في رحاب المولد النبوي الشريف
خلود الشرفي
ونحن على موعد مع مولد النور، وتزامناً مع الانتصارات العظيمة الخالدة في وجدان الشعب اليمني الحر المقاوم، والتي سطرَّها المجاهدون العظماء في كُـلّ مكان من يمن الإيمان والحكمة، وعمدَّها الشعب اليمني بدماء الأخيار من أبنائه الأوفياء، وشبابه المخلصين..
ها نحن بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه نعيش في رحاب المولد النبوي الشريف أجواء روحانية مفعمة بالأمل، مزدانة بالتقوى، مشبعة باليقين، محفوفة بالصمود، مؤيدة بالتأييد من رب رحيم سبحانه وتعالى..
وعلى وقع أنغام الرصاص في الجبهات، وأوتار العزف على الجراح؛ هناك ترتقي النفوس، وترتفع المعنويات حتى تكاد تلامس السماء..
فمن أحق منا بالعيش في هذا الكون الفسيح، المليء بكل ما هو جميل من معاني العزة، وعنفوان الشموخ، في ميادين الكرامة، وساحات الجهاد؟!
إن الشعب اليمني العزيز يعايش أجواء النبوة الخضراء بكل تفاصيلها الدقيقة، ومعانيها الضخمة، وأفيائها الشامخة..
إنه يعيش أَيَّـام المولد النبوي الشريف قبل مجيئه بأيام، ويعايش الحق والحقيقة قبل بزوغها في الآفاق مبشرة بقدومِ أَيَّـامٍ جميلةٍ، واعدة بالنصر، محملة بالبشرى.. مبشرة بالتمكين لعباد الله المستضعفين..
تتجسد في هذه المناسبة العظيمة كُـلّ معاني الفلاح، وأساطير الصمود، وحكايا المجد، ولذة العطاء، وقيمة الشهادة، وعبق الحرية، وَرحيق الجنة..
ولاشك أننا ونحن على أبواب مناسبة عظيمة كمناسبة مولد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وَآله فَـإنَّنا نشعر بالفخر والاعتزاز، وتكاد أعناقنا تطاول السماء رفعة وشموخاً، عزة وصموداً، فخراً وشرفاً، بمولد سيد البشرية، الطاهر المطهر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..
وإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز بديننا الإسلامي الحنيف، وقائدنا المحمدي العظيم، وهُــوِيَّتنا الإيمانية الأصيلة، أن يأتي هذا اليوم العظيم، والمناسبة الفريدة في وقت نحن نخوض فيه أكبر معركة في التاريخ، مع شراذمة العصر وفراعين الزمان..
نقدم فلذات أكبادنا قرابين الفداء، ومفاتيح النصر، وأوسمة التضحية، ليكون هناك الفارق كَبيراً، والهوة سحيقة بين مؤمن مجاهد بكل ما أُوتي من قوة، وبين مرتزِق خليع، يبيع دينه وعرضه بثمن بخس لمن يسومه سوء العذاب.
ولا شك أن اليمن اليوم أصبح قوة عظمى تُرهب أعداء الدين، وتنزل في قلوبهم الرعب، لمُجَـرّد سماع عبارة أنصار الله..
فبفضل الله وتوفيقه أصبح اليمن قوة فريدة لا يُستهان بها..
ولنا في رحاب المولد النبوي الشريف بإذن الله مواقف مشرفة، وانتصارات ضخمة، يبشر بها مولد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وَآله وسلم كُـلّ عام، وإن كان هذا العام قد فاق الأعوام السابقة، وجاء مبشراً بالنصر القريب والفتح المبين قبل أن يخرج الشعب اليمني العظيم محتفلاً بسيد الأولين والآخرين -صلى الله عليه وَآله وسلم..
فأهلاً وسهلاً وألف مرحباً بك يا رسول الله، أهلاً بيوم جئت فيه نوراً: “يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.
وصلوات الله وسلامه ورحمته وفضله وبركاته ورضوانه عليك يا سيدنا يا رسول الله وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كَثيراً..