لماذا الإمــــام علي؟!!
عمران نت – تقارير – 2021/07/31م
الولاية ليست مجرد فكرة خاصة، وصناعة مذهبية، صنعتها طائفة معينة من أبناء الأمة بل هي حالة قائمة في واقع البشرية، فما من طائفة في هذه الدنيا، وما من فئة في هذا العالم من أبناء البشر، إلا ولها ارتباط بجهة معينة، ورموز معينين ترتبط بهم على أنهم المصدر والجهة التي تقتدي بها، وتتأثر بها، وتستلهم منها تعاليمها وتوجيهاتها، وتُقدس ما يقدم من جانبها من آراء وأفكار، وتعتبرها مسارها الذي تعتمد عليه كمنهج في الحياة.
هذا شيء قائم حتى في خارج الساحة الإسلامية، فاليهود، والنصارى، والوثنيين… وكل البشر في الدنيا لهم رموزهم ، وقادتهم، وقدوات يرتبطون بهم، ويتأثرون بأقوالهم، وآرائهم، وأفكارهم، ويروجون لهم ويدعون الآخرين إلى أن يؤمنوا بهم وبأفكارهم وثقافاتهم وما يقدمونه، ولهم مكانتهم وعظمتهم وأهميتهم في نفوسهم يقدسونهم ويجلونهم ويحترمونهم ويهابون مخالفتهم حتى بعد قرون من فناء تلك القيادات
وكذلك الحال في الساحة الإسلامية كل الطوائف الإسلامية، لهم ارتباطات برموز معينين، ينظرون إليهم على أنهم أهل الحق، وأهل الحل، وأهل العقد، وأنهم من ينبغي أن تؤخذ أقوالهم، وأن يؤمن الآخرون بأفكارهم، وأن يتقبلوا منهم ما يقدمونه، وأنهم القادة والقدوة والأسوة، والذين يفترض الارتباط بهم من كل أبناء الأمة، والحذو حذوهم من كل المنتمين للإسلام…
هذه حالة قائمة في الدنيا بكلها ومن ضمنها الساحة الإسلامية لكن ما يبعث على الأسف والاستغراب هو موقف بعض المسلمين ونظرتهم العجيبة وحساسيتهم الغريبة تجاه الولاية من المنظور القرآني، وعلى وفق ثقافة الغدير تلك الولاية التي اصطفاها الله سبحانه وتعالى واختارها قال تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة آية 55].
وأمر نبيه صلوات الله عليه وعلى آله بتبليغها للناس جميعا قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ}[المائدة آية 67] فبلغها رسول الله في موقف مهيب ويوم مشهود لم يكن له نظير من حيث كثافة الحاضرين وحرارة التبليغ وأهمية القضية في سيرة الرسول بكلها .
لكن هؤلاء البعض ممن يحسبون أنفسهم على الإسلام يتنكرون لهذا الأمر العظيم ويرون فيه غير الحق يتأولون له مفاهيم بعيدة ومعاني عنيدة يراود أذهانهم لماذا علي؟ متناسين قوله تعالى { وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ} [الأنعام آية 124].
وهنا نوضح بعضا من تلك المؤهلات التي تجسدت في الإمام علي عليه السلام حتى بلغ تلك المنزلة العظيمة التي أهلته لنيل ذلك الشرف الرباني العظيم في اختياره ليكون امتدادا لولاية الله سبحانه وتعالى وولاية خاتم رسوله صلوات الله عليه وعلى آله بعد وفاته.
وإذا ما تناولنا بعضا من تلك المؤهلات التي جعلت من الإمام علي عليه السلام الرجل الوحيد المؤهل لقيادة الأمة فإننا بلا شك سنعرج على تلك الصفات التي تحدث الله عنها ورسوله في هذا الرجل العظيم ومنها .
كماله الإيماني وحرصه على سلامة دينه
لقد تميز الإمام علي عليه السلام في إيمانه عن سائر صحابة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله سواء من حيث السبق فهو أول من آمن برسول الله وصدق به كما يحكي هو عن ذلك (لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما) أومن حيث كمال الإيمان فهو أكمل أصحاب رسول الله إيمانا بل هو { صَالِحُ المُؤْمِنِينَ} كما وصفه سبحانه وتعالى في قوله تعالى{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }[التحريم آية4]
وهو من قال فيه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم يوم الخندق (برز الإيمان كله إلى الشرك كله) فتجسد الإيمان فيه قولا وفعلا وحقيقة وكمالا وقوة وعزة وصفاء ونقاء فالإمام علي عليه السلام هو من ذاب في الله ذوبانا عظيما حتى غدا همه الوحيد في دنياه هو أن يسلم له دينه حتى وإن كان النتيجة هو أن يقتل في سبيل الله (أفي سلامة من ديني يا رسول الله) قال نعم قال (والله لا أبالي أوقعت على الموت أم وقع الموت عليًّ).
تقواه وعدله
كان الإمام علي عليه السلام ذلك الرجل المتقي لله القانت إلى ربه المتبتل إليه الذي يحذر الظلم حتى ولو كان يسيرا مما لا يأبه له الكثير الكثير منا (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بأفلاكها على أن أسلب نملة جلبة شعير ظلما ما فعلت) فهو لن يدخل في ظلم حتى لأبسط مخلوقات الله ولوكان ذلك شيئا يسيرا حبة شعير …. لأنه من عرف الله حق معرفته فخاف لقاءه والمثول بين يديه وهو يحمل أبسط الإثم .
كما أنه الرجل العظيم الذي حمل بين جوانحه نفسا أبية ترى الظلم شيئا سخيفا ومشينا وعملا حقيرا تأبى له عزته وكرامته أن يتنازل لها وإن كان في ذلك القارات السبع بكل ما فيها فهو رمز الحق ودليله والهادي إليه كما قال فيه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار) والقائل لعمار بن ياسر سلام الله عليهم (يا عمار إن عليا لن يردك عن هدى ولن يدلك على ردى)
ذوبانه في الله ورسوله
ملأ حب الله ورسوله قلب الإمام علي سلام الله عليه فكانا أحب إليه حتى من نفسه باع منهما نفسه ونذر لهما حياته ووهبهما خالص حبه وتقديره عظم الله ورسوله في قلبه ونفسه حتى هان عليه في سبيل رضاهما كل شيء في وجوده فلاشيء يمكن أن يحول بينه وبين رضى ربه وخالقه ورضى رسوله الله وخاتم أنبيائه فأحباه لما علما منه من صدق التولي وإخلاص النية قال رسول الله فيه يوم خيبر (لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه)
خوفه من الله وإحسانه إلى المستضعفين من عباده
وهو ذلك الرجل الخاشع لله والمخبت إلى ربه الذي ملأ الخوف من الله جوانح صدره وشغاف قلبه حتى لم يبق في الوجود ما يخاف منه سوى الله سبحانه وتعالى وقد وصف الله سبحانه وتعالى ذلك الخوف في قوله تعالى { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12)} [الإنسان]
فالخوف من الله ومن سخطه وعذابه والاهتمام بأمر عباد الله والإحسان إلى المستضعفين منهم واستشعار رقابة الله والإخلاص له في السر والعلن وعدم انتظار المدح والثناء من أي كان بل المراد هو وجه الله كل هذه من أهم وأبرز مؤهلات القيادة الإيمانية السليمة والصحيحة
ومما يدل على عظيم إحسانه -سلام الله عليه ـ إلى عباد الله هو جهاده العظيم فهو رجل المهام الصعبة وفدائي الإسلام الأول حمل على عاتقه مسؤولية حماية رسول الله وجندلة رؤوس الكفر والتصدي إلى أشد فرسان الشرك والضلال ففي كل المعارك كان الإمام علي عليه السلام هو صاحب الحظ الأوفر في هد معاقل الشرك وهدم أركان الكفر والضلال وهو بذلك إنما يرسي دعائم الحق واحدة تلي الأخرى حتى قوي ساعده وأشيد معقله وشبت دولته وأصبح للإسلام دولة وكيانا
أضف إلى ذلك ما تميز به عن سائر الصحابة من سعة العلم وعظيم الحلم وشدة الحنكة ونبوغ الذكاء ينظر للواقع من حوله برؤية قرآنية وبصيرة نبوية فهو من جسد القرآن الكريم قولا وعملا حتى صار قرآنا يمشي على الأرض كل هذه المؤهلات التي تفرد بها الإمام علي عليه السلام وغيرها مما فاتنا ذكره جعلت من الإمام علي عليه السلام رجل الإسلام الأول بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وعلى هذا الأساس أختاره الله ليكون امتدادا لولايته على عباده في أرضه إلى يوم القيامة
أهداف الولاية
مواصلة التبليغ
كان الإمام علي سلام الله عليه حريصا كل الحرص على أن يعم الإسلام كل المعمورة ولأنه استقى إيمانه من نبع صافي وطاهر وخال من كل الشوائب إيمان لم تلوثه الآثام والذنوب حيث أسلم وهو صغير السن وتربى في حجر رسول الله كما يروي هو ذلك حيث يقول(وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ويمسني جسده ويشمني عَرْفَه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل) ثم بما حباه الله من بسطة في العلم والجسم وقوة في للإرادة ووعي وبصيرة في التعامل وهيبة في صدور الأعداء وشجاعة خارقة وفهما عميقا للقرآن وقدرة عجيبة على تجسيده حتى غدى قرآنا ناطقا يمشي على الأرض فقد كان هو المخول الوحيد بعد وفاة رسول الله صلوات الله عليه لموصلة لنشر الرسالة المحمدية صافية نقية كما أنزلها الله على نبيه وكما بلغها رسول الله عن ربه إذا لم يكن هناك قط من هو أجدر واقدر منه على حمل تلك المسؤولية الكبيرة والعظيمة والمحافظة عليها
إقامة العدل
لم يحرص الأمام علي على شيء في حياته كحرصه على سلامة دينه من كل الشوائب والملوثات وليبقى ما يقدمه ويفعله لوجه الله وحده حتى وهو في ساحة المعركة يخوض غمارها وحيدا يوم الخندق لم يرضى لنفسه أن تسيطر عليه ولا للحظة واحدة حتى في حالة إنفعاله عندما بصق عمرو بن ود العامري في وجهه فأغضبه لكي يجهز عليه فيريحه مما هو فيه من الألم لكن الإمام علي سلام الله عليه تركه حتى هدأ غضبه وحز رأس عدو الله لوجه الله وحده
ولأن العصر الجاهلي كان من أكثر عصور البشرية ظلما وتظالما يأكل القوي فيه الضعيف ويستعبد فيه الغني الفقير ووتسفك الدماء وتنتهك الأعراض ووصل ظلم أولئك المشركين حتى إلى أبنائهم فقتلوهم وهم أطفال ووئدوا بناتهم وهن أحياء وفعلوا المنكرات كما ورد في خطاب جعفر بن أبي طالب سلام الله عليه للنجاشي ملك الحبشة ولذلك لم يكن هناك من يستطيع تجسيد الحق وإرساء دعائمه في وسط مجتمع كهذا بعد غياب رسول الله وانقطاع الوحي إلا علي عليه السلام لأن إقامة العدل تحتاج إلى علم واسع ووعي عالي وبصيرة نافذة وصرامة قوية وشجاعة حيدرية وإلا فإن الباطل بصولاته القوية سيجتاح ذلك العدل الهزيل
كذلك يحتاج إلى ورع وتقوى حتى يضبط النفس عن الميل مع الأهواء والرغبات وليس هناك أجدر بها من الإمام علي عليه السلام القائل (والله إن دنياكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز إلا أن أقيم حقا أو أميت باطلا) كما أوصى بذلك ولديه الحسن والحسين سلام الله عليهما وكل المسلمين حيث قال (أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيءٍ منها زوي عنكما، وقولا بالحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)
الرحمة بعباد الله
كان الإمام علي عليه السلام من أشد الناس رحمة بعباد الله وعطفا على المحتاجين وإحسانا إلى المستضعفين وقد ذكر الله تصدقه بطعام أسرته على المسكين واليتيم والأسير وأثنى عليه وعلى أسرته الطاهرة ووعدهما بالجنة الواسعة والأمن يوم يوم الفزع الأكبر{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12)} وهذا شرف عظيم ودليل كبير على مدى رحمته وحرصه سلام الله عليه بأمة رسول الله بل لم يفتر ذلك الحرص وذلك الاهتمام حتى وهو على بساط الشهادة فقد جمع أبناءه وأخذ يوصيهم بالمستضعفين قائلا (أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم فإني سمعت جدكما (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، والله الله في الأيتام فلا تُغِبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننّا أنه سيورّثهم، والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم ، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ، والله الله في بيت ربكم لا تُخلوه ما بقيتم فإنه إن تُرك لم تُناظروا ، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله ، وعليكم بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتدابر والتقاطع ، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيُولّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم ).
تجسيد هدى الله
كان الإمام علي سلام الله عليه هو الشخصية القادرة فعلا على تجسيد هدى الله قولا وعملا نظرا لصفاء نفسيته وطهارة روحه فهو لم يدنس نفسه باي شيء من مساوىء الجاهلية ودنس الشرك فقد كرم الله وجهه عن أن يسجد لصنم وطهر قلبه عن أي معتقد فاسد وجوارحه عن أي عمل فاسد لأنه كما قال (وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل) وبهذه النفس التقية وما تشبعت به من أخلاق النبوة (ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملكاً من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يومٍ من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به ) وهذه النشأة الاستثنائية جعلت من الإمام علي سلام الله عليه قرآنا ناطقا يمشي على الأرض يجسد أخلاق الإسلام حتى ترى في الإمام علي عليه السلام عظمة الإسلام ونقاءه وجذابيته وصفائه وبهذا التجسيد العظيم يمثل جاذبية كبيرة لمن لم يعتنق الإسلام بعد فالقرآن الكريم لديه جاذية عظيمة وإن وجد من يجسده على أرقى مستوى.
هدم أركان الشرك والضلال
كانت معاقل الشرك وقواعده الأساسية لاتزال قائمة لها نفوذها في الأرض حتى في نفس الجزيرة العربية كانت بعض القبائل لم تستجب بالشكل المطلوب ولا زال هناك رواسب كثيرة وكبيرة وخطيرة على الإسلام مازال مهددا من قبل جهات كثيرة مشركين ومرتدين وإمبراطوريات فارسية ورومانية وغيرها ولابد من هدم تلك القواعد ونشر الإسلام ولم يكن هناك من هو مخول غير الإمام علي سلام الله عليه إذ لو فتح له المجال لكانت الأرض اليوم خالية تماما من الشرك والتسلط ولعم الإسلام كل أرجاء المعمورة حتى أنه لو ترك الإمام علي ليقود معركة الإسلام لكان الأمر اليوم مختلفا تماما عما هو عليه اليوم ولما شاب ما اسموه بالفتوحات الإسلامية ما شابها من السطوة والسلطة والأثرة والظلم.