لم تفت الفرصة فلتكونوا مع الحسين
أمل المطهر
كثيراً ما تتردَّدُ هذه الجملة حينما تحلُّ علينا ذكرى فاجعة كربلاء (يا ليتنا كنا معه)؛ فنرى تلك العواطف الجياشة تخرج من مكامنها لتصب وجعاً وحرقةً وألماً على مصاب سبط النبي وآل بيته ومصاب الأمة إلى يومنا هذا.
ويتمنى الجميع سواءٌ أكانوا رجالاً أم نساء لو أنهم كانوا مع الإمام الحسين في ذلك اليوم لينصروه ويمنعوا عنه ويثبتوا معه.
لذلك أحببتُ في هذا المقال أن أنقل البشرى لمن يتمنون ذلك وتتقطع قلوبهم حسرات على فوات الفرصة عليهم لنصرة السبط والذود عن الدين والحرمات بأنه لم تفت الفرصة بعدُ وبإمْكَانكم أن تكونوا مع الحسين بإمْكَانكم أن تحقّقوا ما تمنيتموه.
فها هي كربلاء أمامكم تعود في هذا الزمان، صحيح أن الزمان ليس هو ذاته ولا المكان نفسه لكنها النفسيات ذاتها والحكاية هي بأصلها.
فهل ستجافي جنوبُكم المضاجعَ لتلتحقوا بالحسين؟!
هل ستنصرون الحَقَّ وتكونون كمسلم وهانئ والحر والعباس وعلي وغيرهم من أصحاب الحسين.
ها هو جيش يزيد ومرتزِقته أمامكم، فهل ستخرجون سيوفكم من أغمادها لتدفعوا عنكم الضيم أم أنها مجرد مشاعر تحَرّكت لسبب وحينما زال بردت من جديد؟!
نصرة الحسين تكون بالمواقف والأفعال فلا تكفي العواطف وحدها لنكون من أنصار الحسين لا تكفي يا ليتنا كنا معك.
وأمامنا حسين آخر وكربلاء جديدة نقف فيها على الحياد.
ثورة الحسين ممتدة ومتوهجة بتوهج الأحرار الذين يواصلون السير على المنهجية ويحيون الحسين جهاداً في ساحات الوغى ينصرونه تحَرّكا ووعيا وفداء يرسمونه في قلوبهم تضحية وعشق للخلود.
يصنعون منهاجا للخلاص من الظلم والتحرّر من الاستبداد لا يمكن أن نؤطر كُـلّ تلك القيم والمثل والدروس العظيمة بإطار ضيق ونظرة قاصرة فالحسين هو الجميع وكربلاء هي العالم.
فلتقرأوا الحسين جيَدًا لتكونوا معه في ثورته وصولته وجولته..
ولتحذروا أن تظلوا في مكانكم تتمنون وتتمنون وتضيعوا الطريق حتى تجدون أنفسكم تحملون السيف في وجه الحسين.