يمانيون للمصطفى هتفوا
بدرة الرميمة
نرجو قدومَك، فالأنصار في فرحٍ، يترنمون ابتهاجاً وسروراً، ما خاب شخصٌ في ذكراك نسياً أَو غروراً، أنت الذي ألقيتَ في أوصافنا أربعين حديثاً، فحبنا لك يا نور الصدور.
رغم ما يمر به اليمانيون من حصارٍ عتيد وشديد، سواء بري وبحري ولا يخفى السماء، حتى لا يدخل لنا حتى حبة غذاء؛ إلا أن اليمانيين يستقبلون الربيعَ بمثلِ ما تستقبل الأشجار الورود في بهائها.
صنعاء تتزينٌ وكأنها عروسة مكتسية ولونها الأخضر زاد من بريق جمالها، نلوح في الشوارع وما زلنا في نهاية المحرم ولكن أجواء السرور تزور كُـلّ جهة في صنعاء، أضواء شعارات ناهيك عن الابتسامات المحمدية.
تستقبل المنازل في صنعاء الربيع المحمدي بفتحها وَتحشيد النساء إليها حتى تقيم الذكر الأحمدي بموالد روحانيه وسيرة نبوية وقوة إيمانية، ثم تُزين بيتها بأضخم الزخارف الخضراء لوناً حتى تستذكر وقوفها عند رسول الله في جنةٍ خضراء.
نلف مرةً أُخرى حول صنعاء فنزور مدارس العزة والإباء وذاك العلم يرفرف في ساحتها ويحوطهُ زينة خضراء حتى تزيدهُ شموخاً نبوياً، فنستمع طالباتٍ في سن الطفولة والشباب تهتف: “لبيك يا رسول الله”، حتى زاد شوقي لرويته عليه السلام وعلى آله، دخلت الطالبات فصولهن، لنغادر إلى محطةٍ أُخرى فستوقفني جدرٌ حول أرضية لا نعلم مالكها ولكنها ملونة بلون الخضرة ومزينة بزينة الشجرة ومكتوب عليها: “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ”.
واصلنا المسير حتى وصلنا إلى أمام الوزارات والمرافق الحكومية (مستشفيات- مراكز العلم- وشركات) وعلى سطوح المباني أُناسّ ترمي الزينة النبوية وكلاً يوزع ابتسامته المبتهجة بالفرحِ ويدهُ تمسك راية محمد ورفرفتها تتسابقُ مع الرياح.
انتهينا من صنعاء حتى رأينا بقية محافظات الجمهورية تترنم وتستعد لتستقبل المولد النبوي..
فعجبتُ عجباً هل الجبهات تستقبل المولد أَيْـضاً معنا!! أم أنها منشغلة بالعدوّ فقط!؟
يأتي إلينا الرد بقوةٍ محمدية ترسم راحةً ونسمةً إيمانية لتقول لنا: إن مكة استقبلت النبي في نصرها على أبرهة وجيشه وعلى فارس ونارها وعلى كسرى وعروشها؛ فنحن اليوم في يمن الإيمان نستقبل النبي بنصرٍ نبوي أَيْـضاً، النصر العظيم لعملياتنا سواء المسيرة أَو تحرير الأراضي أَو الصواريخ البالستية أَو قتل وأسر المرتزقة والتي كانت بالمئات، وكذَلك استقبلناهُ بنصرٍ عظيم آخر هو تطهير البيضاء كاملةً؛ وانتظرونا بالمزيد من الانتصارات بيوم المولد حتى تكون فرحتنا بالمثل.