السعوديّةُ في لبنان كما اليمن
سند الصيادي
في خِطابِه بذكرى “يوم الشهيد” في لبنان، أفرد السيدُ حسن نصر الله مساحةً للحديث عن الأزمة اللبنانية السعوديّة المفتعلة، وفيها عرَّج على اليمن كقضيةٍ يجُرُهَا السعوديّ إلى مربع الصراع مع لبنان زوراً وَبُهتاناً، وَبعد أن عرّى النظام السعوديّ وسلوكيات “الولدنة” التي مارسها وَلا يزال ضد لبنان، وعن دوافعها وَأسبابها المستغرَبة، قارنها بردود فعل أُخرى كان يجب أن تصدر عن هذا النظام المتنمِّر فقط على الأوطان العربية، فيما يبدو ذليلاً وجبانا أمام تصريحات الغرب تجاهه، وكذلك موقفه من القضايا العربية والإسلامية الكبرى.
وفي خطابه رسائلُ معظمُها موجَّهةٌ إلى الداخل اللبناني وتحديداً لأتباع المملكة وحلفائها، بأن ما قامت به من تصعيد ضد لبنان تجاوز المنطقي والمقبول، وَأظهر العدائيةَ المفرطةَ التي تدحض مواويل صداقتها لدولة وَشعب لبنان التي طالما تغنت بها وردّدها حلفاؤها، فالعقابُ لم يستثنِ أحداً ولم يراعِ مشاعرَ حتى مواقف الموالين والأتباع.
ما أشبهَ الحال اللبناني اليوم بالواقع اليمني، وتحديداً ما يتعلّق بالموقف السعوديّ والنظرة الاستعلائية والعدائية لهذا النظام ضد الشعبَين الشقيقَين وَالشعوب والأوطان العربية جمعاء، وهو سلوك متقادم منذ نشأة هذا الكيان، غير أنه ومع تطورات الأحداث يتجلى اليوم في أبشع صوره، وَيفقد مع تنامي محور العزة والكرامة ما بقي له من جمهورٍ وَسُمعة.
وعن اليمن قال السيد حسن كلاماً يثلجُ الصدورَ، مضافاً إلى مواقفه التاريخية المشرِّفة والمنحازة إلى شعبنا وَهُــوِيَّته وَمظلوميته، وَإلى جانب هذا الموقف كان حريصاً على توجيه النُّصحِ للمملكة بأن لا تستنزفَ الجهدَ والوقتَ للبحث عن حلولٍ لهزيمتها في مأربَ وعدوانها على اليمن خارجَ حدود اليمن وَخيارات شعبه، كما أن عليها أن لا تستمرَّ في رفضِ وإنكارِ الواقع اليمني الذي وُلِدَ من روح الثورة السبتمبرية عزيزاً وَقوياً وَمصنِّعاً وَمطوِّراً.
بقي أن نشيرَ إلى أن المضامينَ التي حملها خطابُ السيد حسن، تتناغَمُ في فكرتِها وَموضوعيتها مع الخطابات التي ظل يصدرها قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- منذ بدايات العدوان، وبها انحاز الوعيُ اليماني إلى قائده وحدث الاصطفافُ الوطني الذي أثمرَ الصمودَ واستحق الانتصار.