عملية ربيع النصر.. أقدام الحفاة تدك أهم قلاع تحالف العدوان
عمران نت – تقارير – 22 ربيع الأول 1443هــ
منذ بداية شهر ربيع الأول الذي يعتبر بحق ربيع الانتصارات توالت الأحداث والانتصارات الكبرى لحد أصبح من الصعوبة مواكبة ما يحدث فما إن تنتهي عملية كبرى حتى يُعلن عن عملية أخرى بيد أن تلك اللوحة البشرية العظيمة التي رسمها الشعب اليمني في الميادين المحمدية احتفاء بالمولد النبوي المبارك تعد بحق معجزة أمنية وتنظيمية فإن يتدفق ملايين اليمنيين إلى الساحات حتى اكتظت بهم دون أن يحدث أي حدث أمني واحد لهو بحق انتصار أمني وتنظيمي كبير.. وعلى صعيد آخر كانت الانتصارات العسكرية في ميادين مقارعة قوى الغزو والاحتلال هي الأخرى معجزات ربانية يصعب وصفها فعملية فجر الانتصارات لم تكن تنتهي حتى أعلنت وزارة الدفاع عن عملية أخرى حملت اسم (ربيع الانتصار) تكللت بتطهير قرابة 3200 كم مربع
وامتدت من محافظة شبوة إلى مشارف مدينة مأرب وحققت العمليتين تقدمات وانجازات كبرى ومكاسب ميدانية وغنائم عسكرية ضخمة لصالح الجيش واللجان الشعبية كل ذلك عزز فرضية استحالة تحقيق الغزاة أي انجاز يذكر وأن مصيرهم كمصير من سبقهم من الغزاة.
تفكك تحالف العدوان وانهيار تشكيلاته العسكرية
التكتيك العسكري المنظم والعمليات النوعية المدروسة والصبر الاستراتيجي والمعنويات الجهادية العالية لدى الجيش واللجان الشعبية وحكمة القيادة في التعامل مع التفوق العسكري النوعي العدوان الأمريكي السعودي كل ذلك عزز من قدرات الجيش والجيش واللجان الشعبية لتجاوز نقاط الضعف والتغلب على كل الصعوبات والتحديات لينتقل من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم ومن وضعية الاكتفاء بردة فعل إلى وضعية صناعة الفعل لتأتي في النهاية وبعد سنوات من الصمود والصبر والعمل الدؤوب والتضحية ثمار عظيمة تمثلت في العمليات النوعية والانتصارات الميدانية الكبيرة وفي المقابل انهيار قوى العدوان وتفكك قواهم العسكرية وتلاشى تلك الجيوش التي أنفقوا عليها المليارات في تدريبها وتسليحها وفي الأخير يصرحون في وسائل إعلامهم أنهم فقدوا الثقة في مرتزقتهم لأنهم أصبحوا عاجزين عن تحقيق أي انجاز بل كل انجازاتهم هو الهروب ونهب الموارد التي تحت أيديهم..
لقد كان أكبر انجاز حققه تحالف العدوان الأمريكي السعودي هو تفريخ الفصائل التي باتت تتصارع فيما بينها ففي الوقت الذي شكلت فيه الإمارات ما يسمى المجلس الانتقالي إضافة إلى قوات طارق عفاش كانت السعودية قد احتضنت داعش والقاعدة في البيضاء وشبوة وحزب الإصلاح في مأرب وحضرموت وأجزاء من شبوة كل هذه الفصائل الميليشاوية تعتبر دليل واضح على حالة التخبط الذي يعيشه العدوان.
التفاف نوعي
سعيا لإبقاء ما يمكن الإبقاء عليه عزز العدوان الأمريكي السعودي مواقعه في محافظة مأرب التي تعتبر آخر قلعة له وكونها محافظة استراتيجية بما تمتلكه من نفط وغاز إضافة إلى رمزية المحافظة بالنسبة لقوى العدوان وبالتالي فقد جلب لها آلاف من المقاتلين من مختلف المحافظات إضافة إلى المئات من التكفيريين وباسناد جوي مستمر كما تحركت أمريكا وبريطانيا ومجلس الأمن والأمم المتحدة ودول عدة دبلوماسيا في محاولة أيقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مأرب وكانت مهمة الجيش واللجان هو كسر الخطوط الدفاعية للعدو خاصة وأنها محصنة تحصينا جيداً ومسلحة بأحدث الأسلحة وكنتيجة لمخاوف العدوان المستمرة من سقوط مدينة مأرب لجأت لإشعال جبهة جديدة في البيضاء من خلال تحريك الخلايا التكفيرية وأطلقت قوى العدوان مسمى (عملية النجم الثاقب) على تلك التحركات وروجت لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية كل ذلك منح الجيش واللجان الشعبية فرصة للالتفاف على مأرب من الجهة الجنوبية فتمكنت طلائع الجيش واللجان الشعبية من اختراق صفوف الجماعات التكفيرية وانزال أقسى الهزائم بهم وتحرير محافظة البيضاء بالكامل كما واصل الجيش واللجان تقدمهم باتجاه محافظة شبوة بهدف قطع خطوط اسناد المرتزقة في جبهات مأرب وتمكنوا بفضل الله من تحرير ثلاث مديريات في محافظة شبوة ثم توجهوا باتجاه جبهات مأرب وتم تطهير مديريتي العبدية وحريب وهناك أنباء لحظة كتابة هذا التقرير عن تمكن أبطالنا من تحرير مديرية الجوبة التي تشكل البوابة الجنوبية لمدينة مأرب.
الوضع العسكري في مأرب
بات من الواضع أن الجيش واللجان الشعبية يتقدمون بشكل مستمر وبثبات وسط تخبط قوى العدوان ومرتزقتهم وبات من المؤكد أن قرار تحرير مأرب قد صدر وأن الجيش واللجان الشعبية عازمون على تطهيرها من الغزاة وأدواتهم لقد قدمت القيادة والمجلس السياسي الأعلى كل ما يمكن تقديمه من أجل تجنيب المحافظة الحرب عبر نقاط محددة هي في صالح أبناء مأرب لكن قوى العدوان ومرتزقتهم خاصة حزب الإصلاح يريدون نهب موارد المحافظة من نفط وغاز والاستحواذ عليها وتهريب عائداتها لشراء العقارات في مصر وتركيا وغيرها من البلدان لصالح الحزب وزبانيته..
وعلى صعيد التطورات العسكرية باتت قوى العدوان تدرك جيدا أن المدينة في حكم السقوط وتسعى لمحاولة الالتفاف على تقدم الجيش واللجان الشعبية من خلال مجلس الأمن وممارسة الضغوط الخارجية ومحاولة التصعيد العسكري جوياً ولكن ذلك يبدو أنه لا يرهب القيادة اليمنية التي هي ماضية في طريقها نحو تحرير كل شبر من أرض اليمن حسب وعدها.
كما لوحظ الترحيب الكبير والواسع لأبناء المديريات التي تم تحريرها لحظة دخول الجيش واللجان الشعبية ما يؤكد أن أبناء مأرب قد ضاقوا ذرعاً من العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته وباتت وعود الرخاء والازدهار التي وعدهم الغزاة بها مجرد سراب وأن انهيار الريال اليمني وارتفاع الأسعار يؤكد حقيقة اهداف العدوان وأن الغرض الوحيد هو اذلال الشعب اليمني بكل فئاته..
عملية ربيع النصر.. لا مكان للخونة العملاء
عن تفاصيل عملية ربيع النصر بحسب بيان وزارة الدفاع يقول المتحدث باسم القوات المسلحة العميد سريع (بمشاركة أبناء المناطق المحررة في هذه العملية باشرت الوحدات العسكرية المكلفة بمهمة التحرير تنفيذ العملية وفق الخطة العملياتية وحققت وحداتنا العسكرية خلال الأيام الأولى للعملية تقدماً ميدانياً كبيراً وذلك بفضل الله تعالى ثم بتعاون أبناء تلك المناطق وموقفهم المسؤول تجاه انفسهم وتجاه قواتهم المسلحة التي سارعت على تأمين مناطقهم قبل أن تتولى الجهات المختصة من الأجهزة الأمنية توفير الأمن والاستقرار لتلك المناطق.
وقد نجحت قواتنا بعون الله تعالى في تحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين من محافظة شبوة وتحرير مديريتي حريب والعبدية وأجزاء من مديريات جبل مراد والجوبة بمحافظة مارب ليصبح إجمالي ما تم تحريره خلال عملية ربيع النصر 3200 كيلومتر مربع.
وأكد العميد سريع أن العملية أسفرت عن مقتل واصابة وأسر 1840 منهم 550 قتلى و 1200مصابون و90 اسيراً.. ومن بين القتلى قيادات مما يسمى داعش والقاعدة والتي كانت تتخذ من العبدية وكراً من اوكارها وهناك تتلقى الدعم والاسناد من قبل تحالف العدوان وقيادات المرتزقة في محافظة مارب.
وأضاف : أن العملية أدت إلى اعطاب واحراق وتدمير ما يقارب 160 آلية ومدرعة وعربة وناقلة جند إضافة الى تدمير 180 أسلحة، كما نجحت قواتنا في تدمير 5 مخازن أسلحة واسقاط اربع طائرات استطلاعية منها سي اتش فور، بالإضافة لاغتنام عشرات المدرعات والآليات..
وقال العميد سريع ” إن القوات المسلحة وهي تكشف تفاصيل عملية ربيع النصر تؤكد على الدور المشرف والبارز لقبائل محافظات البيضاء وشبوة ومارب في العملية.. وقد عبرت مواقف هذه القبائل الأبية عن أصالتها الإيمانية بانتصارها لكرامتها الوطنية ومبادئها المعبرة عن نخوتها وعزتها.
ودعا المواطنين في مدينة مارب الى الابتعاد عن المقرات التي يتخذها المرتزقة لأغراض عسكرية بما في ذلك مقرات قيادات المرتزقة من الذين نهبوا أموال الشعب ولديهم الأرصدة في بنوك الخارج فمثل هؤلاء لن يفلتوا من عقاب هذا الشعب عاجلاً أم آجلاً.
وجدد التأكيد أن معركة الشعب اليمني الحقيقية .. هي هذه المعركة .. معركة التحرر والاستقلال .. فلا بناء ولا عزة ولا كرامة ولا أمن ولا استقرار إلا باستقلال كامل وشامل .. فلا يمكن لأي شعب أن يحقق أهدافه في ظل الوصاية وفي ظل الاحتلال .. ولا يمكن لأي شعب أن يحقق طموحاته إلا أن يكون بلده مستقلاً يمتلك قراره الوطني ويفرض سيادته على أرضه ومياهه.
واختتم متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع مؤتمره بكلمة للشعب اليمني قائلا ” أبناء بلدنا الصامد أبناء شعبنا الصابر المجاهد.
سجلوا بكل فخر حضوركم في هذه المعركة، فلا عملاء ولا مرتزقة ولا وصاية ولا احتلال إن واجب الانتماء لهذا الوطن يفرض على كل يمني أن يكون مع الشعب في معركته المصيرية، معركة التحرر والاستقلال.