قراءة دلالية للنور الخاتم.
عمران نت / 4 / 11 / 2020
// مقالات // منتصر الجلي
أرتفع الذكر وحطت أرواح العاشقين، هبت النسائم، وجاءت ملائكة السماء تقود قافلة النور للنور العالمي…،
رغم فوارق الزمان والمكوث الإنساني خلف أقنعة الظلام ومستبدوا الأمة، على فترات من تاريخ الإسلامية، إلا أن الثابت ظل ثابتا أصل عن فرع وفرع عن أصل، تأصلا في الجذر الأول في الرابط والثقافة والهوية.
لم يخفى من تراث الأمة المنعكس المطوي الذي على صرح الحكومة الإسلامية، بعد رحيل المصطفى صلوات الله عليه وآله، وتعدد إيديلوجيات الحاكم، من طواغيت العرق الأموي والدنس العباسي، ومختلفات الأقوام ومشتتات الاحتلال، هذه عوامل وضعت شرخ بين الأمة، والقيادة، والمنهج وعلى ذلك اتسعت دائرة التيهة، متنقلة الأمة بين عواصم الانفلاق والانفلات، تقاوم متغيرات الحكم والاحتلال، لدى البعض، والبعض رضخ مهيمنا عليه من أول وهلة.
إن الأنطراح الذي خلت به العربية والإسلامية سايرها كسبات أمتدا لقرون ماضية، في حين كان اليهود والأقليات الأروبية مازالت تتصنع النهضة والظهور كان لدى المسلمين مقومات القيام، لكن العوامل الداخلية أفشلت الدولة الإسلامية، عبر سلك دبلوماسي بدائي تمرره الفاشيات اليهودية والمجتمع الأروبي بين حين وأخرى،
بالنسبة للمقومات الفكرية والعلمية لدى أمتنا وعلماء المسلمين كانت موجودة، بدلالة السبق العلمائي في الاختراع والابتكار لدى علماء المسلمين، لكن غرّ هؤلاء مالهم، ليس الطبقة المتعلمة ولكنها الطبقة الحاكمة والتي كانت تسير كل أمور الدولة عبر خيط ممتد عبر أعداء الأمة.
القراءة المعبرة اليوم للمشهد الإسلامي يستزيد بنا شططا وغضبا، فالحكم شعوب ودويلات منهار، والعداء أصبح متمركز لايعدوا داخل الأمة قط، فالتكتيك السياسي اليوم برز خاليا من مقوماته الدينية والرجوع للثوابت الأصيلة للأمة الإسلامية وركائزها المشروعة، بل صار القانون الوضعي الغربي هو الحاكم الفعلي للمواد والدساتير الداخلية للدولة المسلمة خلا بعض تلك الدول التي أبرزها إيران الجمهورية الإسلامية، واليمن اليوم على مشارف الحكم الفعلي بالقرآن الكريم كمنهج عام ورمز قائم ومرجع لاحياد عنه، نظرا للقيادة المصطفاة اليوم وخروجها بالمشروع التنويري والتي تدعوا إلى القرآن كحاكم دائم ومباشر،
هنا لفتة لذلك المجتمع اليمني الذي خرج مؤخرا كطوفان هادر ومليونية هائلة، تحت عنوان (لبيك يارسول الله) دلالات عدة وشعب شمر ساعديه حول القيادة الربانية والمشروع الإلهي، ومابرز جليا يوم قبل الأمس في ذكرى مولد النور الخاتم، لملحمة لحلم كان بعيدا وقد اقترب، أن نجد أمة وشعب عربي مازال مستمسك بهويته الدينية والشعبية والإيمانية والثقافية، وهذا من مؤشرات ذات أبعاد غيبية عميقة الإحاطة، واسعة المجال، فلاقطب يحادها أو تأطير أفواجها.
بالطبع الآن نحن أمام شعب عظيم استيقظ بعد سبات طويل عبر تجديد مستمر لايحده موقع معين وفصول وحدود معينه، فالقائد هو محمد رسول الله خاتم الأنبياء الرسل، كجانب معنوي وهوية دينية مطلقة العنان، أمام الجانب الوجودي فنحن أمام قائد فعلي حفيد (رسول الله صلوات الله عليه وآله. إذا كواقع حتمي هناك شعب قادم هو اليمن بشائر النصر تلوح في الأفق وفي كل يوم له نصرا.