انتصاراتُ مأرب تحطِّمُ مآرب تحالف العدوان
وسام الكبسي
على وقع الانتصارات التي يحقّقها الجيش واللجان الشعبيّة في جبهات مأرب واقترابهم من المدينة أكثر بل وتطويقهم لها من أكثر من جهة تستنفر الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة (بايدن) بمعية الأمم المتحدة للحيلولة دون تحريرها من أذيالهم محاولة كسب الوقت لإعادة تموضع تلك الأدوات القذرة وترتيب صفوفها من جديد في أكثر من محور لإعادة الكرّة من جديد إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، إلا أن تلك المحاولات (المراوغة) لن تصل إلى نتيجة طالما والموقف اليمني ثابت ومبدأي وهو تحرير كُـلّ التراب اليمني من دنس المحتلّ وهي مسؤولية وطنية ودينية على عاتق الأحرار من أبناء يمن الحكمة والإيمان.
فبعدُ التقدُم الواسعُ والاستراتيجيُ للجيش واللجان الشعبيّة وتطهير مناطق واسعة جِـدًّا مُرورًا (بنهم والجوف وقيفة وتطهير كامل محافظة البيضاء ومديريات مراد وبعض من مديريات شبوة) أدرك العدوّ الصهيوني والإدارة الأمريكية بأن أحلامهم ستتلاشى وَآمالهم باتت في مهب الريح وأن كُـلّ ما بذلوه في سنوات عدوانهم السبع سيذهبُ سدى ولن يعود عليهم بأية فائدة لذا عمدوا إلى تجميع أدواتهم المتناقضة من (داعش وقاعدة ومرتزِقه محليين ودوليين وخبراء أمريكيين وصهاينة) لإدارة المعركة في مأرب؛ كونها معركتهم بالدرجة الأولى ويعرفون جيِّدًا ماذا يعني تحريرها من دنسهم وسيطرتهم!.
لقد جعلوا محافظة مأرب حجر الزاوية في تجميع المتناقض وتوحيده لصالح هدف صهيوني أمريكي استراتيجي على كُـلّ المستويات والمسارات (الاجتماعية والسياسية الاقتصادية) وحتى (ديمغرافية) ليتسنى لهم رسم خريطة المنطقة من جديد كما يحلو للصهيوني.
ومن الملاحظ أن الرئيس الأمريكي الجديد (بايدن) كان له أكثر من تصريح منذ وصوله البيت الأبيض عن وقف الحرب على اليمن ليس حباً في اليمن واليمنيين أَو حتى نظراً للحالة الإنسانية والمأساوية التي يعيشها اليمنيون جراء عدوان كوني أعلن من واشنطن في ظل حكم حزبه الذي ينتمي إليه بل محاولاً تلميع وجه أمريكا القبيح الذي يزداد قبحاً يوماً إثر يوم أَو بالمستوى الأدنى انتشال أدواته من مأزقٍ حتمي وقعوا فيه وخَاصَّة بقرتهم الحلوب (مملكة آل سعود) وكلما أقترب الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير مأرب تتصاعد التصريحات بتناغمٍ مزدوج بين الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة مع الاستمرار في الابتزاز في الملف اليمني بوضع الاحتياجات الإنسانية المشروعة للشعب اليمني مقابل مكاسب سياسية وعسكرية في مقايضة وقحة تكشف عدم تغيير سلوكها العدائي تجاه اليمن، وهذا السلوك العدائي الذي تسير به في الاتّجاه المعاكس جعلها مفضوحة أكثر حتى لدى المواطن البسيط.
فالتحَرّك الأمريكي المتصاعد والملتوي يكشف مدى أهميّة محافظة مأرب لدى قوى العدوان وعلى رأسها العدوّ الصهيوني والأمريكي فهي تعني لهم الكثير الكثير وكأنه حلم كاد أن يتحقّق بفضل أدواتهم الطيّعة والرخيصة فيسعون بكل جهد للمحافظة عليه والوصول إلى مآرب وغايات كبيرة لا يفقه أهميتها إلا صانعو القرار في (اللوبي الصهيوني والموساد الإسرائيلي بمعية السي آي أي والبيت الأبيض) مع أن هناك مآربَ آنيةً للسعوديّة تتمثل في تأمين حدودها الجنوبية بالسيطرة على مَأرب الاستراتيجية ومحيطها الجغرافي الهام وما تحويه من بحيرة نفطية وغازية بِكر، وهو هدف يحقّق الهدف الأهم لإسرائيل؛ كون الجميع يعمل لصالح الصهيونية العالمية.
معركة مأرب ستقلب المعادلات رأساً على عقب وستحطم مآرب قوى تحالف عدواني (ابتداء من أمريكا بمشاركتها الفعلية واللوجستية وجميع حلفائها وأدواتها في العالم بما فيها الكرتون التركي) تحالف كاد أن يستنفد كُـلّ طاقاته المعنوية واستخدم كُـلّ أوراقه للسيطرة على اليمن طيلة سبعة أعوام من الإجرام والحصار وقد بات واضحًا بأن معركة مأرب هي معركة الحسم والاستقلال اليمني في مواجهة كُـلّ قوى الاستكبار العالمي الطامع وقد باتت محسومة -بفضل الله تعالى وحكمة القيادة القرآنية ووعي الشعب- وأصبح العدوّ يعي جيِّدًا بأن مآربه وأهدافه تتحطم كلما تحرّر موقع أَو تطهر جبل سقط هدف من أهدافه، وكلما تحرّرت جبهة في مأرب تحطم مَأرب من مآربه، وإن الصبْحَ لناظرِه قريب.