قياداتُنا وقياداتُهم
منصور البكالي
العدوانُ الأمريكي السعوديّ على شعبنا اليمني كشف الكثيرَ من الحقائقَ التي طالما غُيِّبت خلال العقود الماضية عن أبناء الأُمة.
وكان العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا معياراً دقيقاً استطاع الفرزَ بين كينونة ومعادن مختلف القيادات السياسية الفاعلة والمؤثرة في صناعة الأحداث والتحولات في المنطقة، واهتماماتها وحقيقة مشاريعها وإلى أين تقودُ شعوبَها ولخدمة من تعمل ومن أية جهة تستقي خُطَطَها واستراتيجياتها ومعلوماتها.
فظهرت إلى العلن مختلفُ الحقائق بأهدافها الواضحة والجلية، وباتت الشعوب مدركةً أكثرَ من أي وقت مضى إلى أين يراد السيرُ بها وفي أي قطار هي اليوم عليه ونحو أية جهة تقادُ إليها.
وكان من نتائج هذا الفرز أن الشعوبَ الإسلامية اليوم واقعةٌ بقياداتها بين خيارين لا ثالثَ لهما، إما الاستمرارُ في قطار تقودُه قياداتٌ صنعتها ودرَّبتها الهيمنةُ الأمريكية الصهيونية المستهدِفة للأُمَّـة في هُــوِيَّتها ودينها وحريتها وكرامتها وثقافتها ومقدساتها ومقدرات شعوبها، أَو سرعة النزول لركوب قطار يقودُه ربانُ المقاومةِ الإسلامية، أَو الانتظار على الدرب لوصولها إليها لتنجوَ باللحاق برَكْبِها.
وإذا كانت قياداتُ دول العدوان على اليمن تقودُ شعوبَها للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وتزُجُّ بها في أتون ثقافة الانحطاط والتعري والتنكر للهُــوِيَّة والدين تحت مسميات الانفتاح والوسطية والسلام المشترك والإبراهيمية، فَـإنَّ قياداتِنا تقودُنا اليوم إلى الثقافةِ القرآنية وتشدنا للارتباط بالله وكتابه ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم، وتحيي فينا الروحَ الجهادية أكثرَ من أي وقت مضى.
إن قياداتِنا تدعو إلى إحياءِ قيم الوحدة والتكافل والتراحم والعدل بين أبناء الأُمَّــة، فيما قياداتُهم تعملُ على إحياءِ المناطقية والمذهبية وزرع التفرقة وتعميم الفوضى والحروب والنزاعات بين أبناء شعوب الأُمَّــة والهرولة إلى أحضان اليهود والمستكبرين، وتسليم مقاليد الأمور إليهم ليتحكموا بها.
إذن الفرقُ بين قياداتنا وقياداتهم، فقياداتنا تقودُ الأُمَّــة وشعوبَها نحو طريقِ العزة والحرية والقوة والفلاح والنصر والتمكين، على درب الرسل والأنبياء ووفق المقاصد التي نزلت به الكتبُ السماوية، فيما قياداتُهم تجُرُّهم نحو طريق الذل والضعف والخنوع والاستعباد واللهو والإغواء على درب الشيطان وأعوانه وجنوده، ووفق المقاصد الشيطانية الهادفة لأغوى عباد الله أجمعين.
والمقصَدُ أن تدركَ شعوبُ أمتنا سبيلَ نجاتها وفلاحِها في الحياةِ الدنيا والآخرة، وتعرفُ خلفَ مَن تقف، وفي أي خندق هي، ولا ضيرَ بمراجعة الحسابات قبل فوات الأوان، وإلى الله قصد السبيل.