وقفاتٌ مع خطاب السيد القائد
مصطفى العنسي
أطلَّ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ونصره وأيّده- ليقولَ كلمة الفصل التي لا هزلَ فيها عن ثورة شعبه العظيم، والتي كانت من واقع الضرورة والحاجة للتحرّر من الوصاية والتبعية التي كان يعيشها البلد آنذاك.
واستذكر سلام الله عليه الوضعَ قبل ثورة 21 سبتمبر، موضحًا الحالة التي وصل إليها البلد من التفكك والانهيار والفشل والفوضى في جميع مؤسّسات الدولة أمنيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وفي شتى المجالات؛ نتيجة فعل قوى العمالة التي كانت تحكم وتدير البلد والتي فتحت بابَ بلدنا بمصراعيه أمام الغرب ليعيثوا فيه الفساد، وأصبح النفوذ واضحًا حتى على مستوى التدخل في كُـلّ تفاصيل وجزيئات شؤون البلد، ووصل الحال بأن يكون للسفارة الأمريكية حق التدخل وحق القرار في تمرير ما يريده أعداؤنا وما يوجهون به.. فيما الشعب كان يعيش مسحوقاً مظلوماً ومقهوراً ويعيش وضعاً ضاغطاً، وهذا ما لم يكن ليقبل به شعب اليمن الذي يأبى إلا أن يكون حراً مستقلاً لا يعبد إلا الله.. هكذا هو الشعب اليمني بكل قبائله ومكوناته الحرة والشريفة..
الثورة لا زالت مُستمرّة وأقل ما نقوله عنها أنها من أعظم وأرقى الثورات، حَيثُ لم تعبر عن الحزبية أَو المناطقية أَو العِرقية، بل كانت ثورةً تمثِّلُ كُـلَّ الطوائف والأحزاب.
وأكّـد أن الركيزةَ الكُبرى لثورتنا هم القبائل والتي قدمت أرقى صورة عن الثورة وعن قيمها وأخلاقها ومبادئها وأهدافها..
وبيّن أن خطواتِ ثورتنا منذُ مسيرة الإنذار قد فضحت وعرَّت أن الخارج هو من يقف ضد ثورتنا.. وما تلاها من استفزاز وجرائم بحق الثوار أسست لنجاح الثورة بشكل أذهل العالم..
اتجه بعدها الأمريكيون ومن معهم للتآمر من جديد والالتفاف من جديد ضد الإنجازات التي حقّقتها الثورة..
فلم يكن من جهتنا أن نقبلَ بحيلهم ومؤامراتهم؛ لذلك افتعلوا وقرّروا الصدام مع هذا الشعب، حَيثُ لم يقبلوا بأن يتكيفوا مع الوضع الجديد بعد الثورة، ما دفعهم للهروب والخروج من البلد؛ لأَنَّ شهيتهم الاستعمارية لنهب البلد وأكل ثرواته كانت قد اتسعت بشكل كبير، بعد جرائمهم وحصارهم الاقتصادي شنوا عدوانهم من واشنطن وبتحريض كبير من إسرائيل..
ومع ذلك عشنا المعاناة والألم مع كُـلّ ما واجهناه من العدوان والقتل والتدمير والحصار وكان الثبات والصمود هو النتيجة لصبرنا طيلة كُـلّ تلك الفترة والتي عبّر عنها رجالنا في الجبهات بثباتهم وتماسكهم العظيم، كما عبرت نساؤنا عن ذلك بوقوفهن ومؤازرتهن لرجالنا، وهذا يقدم شاهداً عظيماً على ثورة شعبنا..
وأكّـد أن بلدنا جاهز لفتح علاقات مع دول العالم على أَسَاس المصالح المشتركة المشروعة بما لا تفريط فيه مع مراعاة الأولوية لشعبنا وليس المشروطة أَو القائمة على صفقات مشبوهة ومجحفة مقابل الاستغلال المادي..
وأن تكونَ العلاقة مع أية دولة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في سيادة البلد واحترام حريته واستقلاله..
ولوح قائلاً: لا تنقصنا التكتيكات السياسية هناك امور لا تقبل المساومة الحرية الاستقلال الهُــوِيَّة الإيمانية مصالح البلد.. مشكلتنا مع الآخرين هو في طمعهم والتي أكّـدته ثورتنا في عناوينها الرئيسية وفي مواقفها..
وتناول المنجزات التي حقّقتها الثورة بإيجاز عظيم جِـدًّا في الآتي:
– أن الثورة أوقفت العبث والاستهتار الذي يسير بالبلد للانهيار..
– وضعت حداً لكل أنواع الوصاية والتدخل الخارجي واستعادت لشعبنا الكرامة المهدرة..
– أصبح الشعب يعيش حرا مستقرا ومستقلا..
كما وعد الشعب قائلاً:
– نسعى لجعل مؤسّسات الدولة قائمة على أَسَاس صحيح تؤمن بكرامة شعبنا دون تمييز طائفي أَو حزبي أَو فئوي..
– نسعى لمواجهة العدوان ومواجهة كُـلّ التحديات حتى تحقيق الانتصار..
ونوّه بأن التقييم يجب أن يراعى فيه الوضع الذي يمر به البلد من العدوان والحصار مقارنة لوضع الدولة سابقًا من حَيثُ المنجزات والمفارقات..
وصارح الشعب قائلاً:
– لا نكلف أنفسنا أن نبرّرَ لأي إنسان فاشل وهذا النوع موجودٌ..
– في الوضع الداخلي هناك شغل وعمل وتوجّـه جاد لإصلاح مؤسّسات الدولة ولكن الوضع معقد جِـدًّا..
وقدم طمأنته للشعب قائلاً:
– لمسنا انتصارات في هذه المسارات التصحيحية منها الجانب الاقتصادي..
– الصبر له نتيجتُه الحتمية والتي نلمس نتيجتها انتصارات ونجاحات في واقعنا..
ولتحصين واقع الشعب قدّم له موجِّهاتٍ مهمةً جِـدًّا قائلاً:
– الشي الذي يهمنا هو وعي وثبات شعبنا..
– يجب أن يكون العنوان الجامع لنا جميعاً هو مواجهة العدوان ومن لم يكن له موقف ضد العدوان فهو كاذب..
– معنيون بتصحيح وضعنا الداخلي والتعاون في مواجهة العدوان والتعاون والتكافل الاجتماعي مع تعزيز عوامل الثبات والصمود بالصبر والتقوى حتى تحقيق النصر..