«عمليات توازن الردع» تهز النظام السعودي وتكشف عوراته
عمران نت – تقارير – 29 محرم 1443هــ
وديع العبسي
لم يتبق للنظام السعودي الذي استنفد كل خياراته العسكرية وحتى السياسية والإعلامية في مواجهة عمليات الرد والردع التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية كرد مشروع وطبيعي على عدوانه المتواصل على اليمن إلا استجداء البيانات التضامنية وجملة من الأكاذيب والادعاءات التي يروج لها بأن عمليات قواتنا الباسلة تستهدف المدنيين داخل أراضيه.
أما الأمريكي الذي بات هو الآخر يتقلب بين الهزائم التي يتعرض لها في أفغانستان وغيرها، فقد بات هو الآخر عاجزاً عن حماية حليفه الوثيق في السعودية ، وحتى عن حماية الضرع الحلوب “منشآت أرامكو النفطية” الذي يتعرض لضربات موجعة.
ويوم أمس ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش واللجان الشعبية عصب الاقتصاد السعودي، لكن عملية توازن الردع السابعة التي نفذتها قواتنا الصاروخية وسلاح الجو المسير ، تأتي في سياق عمليات ردع متوالية ، ضمن مرحلة الوجع الكبير الهادف لدفع النظام السعودي إلى وقف عدوانه الإجرامي ، ولعله يدرك أن أمريكا المهزومة في أفغانستان لا يمكنها حمايته من شيء.
منتصف أغسطس من العام 2019 نُفذت أولى عمليات الردع، حينها استهدف سلاح الجو المسير للجيش اليمني واللجان الشعبية بعشر طائرات، حقل ومصفاة الشيبة، التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية، قرب حدود الإمارات، الحقل يضم أكبر مخزون استراتيجي في البلاد ويتسع لأكثر من مليار برميل.
توالت بعدها عمليات الردع، حيث تبعها في الرابع عشر من سبتمبر من نفس العام 2019 عملية الردع الثانية، وهي العملية الشهيرة التي استهدفت مصافي آرامكو في بقيق وخريص أقصى شرق السعودية، بعشر طائرات مسيرة تسببت على نحو سلبي بنقص حاد في إنتاج النفط السعودي، بعدها بأيام ومن موقع القوة أطلق رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط مبادرة للسلام، يتوقف بموجبها استهداف العمق السعودي بالصواريخ والمسيرات على أن توقف السعودية عدوانها وحصارها، وهو مالم يتجاوب معه النظام السعودي.
في فبراير2020 جاءت عملية توازن الردع الثالثة على أقصى غرب السعودية واستهدفت منطقة ينبع الصناعية والنفطية التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر من أقرب نقطة حدودية يمنية، بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي الذي كشف عنه لأول مرة في العملية.
أما عملية “توازنَ الردعِ الرابعة” التي نفذت في الـ 23 يونيو 2020 بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية، فخلافاً لعمليات توازن الرعب الثلاث السابقة، طالت هذه المرة صواريخ قدس وذو لفقار وطائرات صماد3 المسيرة مواقع ومقرات عسكرية وسيادية أكثر تحصيناً ومتباعدة في نطاقها الجغرافي، مستهدفة وزارة الدفاع السعودية ومقر الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في العاصمة الرياض المليئة بالخبراء والجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان، وقد استمرت العملية لساعات طويلة.
وبداية مارس الماضي نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية توازن الردع السادسة مستهدفة بالصواريخ الباليستية والطيران المسير العمق السعودي، ومتوعدة النظامَ السعوديَّ بعملياتٍ موجعةٍ ومؤلمةٍ إن لم يجنح إلى السلم ويكف ومن وراءه أمريكا عدوانه الغاشم عن بلادنا.
مراكمة الإنجازات والردع
جاءت عملية توازن الردع السابعة لتؤكد قدرة القوات المسلحة اليمنية جيشاً ولجاناً شعبية بتوجيه ضربات وأكثر إيلاماً، ما يعني إن قراءة هذا المستجد من قبل النظام السعودي ينبغي أن يتسم بالحكمة، وأن التهور واستمرار العدوان يعني عمليات أخرى قادمة يخسر معه هذا النظام كل يوم الكثير من القدرة والكثير من السمعة، خصوصاً مع أجهزته الدفاعية من المنتج الأمريكي والإسرائيلي في صد الهجوم.
ويرى مراقبون أن عمليات الردع اليمنية ضد أهداف سعودية، تفرض معادلة جديدة مفادها أنه لا مكان آمن على امتداد الجغرافيا السعودية، فاليمن يمتلك القدرة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة حتى تلك الأكثر تحصيناً والخاضعة للحماية الأمريكية المباشرة، وأن ضربات “الوجع الكبير” ستتوالى إن لم تنصاع لمبادرة صنعاء للسلام ولرؤية الحل الشامل العادلة في اليمن.
تحذير يتبعه فعل
يأتي تتابع عمليات توازن الردع بعد تحذيرات متتالية أطلقتها القوات المسلحة في وقت سابق، ففي منتصف مارس من عام 2019 قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع إن أكثر من ثلاثمائة هدف عسكري تابع لدول العدوان أضيف إلى بنك الأهداف، كما أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة صنعاء أن الأهداف المشروعة للقوات اليمنية تمتد إلى عاصمة النظام السعودي وإلى إمارة أبوظبي، وفي الـ 11 من نوفمبر 2020 حذر ناطق الجيش اليمني العميد يحيى سريع، الشركات الأجنبية العاملة في السعودية بالابتعاد عن المنشآت العسكرية كونها هدفاً مشروعاً من أهداف الجيش اليمني.
وقال العميد سريع في بيان عسكري لعملية توازن الردع الخامسة نهاية فبراير: ”نحذر كافة الشركات الأجنبية العاملة في السعودية وكذلك إخواننا من أبناء الحجاز ونجد والمقيمين فيها في كافة المناطق بالابتعاد عن المنشآت العسكرية والاقتصادية الحيوية ذات الطابع العسكري لأنها ستكون هدفاً مشروعاً من أهداف قواتنا العسكرية “.
وفي بداية يناير الماضي أعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك اليوم العشرات من المسيرات اليمانية الهجومية بينها أجيال جديدة لم يكشف عنها بعد قادرة على الفتك بالعدو وبتحصيناته وتجمعاته وتعزيزاته ومنشآته.
وما إن بلغت الطائرات والصواريخ اليمنية أهدافها، ورغم ادعاءات النظام السعودي بعمليات صد لم تُقنع حتى الداعم الأمريكي، جاء ما يؤكد الطرح والتحذير اليمني ومعه رد الفعل قبل الأمريكي في اتجاه اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الأمن والحماية لعناصره، ورعاياه، إذ عكس حجم وجغرافيا (عملية الردع الرابعة) للجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي هواجس انعدام الأمن في الرياض لدى البعثة الأمريكية في الرياض التي دعت عقب العملية رعاياها بأخذ الحيطة والحذر من هجمات بالصواريخ والطائرات.
حينها عكست خطوة البعثة الأمريكية دلالات عميقة لتداعيات العملية التي أثبتت إن الرياض دخلت في حسابات الجيش واللجان الشعبية اليمنية وأنها لم تعد آمنة.