شعب يمن الإيمان لن يقبل الاستسلام
زيد البعوة
طبيعة الصراع بين الحق والباطل على مر التاريخ قائمة الإمكانيات العسكرية والمادية والتجارب والخبرات والدروس والعبر والإنجازات والمعرفة والمواقف والمبادرات، إضافة إلى القيم والمبادئ التي يتمتع بها كل طرف في الصراع وكذلك الأهداف التي يسعى إليها كل طرف أو يواجه من أجلها، أما عندما يضاف إلى هذا كله ما هو أهم وهو الصلة الدائمة والقوية بالله تعالى كمصدر حقيقي للقوة فإن الصراع يكون مختلفاً من حيث المعطيات الميدانية ومن حيث الثبات في ميادين الصراع بشتى أنواعها، لأن الاعتماد على الله والثقة به بالنسبة لأهل الحق في ميدان المواجهة عنصر قوة رئيسي يضمن البقاء على الموقف والثبات عليه والاستمرار في المواجهة مهما كانت التحديات وهذا ما تحقق بالفعل للشعب اليمني الصامد في مواجهة دول تحالف العدوان ومرتزقتها خلال أكثر من ست سنوات من الصراع الشامل.
حيث عملت أمريكا وأدواتها ولا تزال في عدوانها على الشعب اليمني الصامد بكل ما تستطيع من أجل إخضاع الشعب اليمني والسيطرة عليه وإرغامه إن استطاعت على الاستسلام بكل الطرق والوسائل بالحرب العسكرية العدوانية وارتكبت أبشع الجرائم غير الإنسانية وبالحرب الاقتصادية من خلال الحصار وإغلاق الموانئ والمطارات ومنع المشتقات النفطية وحشدت إلى جانبها المرتزقة والعناصر الإرهابية مثل داعش والقاعدة ووظفت الخطاب الإعلامي والسياسي القائم على الترغيب والترهيب على المستوى الدولي، بما يخدم مخططاتها وأهدافها الاستعمارية، وسعت إلى تدمير الاقتصاد اليمني والعملة اليمنية ،ومن خلال الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي عملت على تقليص الدعم الإنساني والصحي لليمن، كل هذا وأكثر بهدف إرغام الشعب اليمني الصامد على الاستسلام لها وقبوله بهيمنتها عليه ولكنها فشلت وستفشل ولن تصل إلى النتيجة التي ترجو الوصول إليها بوعي وقوة وثبات هذا الشعب وتضحياته.
ومهما حاولت أمريكا وأدواتها ومهما عملت ومهما ارتكبت من جرائم ومهما خططت واتخذت من مواقف طاغوتية إجرامية ضد الشعب اليمني الصامد فإنها ستفشل، لأن المجتمع اليمني الصامد يتمتع بحالة وعي كبيرة ويفهم أساليب الصراع ويعرف ماذا تسعى إليه أمريكا وأدواتها ويدرك جيداً أن الضعف والتخاذل والفرقة والشتات والوهن في مواجهة العدوان ليس لمصلحته وأن مصلحته الحقيقية تكمن في مواصلة المشوار الجهادي التحرري، وفي نفس الوقت إصلاح الوضع من الداخل وتعزيز عوامل الصمود ورفد الجبهات بالرجال والمال وتعزيز عوامل الوحدة والقوة والتصدي لكل المؤامرات التي يحيكها الأعداء التي تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وإضعافه وإنهاك الجبهة الداخلية، بحيث يسهل على المعتدين تحقيق أطماعهم ولكن هذا في حسبان الشعب الصامد وقيادته ولن يفسحوا المجال للعدو للوصول إلى أهدافه الخبيثة واللعينة.
لقد قطع الشعب اليمني الصامد شوطاً كبيراً في مواجهة دول الاستكبار وخاض غمار الصراع بشتى أنواعه مع أمريكا وأدواتها ومرتزقتها على كل المستويات والأصعدة العسكرية والأمنية والإعلامية والاقتصادية والسياسية وفي مختلف المجالات، واستطاع بما يملكه من هوية إيمانية وثقافة قرآنية وقيادة حكيمة أن يحقق الكثير والكثير من الإنجازات والانتصارات وأن يحبط ويفشل الكثير من المؤامرات والمخططات الاستعمارية الإجرامية التي تستهدفه في كل شؤون حياته، ومرت السنوات وهو لا يزال قوياً في مواقفه لأنه يملك مقومات القوة الحقيقية المتمثلة بالقرب من الله والتوكل عليه والاستعانة به، وثبت في أصعب الظروف والمراحل وسيبقى كذلك مادام متمسكاً بمنهجيته مُسلّماً لقيادته مستعيناً بربه مواصلاً لمشواره الجهادي مهما كانت التحديات والأخطار وأمامه المزيد من التحديات ورصيده الجهادي كفيل بإذن الله على التغلب عليها.