21 سبتمبر.. ثورة الحرية والاستقلال والبناء..قائد الثورة : الأمريكيون وضعوا أنظارهم على اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر بدافع عدائي واستعماري
عمران نت – تقارير – 13 صفر 1443هــ
,مثلما تعرضت ثورة 21 سبتمبر للعدوان البربري والتدخل السعودي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الإماراتي الهادف لإجهاضها ودفن مشروعها الكبير ,
كان النظام السعودي ومن خلفه ذات القوى الاستعمارية قد تدخلت لإجهاض ثورة 26 سبتمبر عام 1692م , ولم يكن الهدف من التدخل السعودي آنذاك مناصرة الحكم الملكي كما قيل , بل هو الخوف من مشروع ثورة 26 سبتمبر وما حملته من أهداف , التحرر وتأسيس دولة قوية قائمة على العدالة , وﺑﻨﺎء ﺟﻴﺶ وﻃﻨﻲ ﻗﻮي ورفع ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺐ إﻗﺘﺼﺎﻳﺎ وإﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴﺎً وﻘﺎﻓﻴﺎً والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ .. تفاصيل هامة عن المخططات التآمرية والتدمير لمشاريع التحرر والبناء التي تعرضت اليمن عبر تاريخها المعاصر ومنها ثورة الـ 21 سبتمبر.
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر سارع النظام السعودي لإجهاض ذلك المشروع وعمل بكل الوسائل والإمكانيات للقضاء على الثورة سبتمبر والتنكيل بالثوار وإقامة مراكز نفوذ قبلية ودينية وهابية وعسكرية موالية له وظل يدير من خلال تلك المراكز سياسة محاربة النهوض والتطور والتقدم اليمني وإبقاء اليمن في خانة ثالوث التخلف والتبعية والفساد ووصل نظام آل سعود من خلال ذلك الثالوث إلى كافة مفاصل ومرافق الدولة حتى بات هو من يتحكم بالقرارات من أعلى سلطة في الرئاسة إلى أصغر إدارة في أي مرفق حكومة , حيث كانت مهمة هذا الثالوث منع أي مشروع نهضوي للوطن , ومحاربة وتصفية كل القوى التي تحاول التغيير وإعادة الروح لمشروع النضال الوطني و النهوض والتحرر من الوصاية الاستعمارية و الرجعية السعودية , حتى جاءت ثورة 21 سبتمبر عام 2014م لتعيد الاعتبار لمشروع النضال الوطني , وكل المناضلين والشهداء الذين ضحوا من أجل تحقيق حلم بناء الدولة اليمنية القوية التي ينعم فيها المواطن بالأمن والعدالة والمساواة والنهوض الإقتصادي.
مشروع وطني نهضوي
حملت ثورة الـ 21 من سبتمبر عام 2014م مشروعا وطنيا نهضويا لتحرير الشعب اليمني من الوصاية و التبعية والهيمنة الاستعمارية , ووضع مداميك قوية لبناء اليمن الموحد الحر والقوي , وإعادة الاعتبار للشعب اليمني بما يملكه من إرث تاريخي وإسلامي وحضاري كما مثلت هذه الثورة المعبرة عن تطلعات الشعب اليمني ثورة تصحيح لمسار ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر التي عملت قوى الرجعية والاستعمار على إفراغها من أهدافها الوطنية ومن مضامينها الحقيقية , وتحويلها إلى مجرد شعارات مستهلكة في وسائل الإعلام والمناسبات دون أي توجه حقيقي لتطبيق أهداف الثورتين على أرض الواقع .
امتدادا لمشروع النضال الوطني
جاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م كنتاج طبيعي لما وصلت إليه الأوضاع من ترد نتيجة سياسة الإفقار للشعب وإفساد المجتمع أخلاقيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا , حيث كانت القوى الاستعمارية المتوغلة لدى صانع القرار في النظام السابق تقوم بإجهاض أي مشروع للنهوض الاقتصادي في البلاد ولهذا مثلت ثورة 21 سبتمبر امتدادا لمشروع النضال الوطني الذي قدم في سبيله الشعب الأرواح والدماء رخيصة في سبيل بناء اليمن الموحد والقوي القائم على أسس العدالة والمساوة , وإعادة الاعتبار لليمن الأرض والإنسان والتاريخ والهوية والثقافة والإيمان .
ترجمة للأهداف العظيمة
لقد أنصفت ثورة 21 سبتمبر كل الشهداء والمناضلين في المشروع النضالي التحرري منذ بدايات الحركات الوطنية ومراحلها التي سبقت وتلت ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر , الذين ضحوا من أجل عزة ورفعة اليمن وبناء دولتها المستقلة والقوية , لذا فإن هذه الثورة المباركة هي إمتداد للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر , جاءت لتترجم الأهداف العظيمة لتلك الثورات على أرض الواقع .
افشال المؤامرات
كانت الأنظمة والقوى الاستعمارية التي اعتادت التدخل في الشأن اليمني وفي مقدمتها أمريكا والنظام السعودي قد تدخلت للسيطرة على الاحتجاجات الشعبية التي تفجرت في 11 فبراير 2011 , وسخرت كافة إمكاناتها لتحقيق هدف تدوير السلطة بين عملائها المحليين عبر ما يسمى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ثم تحقيق هدف تمرير المشروع الأمريكي السعودي لتفتيت وتمزيق وحدة الكيان الجغرافي والاجتماعي لوطننا وشعبنا اليمني عبر مؤامرة التقسيم للوطن إلى ستة أقاليم وفق أسس طائفية ومذهبية وبشكل غير شرعي إضافة إلى مؤامرة التدمير للجيش اليمني عبر ما سمي بمشروع إعادة الهيكلة القائم في أساسه على استبعاد كل العناصر الوطنية واستبدالها بعناصر طائفية وعنصرية أو قريبة من سفارات تلك القوى والأنظمة الاستعمارية وتكليفها بتنفيذ مهام الإبقاء لليمن ذات الكثافة السكانية في دائرة الفقر والصراع , وتحويل هذه الطاقات البشرية إلى وقود للتطرف والإرهاب .. غير أن شعبنا اليمني قد أدرك حقيقة تلك المؤامرات ورفض حرف مسار انتفاضته الشعبية وظل يقاوم تلك المشاريع والمخططات والمؤامرات التي كانت تنسج خيوطها في السفارات السعودية والأمريكية والإماراتية وواصل مسيرة كفاحه وتصديه ورفضه لتلك المؤامرات حتى تمكن من تتويج مسيرة كفاحه بثورة 21 سبتمبر 2014م الخالدة.
الوعي الشعبي
وجدت تلك الأنظمة التي ظلت تفرض وصايتها وهيمنتا على الشعب اليمني وترسم وتحدد سياسات إجباره على عدم تجاوز الخطوط المرسومة له طيلة عقود من الزمن وجدت في مشروع ثورة 21 سبتمبر خطرا كبيرا يهدد مصالحها ورأت في نجاحها إفشالا لكافة مخططاتها ومشاريعها التآمرية وظلت تلك الأنظمة عاجزة عن استيعاب حقيقة أن ثورة 21 سبتمبر قد أخرجت الشعب اليمني وإلى غير رجعة من قمقم الوصاية والتبعية لها ولذلك فقد سارعت تلك الأنظمة إلى شن الهجوم العدواني على الشعب اليمني , في محاولة لإفشال ثورة 21 سبتمبر وإجهاض مشروعها القائم على التحرر من الوصاية والتعبية وتحرير القرار اليمني غير أن الوعي الشعبي الكبير والإرادة اليمنية المتسلحة بالإيمان والثقة بالله تصدت بكل شجاعة وبسالة ورباطة جأش لعدوان قوى الاستكبار والاستعمار وترسانتها العسكرية المتطورة التي أمطرت اليمن بحمم نيرانها مرتكبة مئات المجازر الوحشية بحق الأبرياء من أبناء الشعب وظلت عاجزة عن إخضاعه , بل زادته قوة وإصرارا على الصمود و الانتقام والثأر لدماء الأطفال والنساء والأبرياء والانتصار لهم ولمظلوميتهم وقضيتهم العادلة ومشروعهم الوطني وحقهم في امتلاك القوة والقرار والنهوض والتطور.
ثورة تحرر وبناء
اليوم تحل علينا الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر وأبطال الجيش واللجان الشعبية يحققون الانتصارات الكبيرة ,وقد استطاعت قواتنا المسلحة تغيير المعادلة والانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة الردع وإحراز الانتصارات المتتالية وتوجيه الضربات الموجعة والمؤلمة للعدو حتى باتت دول العدوان ترفع عقيرتها عويلا ومطالبة بإيقاف الهجمات اليمنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تدك عمق دول العدوان , مستهدفة المواقع العسكرية والأهداف الحساسة.
نتائج ملموسة
تهل علينا الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر أيضا بالتزامن مع بدء المجلس السياسي الأعلى خطواته الجادة لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة , وتطوير الجهاز الإداري للدولة والقضاء على الاختلالات ومكامن الفساد , ووضع الخطط للنهوض بالقطاع الإقتصادي وفق الإمكانات المتاحة , وقد استطاع المجلس فعلا من خلال البدء بتنفيذ هذه الخطوات أن يحقق نتائج ملموسة على الأرض منها إعادة الاعتبار لقطاع الزراعة , وحماية العملة الوطنية من الانهيار رغم الحرب الاقتصادية القذرة لدول تحالف العدوان , وخير دليل على ذلك ما أصبحنا نشاهده اليوم من استقرار في أسعار صرف العملات في مناطق حكومة الإنقاذ الوطني , فيما تشهد العملة المحلية إنهيار غير مسبوق في المناطق المحتلة , وكل هذا يؤكد أن ثورة 21 سبتمبر قد نجحت في تنفيذ الكثير من أهدافها خلال فترة زمنية قياسية وصعبة.
إنجازات الثورة
من أبرز إنجازات هذه الثورة المباركة وأكثرها أهمية وحيوية قد تمثل في منجز بناء جيش وطني قوي قادر على الصمود في وجه قوى العدوان إضافة إلى منجز تحرير القرار اليمني من الوصاية والتبعية وغيرها من المنجزات التي تمثل الأساس القوي والمتين لبناء اليمن المعتمد على ذاته المتحرر من كافة قيود الارتهان والوصاية والتبعية الخارجية.
الحرية والاستقلال
وعن ثورة الـ 21 سبتمبر أوضح قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “أكبر أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هو الحرية والاستقلال”، واكد في خطاب له بمناسبة العيد السادس للثورة أن “ثورة الـ21 من سبتمبر هي المحطة التي انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب”.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن “الأمريكيين وضعوا أنظارهم على اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر بدافع عدائي واستعماري وبدوافع غير مشروعة أبرزها الموقع الاستراتيجي لهذا البلد والثروة الطبيعية فيه”، وأوضح أن “الأمريكيين أدركوا أن شعبنا إذا كان في وضعية متحررة فهو يملك المؤهلات لأن يكون له دور إيجابي وكبير على مستوى واقع الأمة، فعمد الأمريكيون لزيادة تدخلهم في اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر ليدفعوا السلطة للدخول في حرب أهلية لاستهداف أحرار شعبنا”.
تخوف اسرائيلي
بعد قيام ثورة 21 سبتمبر تزايد المخاوف الإسرائيلية من الثورة الفتية من السيطرة والتحكم بطرق الملاحة الدولية ومضيق باب المندب وهذا من عبرت عن الصحف الإسرائيلية مراراً من خلال تسريبات عن تخوّفها من إمكانية استهداف قطعها البحرية في البحر الأحمر.
ويبرز اليمن بموقعه الجيوسياسي في قلب معادلات الصراع في المنطقة، وهو يطل على أحد أبرز المضائق في العالم ويعدّ باب المندب من هذا المنطلق البوابة البحرية الوحيدة للكيان الإسرائيلي نحو الشرق. لذلك، تجد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نفسها معنيَّة به وفق اعتبارات بالغة الأهمية وهذا ما عبرت عنه الصّحف الإسرائيلية مراراً من خلال تسريبات عن تخوّفها مستقبلاً من إمكانية استهداف قطعها البحرية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية. تعتمد “إسرائيل” على الشحن البحري في معظم تبادلاتها التجارية. ووفق “هآرتس”، تجري 90% من واردات وصادرات “إسرائيل” عبر البحر، و12% من هذه العمليّات تمرّ في مضيق باب المندب.
وحين انتصرت ثورة 21 سبتمبر في العام 2014م، خرج نتنياهو ليُحذّر من خطورة وصول أنصار الله إلى باب المندب، وكان ذلك تعبيراً مُبكراً عن الهواجِس من صعود دولة عربية جديدة إلى خطّ الصراع الأول مع الصهيونية. وكانت “إسرائيل” ساعدت السلطات الإريترية على احتلال جزيرة حنيش الاستراتيجية. والآن، تمتلك البحرية الإسرائيلية قاعدة عسكرية في إريتريا.
الساحة البحرية
أجهزة الأمن الإسرائيليّة عبّرت منذ مدّة طويلة، بحسب تقرير لصحيفة “هآرتس” عن خشيتها من أن تختار إيران الساحة البحرية للاشتباك مع “إسرائيل”، وحذّرت من قابليّة هذه الساحة للاشتعال، مشيرةً إلى أنها تهدّد حريّة الملاحة في المسارات البحريّة، ما سيسبّب أضراراً كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي وسيؤدي التصعيد في الساحة البحريّة، وخصوصاً في مضيقي باب المندب وهرمز، وفق ما يعتقد مسؤولون إسرائيليّون، إلى أن تختار شركات عدم الوصول إلى “إسرائيل”، بينما ستدفع الشركات التي ستوافق على الوصول إليها مبالغ كبيرة على التأمين، ما سيؤدي إلى رفع أسعار البضائع.
المصدر26سبتمبر