لا خلاصَ اليومَ للبشرية بأيّ بديل عن رسالةِ الله تعالى ولا حَــلَّ يغيّر الواقعَ بكله إلا الانفتاحُ على الرسالة الإلهية
الرسالةُ المُحَمَّـديةُ قادرةٌ على إحداثِ التغيير والرسالةُ الإلهيةُ هي المشروعُ الوحيدُ، ليس هناك أَيُّ مشروعٍ آخرَ، هي المشروعُ الوحيدُ القادرُ على إحداثِ التغييرِ الحقيقي للواقع البشري، لتقديمِ الحلول الواقعية للبشر؛ لأنها مشروعٌ شاملٌ يتجهُ للإنْسَـان نفسِه، فيغيّر ما بنفسه من ظُلمة ودنس، فإذا صَلُحَ الإنْسَـانُ صلحت الحياةُ بكلها وصَلُحَ واقعُه؛ لأنها مشروعٌ يصنعُ الوعيَ ويزكّي النفسَ ويأخُذُ بيدِ الإنْسَـان في الحَياة في الطريق السويّ ويهدي للتي هي أقوم، قال اللهُ تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)؛ ولأنه مشروعُ الله لكل عباده ليس من قومٍ حسبوا حسابَ أنفسهم وحسابَ مصالحهم على حساب قوم آخرين ولا لعِرق على عِرق ولا للون على لون ولا لقومية على قومية، بل هو الكلمةُ السواءُ التي يمكنُ أن يلتقيَ عليها جميعُ البشر، وهو المشروعُ العالمي الحقيقي الصالحُ القائمُ على العدل، والعدلُ دعامةٌ أساسيةٌ في بنيانه، قال الله تعالى) :قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ)، ثم هو حُجَّة الله تعالى على عباده؛ لأنه هو الذي خلقهم، هو رَبُّهم هو ملكهم وألهمهم الحق وإليه مصيرهم وحسابهم وجزاؤهم، وقد قدم نداءَه إليهم منذ بداية وجودهم على هذه الأرض، فقال تعالى مخبراً بندائه واحتجاجه (يا بني آدم) خطاب الله إلى البشر في كُلّ الأجيال التي قد خلت (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي، فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، ولذلك فلا خلاصَ اليوم للبشرية بأيِّ بديل عن رسالةِ الله تعالى ولا حَلَّ يُغيِّرُ الواقعَ بكله إلا الانفتاحُ على الرسالة الإلهية، على رسالةِ الله ونورِه، ولا صلاحَ لآخر الأُمَّـة إلا بما صَلُحَ به أَوَّلُها.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من خطابٍ السيد / عَبدُالملك بن بدر الدين الحوثي
* بمناسبة المولد النبوي الشريف للعام 1438هـ