تعز المسمار الأخير في نعش حكومة المرتزِقة
منصور البكالي
لقد دق العدوان ومرتزِقته المسمار الأخير في نعوش حكومتهم التي بدأ العد التنازلي لدحرها في مدينة تعز وبقية المدن والمناطق المحتلّة التي تشهد احتجاجات شعبيّة واسعة تطالب فيها برحيل الحكومة وتندّد بغلاء المعيشة وانهيار العملة، وتردي الخدمات، وما شهدته مدينة تعز من عمليات قتل للمتظاهرين الأحرار خير دليل على ذلك، حَيثُ زادت معاناة المواطنين في المناطق والمحافظات المحتلّة، وارتفعت الأصوات المطالبة بخروج الغزاة والمحتلّين وأدواتهم القاطنين في فنادق الرياض والقاهرة وأنقرة، وَزاد عزم وتصميم الثوار الأحرار أمام الرصاص الحي والقتل وحملات الاعتقالات، مصرين على ضرورة تغيير النهج، وإيجاد بديل للسياسات العرجاء التي اتبعت على مدى 7 أعوام من العدوان على الشعب اليمني وكانت نتائجها وخيمة على كافة الصعد والمستويات، وفي كُـلّ المحافظات اليمنية.
تعز اليوم على فوهة بركان ثائر، في وجوه الغزاة ومرتزِقتهم، وتنذر بعواقب وخيمة، وأخطار محدقة بهم، تقود لقرب المعركة العادلة بين الحق والباطل وتدق المسمار الأخير في نعش العملاء والخونة وأدواتهم العابثة بالسيادة الوطنية ومقدرات الشعب وقوته وحريته واستقلاله.
تعز وغيرها من المحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي السعوديّ الإماراتي بحاجة إلى إعادة ترتيب البيت اليمني والتواصل مع صنعاء لتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات المفروضة على شعبنا منذ بدأ العدوان عليه، ومد جسور من الثقة تنير الطريق أمام كُـلّ الأحرار وتستعيد الوطن المسلوب والسيادة المغتصبة والثروات والمقدرات المصادرة، وإنقاذ بطون المواطنين وجيوبهم من نهب وبطش الخونة المُستمرّين في سرقتها عبر طباعتهم للمزيد من العملات المزورة دون أي تأمين لها.
ما يحدث في تعز أمر متوقع بل تأخر عنه الأحرار هناك كَثيراً بعد أن وصلوا إلى قناعة مفادها أنه لا خلاص لليمن مما هي فيه إلا بالثورة على الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، واستمرار الروح الثورية التي أوقد شعلتها من سبقوهم من الأحرار في صنعاء وصعدة وعمران وذمار وريمة والحديدة وبقية المحافظات والمناطق الحرة منذ فجر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
مشاهد الاحتجاجات ومشاهد الدماء المسفوكة والشهداء وحجم الغضب الشعبي العارم في مدينة تعز عزز الروح الثورية العالية لدى كُـلّ الأحرار في كُـلّ المحافظات اليمنية وقوى من أزر الجيش واللجان الشعبيّة في كُـلّ الجبهات، وبعث عدداً من الرسائل التي مفادها، أنه لا مفر لكل الأحرار في شعبنا اليمني من الثورة على المرتزِقة والغزاة وتطهير البلاد من دنسهم، وأن ثورة 21 سبتمبر وقيادتها الحكيمة هي الحل في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
الغضب الصاخب في عدن وأبين وتعز ولحج والمهرة منذ سنوات جعل الثوار هناك يشعرون أنهم بدأوا رحلة استعادة الوطن السليب، وأنهم بدأوا يشاركون في صنع القرارات التي تمس كرامتهم وسيادتهم وحياتهم ومستقبل أجيالهم، بعد سبعة أعوام من المداهنة والذلة والانبطاح والتهميش والاستعباد، وبنفس الوقت أنه لا مجال للصمت عن من ينهب المقدرات ويحاصر ويجوع الشعب وينهب مرتبات الموظفين، ويبيع الوطن في سوق النخاسة بثمن بخس.
كما تعبر مشاهد القتل للثوار من قبل مليشيات مرتزِقة الإصلاح في مدينة تعز عن زيف شرعيتهم المستمدة من شرعية الشيطان الأمريكي، وعن طمعهم في السلطة وعدم اكتراثهم لأية مطالب محقة ومنصفة، بل كُـلّ ما يهمهم هو بقائهم في هرم الحكم، واستمرارهم في نهب المزيد من المقدرات وسلبهم للمواطن قوته وقوت أطفاله، مقابل شراء المزيد من العقارات والشركات لقياداتهم في دول العدوان.
تعز وغيرها من المحافظات اليمنية المحتلّة والثائرة، تعبر عن الإرادَة الشعبيّة اليمنية الخالصة والصادقة لكل أبناء شعبنا اليمني الحر الأبي، وتقول كلمتها الأخيرة: إنه لا مكان للخونة والعملاء والغزاة بيننا وإنه حان الوقت للعودة إلى حضن الوطن وتوحيد الجهود في خوض معركة التحرير الشامل لكل التراب الوطني.
وفي الأخير الأيّام أثبتت أن أبناء تعز أحرار ويتوقون للحرية وها هم يدفعون ثمنها دماء قانية زكية تروي تراب الوطن، في سبيل الله واستعادة زمام المبادرة الثورية من جديد.