ثورة الـ21 من سبتمبر هي نتاج لمعاناة حقيقية وللإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسئولية
الذكرى السنوية لليوم المجيد يوم الحادي والعشرين من سبتمبر اليوم الذي وفق الله فيه شعبنا العزيز في ثورته الشعبية المباركة من تحقيق انتصار مهم مثل خطوة قوية متقدمة إلى الأمام في السعي نحو التغيير وصنع مستقبل أفضل قائما على الاستقلال والحرية والعيش الكريم فكان بفضل الله تعالى محطة مهمة من محطات العمل والتحرك الجاد والمسئول الذي لن يتوقف إن شاء الله حتى تتحقق الأهداف المشروعة والمطالب العادلة لشعبنا العزيز ولم يكن هذا اليوم المجيد نهاية الثورة الشعبية وإنما كان بالفعل خطوة كبيرة تخطى به الشعب عوائق هي من العوائق التي كان يعتمد عليها الطغاة في الداخل والخارج في وجه الشعب ومطالبه العادلة وقدم درس مهم يعزز الأمل في نفوس اليائسين ويثبت قوة التحرك الشعبي وجدوائيته وفاعليته وأهميته والثورة الشعبية الذي تحرك فيها شعبنا العزيز بكل أطيافه بكل مكوناته بكل فئاته بمطالب مشروعة وعادلة لا تعبر فقط عن فئة محدودة من أبناء هذا البلد ولا تتحرك من واقع معاناة محدودة لفئة معينة إنما من واقع معاناة وأوجاع الشعب كل الشعب ومطالب الشعب فيما يعنيه جميعا .
فهذه الثورة الشعبية هي لم تأت من فراغ بل هي تحرك مشروع استحقاقي مسئول واعي وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني العزيز وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسئولية وهي وعي شعبي بالطريقة الصحيحة للسعي نحو التغيير والمشكلة في بلدنا فعلا مشكلة معقدة وكبيرة استدعت تحرك شعبي واسع وزخم كبير في هذا التحرك من حيث طبيعة الاستهداف والتركيز الخارجي على هذا البلد والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف فهذا التوجه الخارجي من بعض القوى المعتدية والمستكبرة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي وأذياله في المنطقة وأدواته في الداخل التي كانت نافذة وكانت مسيطرة وكانت متحكمة بمقدرات هذا البلد.
هذا المستوى من النفوذ والتحكم والطغيان والاستبداد الذي عانى منه شعبنا العزيز استدعى بالفعل ثورة شعبية واسعة وتحرك جاد وقوي وصابر بمستوى ذلكم التحرك الذي قام به شعبنا العزيز في ثورته الشعبية وتوجه بذلك الانتصار في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر.
والمشكلات الكبرى التي كانت نتيجة لهذا النفوذ وهذا الاستبداد وهذا الطغيان لقوى الخارج وأدواتها في الداخل مشكلات كثيرة تفرعت عن ذلك الطغيان عن ذلك النفوذ عن ذلك الاستبداد في مقدمتها مشكلة رئيسية ومهمة جدا لم يكن بالإمكان الصبر عليها ولا التغاضي عنها ولا التجاهل لها تتمثل بفقدان السيادة وفقدان القرار
وذلك خطر يتهدد البلد واستقلاله البلد بالفعل كان يتجه نحو الفقدان الكامل للاستقلال ونحو التحكم الكامل في كل شئونه في كل أموره لصالح تلك القوى المعتدية والطاغية والمتجبرة والمستكبرة والظالمة وعلى مستوى القرار السياسي كانت منظومة الحكم قد تحول إلى مجرد أداة لا تمتلك بشأنها هي لا أمرا ولا نهيا أصبحت مجرد دمى يتحرك بها او تتحرك بها قوى الخارج لتفرض كل ما تشاء وتريد على هذا الشعب
وفي هذا البلد في نهاية الأمر أصبح الواقع الذي كان قائم أن كلما يفرض ويقرر في شئون هذا البلد من منظومة الحكم في السياسة العامة في الشأن العام في التفاصيل كلها كان يرسم فقط وفقط وفق مصالح تلك الدول وفق مصالح الأمريكي وفق مصالح الإسرائيلي ومصالح الإسرائيلي مرتبطة تماما مائة بالمائة بمصالح الأمريكي ووفق مصالح السعودي
والضحية، لكل ذلك هو شعبنا اليمني العزيز الذي كانت مصالحة وأولوياته واستحقاقاته خارج الاهتمام نهائيا وخارج الأولويات بالكامل بمعنى أن منظومة الحكم لم تعد تلتفت بأي شكل من الأشكال إلى هذا البلد إلى هذا الشعب الذي يعاني بأي اعتبار لا بشأن الوضع الاقتصادي ولا بشأن الوضع الأمني ولا بأي اعتبار من الاعتبارات
كان الشعب يعني خارج الاهتمام في أي شأن من شئونه كانت كل الحسابات وكان كل الاهتمام ينصب حصريا في إطار مصالح أولئك ثلاثي الإجرام ثلاثي العدوان على هذا الشعب أمريكا ومع أمريكا تبعا إسرائيل وكذلك النظام السعودي فبالتالي كانت معاناة هذا الشعب تزداد سوء تزداد يوما إثر يوم على كل المستويات
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية الأولى لثورة 21 سبتمبر 20-09-2015