عن العدوان السعودي الأمريكي : وماذا بعد ؟
د ـ عرفات الرميمة
المتابع لمسلسل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن طيلة عام وثمانية أشهر يدرك – دون عناء يذكر – أن ذلك العدوان قد نجح في هدم نظرية دارون – التي قالت إن الإنسان ينحدر من سلالة راقية من القرود – فعلا وليس قولا وتنظيرا من خلال الجرائم البشعة والمجازر الوحشية التي لم ولن تفعلها الحيوانات في صراعها مع بعضها البعض، بل يستحي الحيوان من فعلها، فوالله أن سلوك القرود – التي قال دارون إن الإنسان ينحدر منها – أرقى من سلوك عيال سعود وأقل همجية وتوحشا منهم، لقد ظلمت القرود يا دارون ولو كانت تعقل لرفعت قضية ضد تشويه السمعة التي لحقت بها من تلك النظرية التي تشبه التهمة بالنسبة لها.
ونجح ذلك العدوان أيضا في دخول عيال سعود وناطقهم الرسمي عسيري موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية في الكذب ودخولهم أيضا موسوعة الأمثال العربية، فإذا كان هناك كذب أبيض وكذب أسود – كما يقال في العامية المصرية – فهناك أيضا كذب سعودي وأصبح له قنوات إعلامية متخصصة، ويقال في الأمثال الآن : أكذب من عسيري.
وما كذبهم باستهداف الجيش واللجان الشعبية لمكة بصاروخ بركان_1 البالستي إلا عينة صغيرة أمام كذبهم خلال فترة العدوان.
لقد جرب العدوان السعودي خلال عدوانه على اليمن جميع الأسلحة المادية والمعنوية ولم يتبق لهم سوى سلاح السباب والشتائم والسفاهة التي استخدمها السفيه السعودي في أمريكا وكما هو معلوم أن استخدام الشتائم هي بداية السقوط والانحدار نحو الهزيمة، فالسباب هو سلاح المفلس المهزوم مثله مثل الكذب تماما يدل على هزيمة مادية ومعنوية تماما، جسدية ونفسية، جردت المهزوم من كل أسلحته ولم تبق معه سوى القتال بفضلات اللسان عل وعسى.
لقد وصل عيال سعود إلى الحقيقة التي طالما تهربوا منها وهي أن عدوانهم على اليمن يسير في حلقة مفرغة ولن يصل إلى أهدافه المرسومة والأهم من ذلك أن ذلك العدوان أصبح عبئاً ثقيلاً على كاهل الشعب السعودي وفضح عورات الجيش العائلي السعودي الذي يتقن فن الفرار والهروب فقط، وكل إطالة لأمد العدوان ليست في صالح عيال سعود.
من هنا يجب أن نفهم الحراك الدبلوماسي الأمريكي والبريطاني ومبادرات ولد الشيخ التي تحاول أن توفر المخرج المناسب لعيال سعود قبل السقوط الحتمي في عدوانهم المنسي والغرق في مستنقع ذلك العدوان الذي اعتبروه نزهةً لكنه تحول إلى كابوس إطار النوم من عيونهم.