية والتبعية والارتهان رأينا كيف تآمرت أحزابُه ونُخَبُه مع رأس النظام عليه وعلى ثورته وصادرتها ولم يستطع الحفاظَ عليها أَو رفض ما آلت إليه، وهنا تجلت عظمةُ هذه القيادة في تحَرّكها بأحرار وشرفاء الشعب فحملت قضيته وأعادت إليه ثورته في ثورة 21 سبتمبر 2014م التي من أبرز أهدافها الحرية والاستقلال واستعادة القرار الوطني.
أدَّت هذه الثورة لصدمة ورعب الوَصي بأصيله الأمريكي وأداته التنفيذية وأدرك خروج الأمور عن سيطرته تماماً فسحب سفيريه الحاكمين للنظام والشعب وكان ذلك إيذاناً بعدوان يهدف لإخضاع الشعب وإعادته للوصاية من جديد وبالقوة العسكرية، وبعدما أعلن عدوانه من واشنطن قرّرت جُـلُّ منظومة النظام الوصائي الالتحاق بالعدوان ضد وطنها وشعبها وقرّرت قيادتُه الثورية العظيمة الوقوفَ مع شعبها في مواجهة هذا العدوان كموقف حق وعدل وواجب ديني وطني مع الله وجهاداً في سبيله حتى النصر الموعود، وأظهرت الأيّام عظمةَ القيادة وصوابية القرار.