في ذكرى ثورة الإنجاز والإعجاز
منير الشامي
إن ابسط ما يمكن أن توصف به ثورة الـ 21 من سبتمبر هو أنها “ثورة عظيمة ” -وهذا هو أقل تعبير يمكن أن توصف به- لأنها عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من دلالة ومعنى، هي عظيمة بفكرها، عظيمة بأهدافها، عظيمة بقيادتها، عظيمة بتعاملها عظيمة بمنجزاتها، عظيمة بصمودها، عظيمة بثباتها وقوتها في مواجهة أعداء الوطن، داخليا وخارجيا، عظيمة بإعجازها، وهي معجزة الثورات، لأن ما حققته أشبه بمعجزات رغم أنها ثورة وليدة أستهدفت من قبل أن تولد وحُوربت وحُوصرت من بعد ولادتها وحتى اليوم .
وحتى لا يقال إننا مزايدون وتكون حقيقة هذه الثورة واضحة لكل من يجحدها وينكرها نقول له: لنعد معاً بالذاكرة قليلا إلى ما قبل قيام هذه الثورة لنقارن منجزات النظام السابق لأكثر من ثلاثة عقود، تميزت بالاستقرار الكامل وتوفرت فيها كل عوامل النهوض بالوطن وكل الإمكانيات اللازمة لتحقيق ذلك، ومع ذلك لم يتغير فيها شيء ولم يحقق حتى ربع هدف من أهداف الثورة الستة، بل على العكس تدهورت الأوضاع في مختلف المجالات عما كانت عليه قبل تولي ذلك النظام ، وبمقارنة ذلك مع إنجازات ثورة الـ 21 من سبتمبر خلال سبع سنوات من حرب عدوانية لتحالف دولي غاشم على الوطن، وحصار محكم فرضه على الشعب اليمني ، ومؤامرات لا حصر لها تستهدف اقتصاده، وبناه التحتية، ومجتمعه، والسيطرة على ثرواته ومنافذه، ورغم كل ذلك حققت هذه الثورة المباركة منجزات عظيمة وعملاقة وأسطورية لم تخطر يوما على قلب بشر ولم نكن نحلم أن يتحقق منجز واحد منها في يوم من الأيام ومن أمثلتها ما يلي:-
1 – يتمثل أول منجز حققته هذه الثورة للشعب ب تحرير الوطن من براثن الوصاية الخارجية واجتثاث أركان العمالة والخيانة والارتهان من جذورها وتطهير ترابه من رجسهم وإلى الأبد، في لحظة أصبح الشعب فيها يعتقد أن زوال أولئك الخونة والعملاء بات مستحيلا بعد أن استحكمت قبضتهم على الوطن ومقدراته، وبذلك أعادت ثورة الـ 21 من سبتمبر استقلال الوطن وحريته وقراره.
2 – نجحت هذه الثورة في الحفاظ على معالم الدولة وأفشلت أخطر مؤامرة لأعداء الوطن في الداخل والخارج استهدفت القضاء على الدولة فحملت مسؤولية الوطن أرضا وشعبا في لحظة تخلت فيها كل المكونات عن هذه المسؤولية بإملاءات خارجية، وأعادت الدولة إلى الوجود بكل أركانها بعد أن كانت قد أوشكت على الاندثار.
3 – نجحت هذه الثورة المباركة بفضل الله وبحكمة قيادتها خلال سنوات العدوان في حماية الشعب والدفاع عن الوطن ضد أكبر تحالف دولي حدث على سطح الأرض من خلال بناء جيش وطني قوي من مستوى الصفر بعد ان تم تدمير ونهب أسلحة جيش النظام السابق الذي كان منقسماً في ولائه لأركان النظام السابق، وكانت وظيفته حماية أزلام النظام لا حماية الشعب والدفاع عنه وعن أرضه، ولذلك فثورة الـ 21 من سبتمبر بنت جيشاً وطنياً ولاءه لله ولرسوله ولقيادته الثورية المخلصة ونجحت أيضا في تطوير قدراته الحربية وإمكانياته العسكرية وفي تنمية مهاراته التصنيعية ليعتمد على نفسه في الإنتاج والتصنيع الحربي حتى أصبح اليوم بفضل الله يصنع جميع أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة والمنافسة لأحدث الصناعات بل والمتفوقة عليها من الكلاشنكوف وحتى المنظومات الصاروخية من مختلف الأنواع المتوسطة والطويلة المدى، والطائرات المسيرة الحديثة بطرازات متعددة ولتنفيذ مختلف المهام الحربية، في حين لم نسمع ان النظام السابق صنع حتى ظرف طلقة فارغ، ما يعني ويؤكد أن ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة نجحت وبامتياز في تحقيق الهدف الثاني من أهداف ثورة 26 سبتمبر ونتائج موجهاته لتحالف العدوان للعام السابع خير شاهد على ذلك .
-4 على الرغم من أن الحصار والحروب الشاملة لتحالف العدوان استهدفت مختلف جوانب الحياة وقضت على كل الإمكانيات المتاحة إلا أن ثورة ال21 من سبتمبر بقيادتها الثورية الحكيمة لم تستسلم للواقع المتردي بل تحركت نحو الدفع بعجلة التنمية في مختلف مجالاتها وخصوصا في مجال التنمية الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية والحيوانية …إلخ، ونجحت بفضل الله وبفضل قيادتها الحكيمة في التغلب على كافة التحديات، وحققت إنجازات ملموسة في هذه المجالات لم يسبق أن تحققت مثلها، ولو سُلط الضوء على الإنجازات التنموية التي تحققت في هذه المجالات مقارنة مع انعدام الإمكانيات لأدرك كل ذي لب أنها معجزات وأدرك أن ما تحقق خارق للعادة
-5 بعيدا عن المزايدة يكفي مقارنة الوضع الاقتصادي -في المحافظات المحتلة والوضع الاقتصادي في المحافظات الحرة الواقعة تحت نطاق قيادة ثورة 21 سبتمبر- ليدرك المتأمل أن هذه الثورة المباركة نجحت في فرض استقرار اقتصادي لاقتصاد هش لم يتبق منه سوى الأثر وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح قيادة الثورة في إفشال كل مؤامرات العدوان المستهدفة للاقتصاد حتى اليوم، هذه الأمثلة وغيرها تجعلنا نقول بكل ثقة وفخر أن ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة هي ثورة الإنجاز في زمن المستحيل وثورة الإعجاز في زمن اللا إعجاز.