على خطى سيد الأنبياء والمرسلين
زيد الشُريف
مسيرة إيمانية محمدية قرآنية تستمد عنفوانها وقوتها وعزيمتها من الله تعالى وحده، تسعى إلى تجسيد هدى الله وتعليماته في واقع الحياة قولاً وعملا، وتعمل على إحياء مشروع الرسالة الإلهية العالمية التي بعث الله رسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله لتبليغها، هذه هي المسيرة الإيمانية التي يسير على أساسها ومن خلالها وفي صراطها شعب يمن الإيمان والحكمة بقيادة حفيد المصطفى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبمنهجية الثقافة القرآنية وبمشروع قائم على إحقاق الحق وإقامة القسط والعدل من خلال الجهاد في سبيل الله والعمل على رفع راية الإسلام، وإقامة دين الله ونشر هدى الله ومحاربة الضلال والظلم والفساد وترسيخ مبادئ وقيم الإسلام القائمة على العزة والكرامة والحرية والاستقلال والقوة والرحمة في واقع الناس على خطى رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور والذي نحتفل هذه الأيام بذكرى مولده المبارك.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بالنسبة للشعب اليمني الصامد ليس مجرد فعاليات ومهرجانات ومظاهر شكلية تعود الناس عليها كل عام، بل هو عبارة عن ترسيخ العلاقة برسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وبالرسالة التي جاء بها من عند الله وترجمتها إلى إيمان عملي يثمر بركة في الدنيا وفوزاً في الآخرة ، لهذا يحتفل عامة الشعب اليمني المسلم بذكرى المولد النبوي الشريف بشكل استثنائي كل عام إلى مستوى أن كل شيء في اليمن ينطق باسم محمد ويحتفل بميلاده، حتى الجمادات تحتفي بذكرى قدومه وتكتسي باللون الأخضر الذي يعبر عن النعيم والرحمة والخير والبركة ، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني الصامد بسبب العدوان والحصار إلا انه يتشبث بحبه وعلاقته وإتباعه لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، ويمضي قدماً على خطاه في مواجهة الطواغيت والمستكبرين بقوة إيمانية صلبة على نفس الصراط الذي سلكه رسول الله.
قدماً إلى الأمام يمضي شعب الأنصار في مسيرة الإسلام على خطى سيد الأنام بمواقف عظيمة وأعمال قوية ومشرفة بإيمان قوي بالله ورسوله قولاً وعملاً يشهد على صدقه وفاعليته نتائجه الإيجابية وآثاره العظيمة وثماره المباركة ، من منطلق قول الله تعالى ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأمْوالِهِمْ وأنْفُسِهِمْ وأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْراتُ وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ اقتداءً برسول الله صلوات الله وسلامه عليه واستجابة لله تعالى يعمل الشعب اليمني الصامد على تجسيد مضامين هذه الآية المباركة لكي يكون من الذين آمنوا برسول الله وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهذا ما يحصل اليوم بالضبط في مواجهة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي ويبرهن حقيقة ذلك الصمود الأسطوري والتضحيات الجسيمة والمواقف الجهادية والانتصارات العسكرية والانجازات الميدانية وغير ذلك الكثير الذي يبرهن مدى تمسك هذا الشعب بهويته الإيمانية ومدى ارتباطه بالرسالة الإلهية المحمدية.
ثورة إسلامية محمدية شاملة على خطا رسول الله في كل مجالات الحياة وفق الشريعة الإسلامية التي جاء بها رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم من عند الله تعالى، ثورة تربوية توعوية مفعمة بالعلم والهدى والنور والبصيرة لنشر هدى الله على أساس محكم آيات القرآن الكريم لزرع قيم تعاليم الإسلام ومحاربة العقائد الباطلة والثقافات المغلوطة، وثورة تنموية اقتصادية تهدف إلى بناء مجتمع إسلامي قوي يعتمد على نفسه ويأكل من خيرات بلاده ويطور وينتج ما يحتاج اليه من خلال ما أنعم الله عليه، وثورة عسكرية أمنية تسعى لإقامة الحق والعدل ومحاربة الظلم والفساد ومواجهة الطواغيت والمجرمين ونصرة المستضعفين وتحقيق مبادئ الحرية والاستقلال لكي نكون أمة عزيزة كريمة لا يهيمن عليها المستكبرون ولا يمتهنها أو يستعبدها الغزاة المستعمرون، وهكذا سنمضي كشعب يمني مسلم في ثورة شاملة من أجل تغيير الواقع المظلم الذي يريد الباطل أن يفرضه بالقوة ونصنع بدلاً عنه واقعاً مشرقاً تحفه العزة والحرية من كل الاتجاهات .
