التاريخ يعيد نفسه .. لم يتغير شيء!
عمران نت / 3 / 8 / 2020
// مقالات // وفاء الكبسي
مرت أكثر من أربعة عشر قرناً على رحيل أمير المؤمنين علي -عليه السلام-، وللأسف مازال بيننا أكثر من شقي كـ “عبد الرحمن بن ملجم” بما يمثله من همجية حمقاء لاتعرف معنى الإسلام الحقيقي، مجرد ببغاوات حفظوا القرآن ولم تتشربه قلوبهم، فمارسوا القتل والتعذيب بتلذذ ووحشية تنافي منهجية القرآن، والفطرة الإنسانية وما أكثرهم اليوم! نشروا خزعبلاتهم اللفظية والدموية بين صفوف المسلمين والبشرية جمعاء، وأفتوا بقتلنا وزعموا أن أمريكا والسعودية هم قطبي السلام في العالم ويقودانه إلى السلام، مارسوا الضلال والإضلال بغطاء ديني ليخدموا أعداء الإسلام!
ومازال بيننا أكثر من معاوية، بما يمثله من خبث ولؤم وطغيان وتخلف وهمجية واستحلال لدماء الأبرياء بشتى الذرائع والأوهام!
ومازال بيننا أكثر من أشعري وبن العاص وبن شعبة وبقية الزمرة التي باعت دينها بدنياها بأرخص الأثمان واستحلت حرمة أوطانها لتكون مرتعاً لكل طاغوت فاجر، ومازال الكثير يبرر لهم أعمالهم ويترضى عليهم، وأمثال هؤلاء نجدهم كثير في الطبقات المثقفة الأكاديميين من وقفوا في صفوف الحكام المجرمين المستكبرين المتجبرين ضد أبناء جلدتهم المستضعفين المظلومين في خيانة واضحة للدين والوطن والإنسانية!
ومازال بيننا أهل الكوفة من هم مع الحق بألسنتهم وقلوبهم ولكن سيوفهم ضده، وهم قلة قليلة يدّعون الحياد وهم مجرد إمعات متفرقين ومتنازعين في جميع الأمور!
ومازال بيننا أهل الشام في حماقتهم وغبائهم وفسادهم وطاعتهم العمياء لمن يحكمهم ويحارب الحق وأهله، كأبناء الجنوب وبعض المناطق المحتلة في بلادنا وغيرهم في الأقطار العربية، وهم ليسوا بالقليل!
لم يتغير شيء!!
مازال الحق والباطل يتصارعان، ومازال الباطل يكابر ويعاند بعدده وخبثه وغدره وهمجيته وتخلفه وجهله، ومازال الحق يقف أمام الباطل قوياً صامداً صابراً كاسراً لشوكته منكساً لرايته بقوة إيمانه ويقينه العميق بالنصر والغلبة رُغم قلة العدد والعدة!..
لم يتغير شيء!
هنالك الكثير ممن يحلمون بحمل سيف “بن ملجم” لقتل ابن بنت رسول الله -السيد القائد عبد الملك الحوثي رعاه الله- كما قتل بن ملجم جده أمير المؤمنين علي -عليه السلام- ليس لإماتت جسده فحسب بل لإماتت فكره وعلمه وتقواه وورعه!
لم يتغير شيء!
هنالك الكثير ممن يجادلون في طاعة السيد القائد، ويطيعون أئمة الكفر والضلال المتمثلة في بن سلمان وبن زايد، كما جادل أسلافهم في الإمام علي -عليه السلام- وهو الحق ويطيعون معاوية وهو الباطل!
للأسف مازال أبناء الطلقاء هم الحاكمون!
وأبناء الأوصياء هم المضطهدون المعتدى عليهم!
فهل سيأتي في النهاية من يترضى عن بن سلمان وبن زايد وترامب وعن السيد القائد عبد الملك الحوثي -حفظه الله-، ويخلط الحابل بالنابل في غباء ليس له مثيل، كما ترضى أسلافهم عن معاوية ويزيد والإمام علي؟!
لم يتغير شيء.. التاريخ يعيد نفسه ولله عاقبة الأمور، وهو ولي المتقين.