لا بديل عن البصيرة إلا العمى حفظه
نحن نرى الآخرين، الذين لم يكونوا على بصيرةٍ من أمرهم، تجاه هذه المرحلة، بكل ما فيها من أحداث ووقائع، وبكل ما فيها من تحديات ومخاطر، البديل عن البصيرة هو العمى، والله “سبحانه وتعالى” عندما قال في القرآن الكريم: {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}[الأنعام: من الآية104]، البديل عن البصيرة هو عمى القلوب، الذي هو الأخطر بكثير من أن تكون مكفوفاً، لا تدرك ببصيرة العين، ولذلك يقول الله “سبحانه وتعالى” في القرآن الكريم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: من الآية46]، نحن نرى من لا بصيرة لديهم، وهم يعيشون حالة العمى بكل ما تعنيه الكلمة، العمى الذي يحجبهم عن إدراك الحقائق الكبيرة، الحقائق الجلية، الحقائق الواضحة.
فبمثل ما كان الطغيان الأموي مسألةً واضحة، لا التباس فيها، مستهيناً بكل المقدسات الإسلامية، الطغيان الأموي الذي دمَّر الكعبة، والذي دمر واستباح المدينة، والذي قتل عترة رسول الله، الطغيان الأموي الذي كان يُسَبُّ رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” في محضر ملوكهم وزعمائهم، فلا يبالون، ولا يغضبون، ولا يستنكرون، بل يستنكرون على من ينبري للدفاع عن رسول الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، الطغيان الأموي الذي كان واضحاً في استعباده للأمة، وإذلاله للأمة، وتضليله للأمة، وتحريفه لمفاهيم الدين، وكان واضحاً في نهبه لثروات الأمة، كان مسألةً واضحةً آنذاك، لكن في مثل حالات العمى، وفقدان البصيرة، وفقدان الوعي، يمكن للإنسان ألَّا يبالي تجاه ذلك كله، يمكن للإنسان أن يتأثر بالكثير والكثير من التضليل الذي يبرر كل ذلك، مهما كان سوؤه وبشاعته، ووحشيته وإجرامه.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد / عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ