الاستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية لتمزيق الأُمَّــة وواجبُ مواجهتها
د. إبراهيم عبد القدوس مفضل
تقومُ السياسةُ أَو الاستراتيجيةُ الإسرائيليةُ الأمريكية على إثارة النزعات الطائفية والمذهبية والإثنية والقومية بين مختلفِ شعوب الأُمَّــة، وداخل البلد الواحد والمحافظة والمدينة الواحدة، والهدفُ من هذه السياسة اللعينة إضعافُ الأُمَّــة وتوجيهُ مقدراتها وإمْكَانياتها للاستنزاف الداخلي، فيتفرَّغُ الناسُ للحروب فيما بينهم وتتفرغُ إسرائيل لبناء قوتها، فينسى الناسُ إسرائيلَ واحتلالَها لفلسطين وتتوجّـه بنادقهم نحو بعضهم البعض وتسرق أمريكا وإسرائيل مواردهم وتجعلهم يستخدمونها لخدمتها.
تلك السياسةُ أَو الاستراتيجية يتم تنفيذُها بخُبثٍ وبصورة غير مباشرة؛ لكي لا يشعر الناس بالدور الإسرائيلي فيها فتفشل، حَيثُ يتم التنفيذ بتمويل عربي وبأدوات داخليه.
في اليمن على سبيل المثال يتم تنفيذُ الاستراتيجية بتمويل وتوجيه سعوديّ إماراتي عبر أدواتهما اليمنية، وذلك وفق التسلسل الآتي:
من المعروف والمؤكَّـد أن أمريكا وإسرائيل هم من يشرفون ويديرون أجهزة المخابرات السعوديّة والإماراتية، وهم من يضع الخطط والاستراتيجيات لتلك الأجهزة، ثم تصدر التوجيهات العليا إلى مسؤولي تلك الأجهزة السعوديّين والإماراتيين بمباشرة تنفيذ الخطط والاستراتيجيات.
يصدر مسؤولو تلك الأجهزة السعوديّين والإماراتيين توجيهاتهم لأدواتهم المحلية بمباشرة التنفيذ.
تقوم الأدوات المحلية ممثلةً بقيادات حزب الإصلاح والانتقالي بإصدار توجيهاتها إلى أدواتها الاستخبارية المحلية للتنفيذ.
تبدأ تلك الأدوات بالتنفيذ وفقَ التوجيهات بصور شتى، أبرزُها ترحيلُ الشماليين ونهبهم وإذلالهم، الاختطاف من النقاط الأمنية، التركيز على الأسماء والألقاب والمنطقة، ممارسةُ القتل والتعذيب والإخفاء القسري للمختطفين والأسرى، الحصار الخانق عبر إجبار الناس المرور من المنافذ والمطارات التي تحت سيطرة تلك الأدوات، تجنيدُ صحفيين وكُتَّاب ومواقع وقنوات؛ لتصُبَّ المزيدَ من الزيت على النار، استخدامُ الأمم المتحدة لتمرير الخطط الإجرامية التي تخدم تلك السياسة، التدمير الاقتصادي الممنهج لزيادة الفقر وزيادة الجرائم وزيادة التخلف وإضعاف مؤسّسَات الدولة والقضاء والأمن والتعليم، استخدامُ ما يسمى بـ “الشرعية” كحمارِ ركوب لتغطية الجرائم، تجنيدُ اللصوص والمجرمين والأوغاد لممارسة وتنفيذ الجرائم المختلفة، تشجيع الدعوات والأعمال والأنشطة التي تصُبُّ في صالح التمزيق والتدمير والبغضاء بين أفراد الشعب، منع تحقيق الانتصارات الاستراتيجية كتحرير مأرب من خلال التدخل العسكري المباشر بالطيران وغيره،… إلخ ذلك من الأساليب والطرق.
بعد التنفيذ تزداد الأحقاد والضغائن وردود الفعل فيتحقّق النصر الإسرائيلي الأمريكي فقط وإن كان نصراً مؤقتاً، أما الخسائر والهزائم النكراء والفضائح الكبرى والذل الدائم فهي من نصيبِ الأدوات السعوديّة الإماراتية الإصلاحية الانتقالية وحكومتهم الفندقية الذليلة.
خلاصة القول إنَّ ما يقوم به الانتقالي اليوم من استهدافٍ للشماليين هو تنفيذٌ لتلك السياسة مثلُه مثلُ “الإصلاح” الذي سبقه في ذلك، والهدفُ مزيدٌ من التمزيق ومزيدٌ من الأحقاد ومزيدٌ من الانتصارات لبني إسرائيل وحدهم.
وعلينا أن نعيَ ذلك والا ننجر لتنفيذ تلك السياسة من حَيثُ لا نعلم.