هنا الدولةُ الحقيقية
محمد أمين الحميري*
تثبت الأيّامُ والأحداثُ والشواهدُ، أين هي الدولة الحقيقية، أين هو المشروعُ الوطني الجامع، أين هي القيادةُ الحرةُ الحريصةُ على استقلال اليمن وحرية الشعب وكرامته؟!
حتى وإن وُجِدت بعضُ الأخطاء والتجاوزات، فسيأتي سَدُّ الخلل وإصلاح الاعوجاج؛ لأَنَّ هناك دولة.
كما تثبت الأيّام، أين هي المليشيا المتناحرة فيما بينها، أين هو الهيمنة والاستعباد الخارجي، أين الفوضى، أين الاختلالُ الأمني والاجتماعي، وأين الانهيار الاقتصادي، وأين ثقافةُ الفساد والتدمير والاستهداف الممنهج والامتهان لحرية وكرامة الشعب؟!
تثبت الأحداثُ أن صنعاء وما تحت إدارتها من محافظات تمثّلُ الدولةَ اليمنيةَ التي ينبغي الاعتزازُ بها رغم الظروف والأوضاع.
تثبت أن صنعاء تقدم نموذجاً للدولة اليمنية التي ينبغي التعاوُنُ في مسيرة بنائها وإصلاح مؤسّساتها.
وتثبت أن ما عدا ذلك، فالسلطة والسيطرة للمحتلّ والغازي الخارجي، وأدواته الرخيصة والسافلة، والتي تتعاون معه على مزيدٍ من الفساد والشر (في عدن وتعز وغيره).
الشاهد / نقول للحيارى والماسكين العصا من الوسط: (ما لكم كيف تحكمون؟!) فالعاقل اللبيب، هو صاحبُ الموقف الواضح والصريح، وإن وُجدت أخطاء وتصرفات لامسؤولة فيدُه إلى جانب كُـلّ يد (تصحِّح وتغيّر وتطور).
الأمر وما فيه يتطلَّبُ منا كيمنيين بكل توجّـهاتنا.. وعياً ويقظةً وأمانةً وصدقاً، في الرؤى والمواقف والسلوك، واليمن لن يكونَ إلا بنا، والبقاء قيد الانتظار للخارج أَو لأيدي العمالة، معيبٌ كَثيراً في حق مَن ينبغي عليه أن يكون كَبيراً، في تفكيره ونظرته، وفي تركه للعناد والكِبر، والتشبُّث بتصورات سياسية أَو ثقافية ثبت بُطلانُها وعدمُ صوابيتها.
* كاتب سلفي