تطبيع اماراتي صهيوني بمباركة مصرية.. ليس غريبآ على من تأثروا ببول البعير وثقافات الغرب.
عمرا ن نت / 19 / 8 / 2020
// مقالات // فضل البرطي.
في زمن كشف الحقائق تتضح الرؤى وتحدد المسارات وتتكشف معها حقيقة النوايا والتوجهات.
فما كان يدور بالامس سرآ وخفية ومن خلف الكواليس اضحى اليوم علنآ وعلى شاشات التلفزة واعين المبصرين. ليؤكد وبالأدلة الدامغة ماهم عليه اعراب الخليج من العهر والخيانة والمذلة والمهانةوماهم فيه من السقوط والإنحطاط والسفالة والدناءة والحقارة والخذلان المبين.
وما تطبيع دويلة العهارات العبرية مع الكيان الصهيوني المغتصب إلا جزء يسير من مخططات ومشاريع اولئك الاعراب ككل والرامية الى إذلال الامة العربية والإسلامية ومصادرة كرامتها ومقدساتها وحضارتها وتاريخها خدمة لليهود والنصارى وتنفيذآ لأجندات اسيادهم في البيت الابيض واسرائيل.
تطبيع عربي اسرائيلي تقود خطاه دويلة العهارات يقضي بالإعتراف الكامل بإسرائيل كدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وكشريك اساسي في رسم سياسات المرحلة المقبلة للخارطة العربية والمنطقة برمتها. في صورة فاضحة ومخزية للعروبة والاسلام.
تجسدت في بيع فلسطين ارضآ وانسانآ ومصادرة مقدساتها وقضيتها الاساسية والتي تعتبر قضية المسلمين الاولى ومحور الارتكاز في بوصلة العداء مع اسرائيل. وبمباركة عربية تصدرتها مصر وعلى لسان ابن الراقصة المدعو/السيسي. الذي ظهر متباهيآ ومزهوآ بأنجاز الحماراتيين.
ليس غريبآ على ايآ من دويلات الخليج الاقدام على مثل هكذا خطوة . كما انه لم يكن مستبعدآ على ايآ من ملوكها وامرائها تقبيل احذية الصهاينة إزاء التطبيع معهم وتوطيد العلاقات بين بلدانهم وبين ذلك الكيان المغتصب. لأنهم وبسبب ما يعانونه من عقدة النقص المتغلغلة في اعماق اعماقهم يرون في ذلك التقرب مصدر قوة وفخر بالنسبة لهم . ويعتبرون إبرام اي اتفاقيات مع بني صهيون شرفآ كبير وإنجاز عظيم يضاف الى رصيدهم السياسي في علاقاتهم الخارجية.
وإذا ما حاولنا جاهدين إيجاد تفسيرآ لعقدة النقص هذه التي يعاني منها المتخمين بصحون الكبسة وحياة الترف فلم نجد لها تفسيرآ سوى انه الضعف والهوان اللذان تربوا وترعرعوا في كنفهما منذ نشأتهم الاولى على ايدي اسيادهم من اليهود والنصارى ..وماذا تظنون بقومآ اسست ممالكهم وإماراتهم بأيدي يهودية ونصرانية. وماذا تتوقعون منهم من مواقف مشرفة ثم ماذا تنتظرون ان تجنوا من سياساتهم الماجنة
سوى الخزي والعار وتدمير القيم والمبادئ الاسلامية والانسانية ونسف تعاليم الدين الحنيف بكل وقاحة وقلة حياء.
انه لضرب من الخيال ان نعول على من تأثروا بثقافات الغرب الماجنة وبول البعير في الظهور بمواقف مشرفة تصب في خدمة الاسلام والمسلمين او ان يكون لهم يومآ ادنى تحرك يعود بالنفع على هذه الامة المكلومة والمغلوبة على امرها.
ولكن ومع ذلك فلا يأس ولا قنوط فهناك رجالآ صادقين هم الأجدر بقيادة هذه الامة واخراجها مما هي فيه من الضعف والهوان الى شاطئ الحرية والسيادة واستعادة ما سلب من هيبتها ومقدساتها وكرامتها بعيدآ عن اعراب الخليج الخونة وبائعي المقدسات .. ولعل المحور المقاوم والمتمثل في الحركات المناهضة للسياسات الصهيو امريكية في كلا من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق واليمن قد اثبت جدارته بإستعادة مجد الامة وهيبتها بإفشاله لكل المشاريع والمخططات التي تحيكها دول الاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا واسرائيل وبمساندة ودعمآ ومشاركة من الاعراب الاشد نفاقآ وكفرآ.
حيث انه وبالتأمل لمجريات الاحداث الدائرة على الساحة نجد الفضل الكبير لهذا المحور بعد الله في التنكيل بأعداء الدين والامة واعرابهم اجمع.
وذلك بتغييره لكل الحسابات التي كانوا يراهنون عليها وفرضه معادلة جديدة لم تكن في حسبانهم ابدآ.
فسوريا لم تسقط كما خطط لها. ولبنان لم تخضع كما اريد لها. والعراق لم تستسلم كما كان مرسوم لشعبها. وفلسطين رغم المؤامرات لازالت تقاوم. واليمن ست سنوات من الصمود ولم يجني تحالف العدوان فيها سوى الخزي والهزيمة والانكسار.
وعلى هذا الشكل تمضي عجلة الزمن ويدون التاريخ تفاصيل الصراع بين المؤمنين والكافرين.
ليبقى الخونة والعملاء وبائعي الاوطان ومرتزقة العصر في مزبلة التاريخ ووحل المذلة والمهانة ولعنات الاحرار تشيعهم الى ابد الدهر.
ويكون النصر المحتوم للمؤمنين الصادقين بعون الله وتأييده.
ولن يفلح سحرة فرعون امام عصى موسى.
فما صنعوا كيد ساحر ولن يفلح الساحر حيث اتى.
ملتقى الكتاب اليمنيين.